أكد مجلس الوزراء ان حكومة الوفاق الوطني ستعمل ومن خلال وزاراتها واجهزتها المختلفة على القيام بكل ما هو واجب عليها تجاه مؤتمر الحوار الوطني، واستكمال ما يخصها من اجراءات في اطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وإنجاز إستحقاقات المرحلة الإنتقالية الراهنة وصولاً إلى الإنتخابات المقرر إجرائها في فبراير 2014 م. جاء ذلك خلال إجتماع استثنائي عقده اليوم برئاسة رئيس المجلس الأخ محمد سالم باسندوة، لمناقشة الدور الحكومي المساند في عملية التهيئة والمساهمة في توفير المناخات الملائمة لإنجاح الحوار الوطني الشامل المقرر إنطلاقه في 18 مارس الجاري. وتداول مجلس الوزراء مجموعة من المقترحات والرؤى الخاصة بالعوامل الكفيلة بانجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودور الجهاز الحكومي على المستويين المركزي والمحلي في إسناد الجهود الجارية لعقد هذا المؤتمر . ولفت بهذا الجانب إلى الدور الفاعل الذي ينبغي أن تقوم به الوزارات والجهات الحكومية المختلفة والسلطات المحلية في امانة العاصمة والمحافظات، للمساهمة في انجاح المؤتمر وتحقيق الاهداف المتوخاه منه، بما في ذلك المشاركة المؤثرة في العملية التوعوية وحشد الدعم المجتمعي المساند والمتفاعل مع المؤتمر بمحاورة المختلفة. وتطرق المجلس في اجتماعه الى ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا في هذه الظروف الحرجة والدقيقة من تاريخ اليمن الحديث من ضرورة رص الصفوف وتوحيد الجهود لانجاح الحوار كونه الخيار الأمثل للشعب اليمني لصنع المستقبل الأفضل الذي ينعم فيه جميع اليمنيين بالخير والأمن والعدالة الاجتماعية والمساواة. وبحسب وكالة الانباء اليمنية "سبأ"شدد المجلس على حاجة اليمن الماسة في هذه المرحلة الى تكاتف جهود الجميع، للانطلاق الى بناء المستقبل، وضرورة تغليب مصلحة الوطن على ما عداها من المصالح الذاتية والحزبية والمناطقية والقبلية .. مؤكداً أن الحوار الوطني هو البديل الأوحد لتجنب الاحتراب والصراعات الدموية والتشظي والانزلاق نحو المجهول. وحث مجلس الوزراء لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الامن والاستقرار ووزارتي الدفاع والداخلية على مضاعفة الجهود لتثبيت دعائم الامن والاستقرار .. منوها في ذات الوقت بتدشين حملة توعوية حول دور القوات المسلحة والأمن في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي يعكس الدور المحوري والهام للمؤسسة الامنية والدفاعية في هذا الجانب وحرصها الوطني المسئول على القيام بدورها على اكمل وجه. وأهاب المجلس بوسائل الإعلام بمختلف انواعها وتوجهاتها ومشاربها، ترشيد الخطاب الاعلامي والأسهام من موقعها المؤثر والحساس في هذه المرحلة في خدمة إنجاح الحوار والمساعدة في اعلاء ثقافة الوطن ومصالحه العليا على ما سواها من المصالح الذاتية والحزبية والانية خاصة في هذا الظرف الاستثنائي.. لافتا الى الدور المعول على الاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والمنابر الارشادية والتوعوية والثقافية في الاسناد الفاعل لاجراء وانجاح الحوار الوطني الشامل وشرح ابعاده المختلفة لكافة المكونات الشعبية، وانعكاسات نجاحه المتوقع على حاضر ومستقبل اليمن، ومواكبة تطلعات ابنائها في استكمال عملية التغيير المنشود والشامل نحو الافضل. وطالب مجلس الوزراء جميع ابناء الشعب اليمني العظيم بتجاوز خلافاتهم وان يسمو باقوالهم وافعالهم فوق الجراح، بما يواكب الحاجات الحقيقية للوطن في هذه المرحلة الحساسة التي تستدعي وحدة الصف وخوض غمار الحوار الوطني بروح المسئولية والتطلع نحو الغد بروح جديدة. داعيا الجميع الى بدء صفحة جديدة عنوانها الرئيس هو الانتماء الخالص للوطن والانتصار له بروح وطنية خالصة بما يمثله ذلك من أهمية في وقوف الجميع على مسافة واحدة من حوار وطني يرتكز على أسس الشفافية والموضوعية والإحترام المتبادل، والإبتعاد عن هدم الذات والسلبية، للنهوض بالوطن ومواجهة التحديات لما فيه خير ومصلحة الجميع. ولفت المجلس الى الآمال المعقودة على مؤتمر الحوار الوطني الشامل في رسم الملامح المستقبلية لبناء الدولة الحديثة على اساس الحرية والمساواة وسيادة النظام والقانون، باعتبار ذلك عاملا رئيسيا لمنع تكرار مآسي الماضي من ظلم وإقصاء وتهميش، وضمان تحقيق العدل والمساواة في الحقوق السياسية والمدنية واحترام حقوق الانسان. وأعرب مجلس الوزراء عن ثقته الكاملة في نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ظل التوافق الوطني والدعم الاقليمي والدولي لهذا المؤتمر باعتباره فرصة تاريخية لاعادة اليمن الى المسار الصحيح، وصياغة المستقبل الذي يلبي تطلعات الجميع في التغيير الى الافضل، وإزالة ما عَلق في الأذهان من سلبيات، ومعالجة اسبابها . وأكد المجلس ان نجاح حكومة الوفاق الوطني وما ساد عملها منذ تشكيلها من روح التوافق وتغليب المصلحة الوطنية العليا، يمثل مؤشرا ايجابيا في إمكانية أن تسود هذه الروح الخلاقة فعاليات واعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، باعتبار ذلك احد العوامل الاساسية الضامنة لنجاح المؤتمر والوصول الى الاهداف المرسومة له في بناء اليمن الجديد.