أقامت مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية اليوم بصنعاء حفل تكريم للدكتور حسن محمد مكي رئيس الوزراء الأسبق بحضور عدد من زملائه وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومناضلي الثورة اليمنية . وأشاد مستشار رئيس الجمهورية الرئيس الاعلى لمؤسسة الثقافة والتنمية السياسية الدكتور عبد الكريم الارياني باسهامات الدكتور حسن محمد مكي الكبيرة في خدمة الوطن وقضاياه العادلة . وقال الدكتور الارياني : " كم هو جميل أن نحتفي اليوم بتكريم رجل شارك في كتابة تاريخ الوطن مناضلا في الدفاع عن الثورة والجمهورية ، ومؤسسا للدولة اليمنية الحديثة التي بزغ نجمها يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962 م " .. مضيفا " ليس كثيرا التكريم على عملاق شارك في صنع تاريخ الوطن في أمجد أيام كفاحه وصمد أمام قوى التخلف والرجعية في أحلك ساعات نضاله مدافع عن الثورة والجمهورية ومشاركا في مسيرة البناء والتحديث ". فيما تطرق رئيس مجلس أمناء مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية الدكتور حسين عبدالله العمري إلى جملة من مناقب الدكتور حسن مكي وأدواره الوطنية المختلفة منذ عودته من دراسته الاكاديمية في إيطاليا عام 1960م قبيل اندلاع ثورة 26 سبتمبر بنحو عامين . وقال الدكتور العمري" لقد كان أستاذنا السياسي القدير وعالم الاقتصاد الدكتور حسن محمد مكي أحد أعضاء بعثة الاربعين المتفوقين المرسلين للدراسة في لبنان عام 1947م وانتقل بعد عامين إلى مصر التي نال منها الثانوية العامة عام 1953 م " .. مشيرا إلى أن الدكتور مكي عايش بوعيه المبكر وتفهم أحداث ومبادئ ثورة 23 يوليو 1952 م في مصر وكان من طليعة الطلاب اليمنيين الواعين الذي التقوا بقادة الحركة الوطنية اليمنية كأبي الاحرار القاضي محمد محمود الزبيري و المناضل الكبير أحمد محمد نعمان . وتحدث الدكتور العمري عن المهام والمسؤوليات الوطنية التي اسندت إلى الدكتور مكي .. مشيرا إلى توليه عدد من المناصب الحكومية من بينها وزير خارجية ووزير اقتصاد ورئيس وزراء وسفير في عدة عواصم . وفي كلمة اسرة المحتفى به أشار الدكتور احمد محمد مكي إلى أن شقيقيه المحتفى به اليوم كان دائما ينشد الامن والاستقرار لليمن والابتعاد بالوطن عن الحروب ومسبباتها إلى جانب اهتمامه بأسرته وتعليم اخوانه . ووصف اللواء حسين المسوري في كلمة عن زملاء المحتفى به أن الدكتور حسن مكي يعد واحدا من الرواد الذين اسهموا في بناء المجتمع اليمني الحديث ، وأعتبره شخصية عظيمة اسهمت في صنع تاريخ اليمن المعاصر من خلال الادوار الوطنية التي قام بها والمسؤوليات التي تولاها منذ السنوات الاولى لقيام الثورة وحتى اليوم . وقال المسوري " إن الرجل المتعدد المواهب والقدرات تصدرت الاحداث حياته العملية في الحكومات المتعددة التي عاشها اليمن في مراحل عصيبة من تاريخ العمل الوطني في مواجهة الاضطرابات السياسية والعسكرية التي كان يعاني منها الوطن عامي 65 و 66 م وتحديدا بعد مؤتمر خمر بين القوى الجمهورية والقوى المناوئة لها " . فيما تناول الدكتور جلال فقيرة في كلمة مماثلة بالمناسبة مقتطفات من مذكرات الدكتور حسن مكي وعلق عليها .. منوها بما يمثله الدكتور مكي من اهمية كبيرة في صناعة تاريخ اليمن الحديث باعتباره احد اللاعبين الاساسيين فيه إلى جانب كونه انموذجا يحتذى ومثلا فريدا في التعامل ومن جيل الرواد الاوائل الذين اسهموا في بناء اليمن الجديد . من جانبه أعتبر رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الباري طاهر الدكتور حسن مكي بأنه رائد حداثة وتنوير وعالم سياسي ومناضل جمهوري إلى جانب كونه من اوائل طلاب المعرفة والحداثة في اليمن وفي طليعة الخريجين الاكاديميين في بداية ستينيات القرن الماضي .. مشيرا إلى أن الدكتور مكي كان له نظرة استشرافية ثاقبة في الاصلاحات التدريجية المؤدية إلى التحولات الكبرى في اليمن. فيما أعرب الدكتور حسن مكي عن اعتزازه بهذا التكريم الذي حظي به .. داعيا إلى أن يحظى زملائه في مسيرة البناء والنضال الطويل في اليمن بالتكريم الذين يستحقوه .. معتبرا نفسه بأنه ليس بأفضلهم .