ترتفع البطالة في أوساط العمال اليمنيين بشكل جنوني، خصوصا جراء تداعيات الأزمة التي يعيشها اليمن منذ مطلع عام 2011. وتشكل البطالة معضلة اقتصادية كبيرة بالنسبة إلى بلد يوجد فيه أكثر من ستة ملايين عاطل عن العمل، وفق إحصائيات رسمية. ويزيد من حدة الأزمة قيام جارة اليمن الكبرى المملكة العربية السعودية بترحيل عشرات الآلاف من المغتربين الذين يشكلون العائل الوحيد لمئات الآلاف من الأسر اليمنية. ويرى المراقبون أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية لا يمكن أن يكتب لها النجاح إذا ما اكتفى جيران اليمن بدعمِ الحل السياسي، وإنما تكمن مسؤوليتهم في مساعدة اليمن على تفادي ثورة جياعٍ مرشحة للانفجار في أية لحظة. كشف تقرير رسمي حديث عن ارتفاع معدلات البطالة خلال العامين 2011م – 2012م بسبب توقف أو تعليق معظم المشاريع الاستثمارية جراء تداعيات الأزمة السياسية العاصفة التى مرت بها اليمن خلال العام 2011م. وأفاد تقرير التنمية البشرية الوطني الرابع الذي اطلقته وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة الانمائي أن معدل نمو السكان في اليمن تراجع من نحو 3.5 بالمئة كمتوسط سنوي خلال الاعوام ( 1988 - 1994م ) الى 3 بالمائة في الفترة 1994 – 2004م. وأشار إلى أنه وبالرغم من تراجع معدل نمو السكان إلا أن معدل نمو السكان لايزال يعد من أعلي المعدلات العالمية نتيجة الزواج المبكر وارتفاع معدلات الخصوبة. ووفقا للتقرير فأن واقع الأوضاع الصحية في اليمن لايزال مترديا حيث لاتزال اليمن نسبة وفيات الأمهات والأطفال دون سن الخامسة تعد من اعلى المعدلات العالمية. وافرد التقرير مساحة في تناولاته لتسليط الضوء على واقع التنمية البشرية لدى شريحتي الشباب والمرأة في اليمن ،منوها في هذا الصدد بارتفاع معدلات البطالة في أوساط الشباب وبخاصة الفقراء منهم في مقابل ارتفاع أعداد الشباب الجدد الداخلين الى سوق العمل سنويا. واعتبر التقرير أن الشباب في اليمن لايزالون يميلون صوب التقليد وتقبل كل ما هو قائم دون تجديد الى جانب انصراف اعداد كبيرة منهم عن ممارسة الرياضة وتفضيلهم قضاء اوقات فراغهم في ممارسة انشطة أخري من اهمها مضغ القات والتدخين. وشدد التقرير على ضرورة إيجاد تكاملية سليمة للسياسات التعليمية والتدريبية لتتواءم مع احتياجات سوق العمل والترويج لثقافة العمل الحر والتوظيف الذاتي. من جهة اخرى أكد التقرير ارتفاع نسبة الامية في اوساط النساء في اليمن، منوها إلى أن سبع نساء من كل عشر نساء تصل أعمارهن إلى " 15" عاما يعانين من الأمية. واعتبر التقرير أن الزواج المبكر والتنميط النوعي لعمل المرأة وإحجام العديد من الأحزاب السياسية عن ترشيح المرأة بالرغم من استفادتها من اصواتهن الانتخابية وتدني مستوي الصحة الانجابية وغياب التربية والثقافة السكانية التى تعني بالمرأة والطفل كل هذه مجتمعه تمثل اسباب لضعف واقع التنمية البشرية لشريحة النساء في اليمن. قالت دراسة يمنية حكومية عن حاجة البلاد إلى توفير نحو 224 ألف فرصة عمل ووظيفة سنوياً لمواجهة تزايد معدلات البطالة التراكمية في أوساط الشباب اليمني التي تعد من الدول المتقدمة بين الدول العربية في معدل البطالة. وأوضحت الدراسة التي أعدها قطاع سوق العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حول آلية تشغيل العمالة في سوق العمل المحلي والخارجي، أن سوق العمل في اليمن يواجه صعوبات وتحديات قائمة بين جانبي العرض والطلب، بسبب ارتفاع النمو السكاني الذي يقابله ارتفاع في نسبة القوى العاملة، حيث من المتوقع أن ترتفع إلى أكثر من تسعة ملايين عامل في عام 2025 مقارنة ب 5.6 ملايين عامل خلال عام 2009. وبينت أن نسبة حجم البطالة في اليمن أصبحت من أعلى المعدلات في العالم التي تؤثر نتائجها بصورة سلبية في الاقتصاد والتنمية في اليمن. وتتفاقم أزمة البطالة التي تشكل أكثر من 35 في المائة في اليمن بحسب تقارير رسمية جراء تدني فرص العمل وارتفاع معدل نمو القوى العاملة الذي وصل إلى أكثر من 4 في المائة سنويا. وأكدت دراسات اقتصادية محلية وعربية أن نسبة البطالة في اليمن تتجاوز 40 في المائة، في حين تقول الحكومة إنها لا تتجاوز 11 في المائة بينما تعد مصادر أخرى هاتين النسبتين تحديا صعبا أمام اليمن.