20يوما فقط تفصلنا عن الموعد المحدد لأعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلقت فعالياته في ال18 من مارس الفائت في العاصمة صنعاء بهدف حلحلة اصعب المشكلات التي تراكمت على البلاد ومؤسساته المختلفة على مدى 3 عقود. 5أشهر خاض خلالها اليمنيون تجربة الحوار كطريقة ناجعة لحل كافة قضايا أيا كان نوعها وحجمها, من مثل القضية الجنوبية وصعدة والعدالة الانتقالية وشكل ونظام ودستور الدولة القادمة. لم توقف إعمال الحوار خلال تلك الفترة رغم العراقيل التي أحاطت أعمال الحوار من كل جانب, لكن مع دخول مؤتمر الحوار أيامه الأخيرة وبدا جليا أن سيحقق الأهداف المرجوة أخذت بعض العراقيل تطفو على السطح بهدف التشويش على الحوار أو إعاقة أعماله. فمنذ أسبوعين تقريبا تعثر جزئيا انعقاد جلسات الحوار بسبب عدم مشاركة قوى في الحراك فيها رغم التطمينات التي حصلت عليها من رئاسة الجمهورية والحكومة بتنفيذ النقاط ال31 وإقرار الآلية لتنفيذها, علاوة على ذلك ثمة جهود حثيثة تقودها هيئة رئاسة الحوار لاحتواء الخلاف لإنجاح أعمال الحوار. ووفقا لمصدر في رئاسة الحوار فإن الأسبوع القادم سيشهد انطلاق مشاورات مكثفه مع ممثلي المكونات والقوى السياسية المشاركة لحل المشكلات من والتسريع في التئام جلسات الحوار وتشكيل فريق صيغة الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار, التي أكد المصدر ذاته, أنها ستتضمن الضمانات الرئيسة لتحقيق الشراكة الوطنية ومبادئ تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. ويتوقع مراقبون أن يعمل المبعوث الأممي جمال بنعمر الذي يصل اليوم الى صنعاء على تهدئة الأمور وإعادة الأموار الى مجراها, باعتباره المشرف المباشر على تنفيذ المبادرة وآليتها التنفيذية, وسط توقعات بصدور قرارات وتوجيهات رئاسية في غضون اليومين المقبلين تتعلق بتنفيذ النقاط ال31 المتعلقة بالفضية الجنوبية وقضية صعده. وتعثرت جلسات الحوار خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تعليق ممثلين لمكون الحراك مشاركتهم في الجلسات, الى أن تتضح جدية الحكومة بتنفيذ النقاط ال31. وكانت حكومة الوفاق أعلنت الأسبوع الماضي, نيابة عن الحكومات السابقة والأطراف التي شاركة في حرب 94 وحروب صعدة, إعتذار رسميا عن الحرب وأعتبرته خطأ لايجب تكراره. وامس الثلاثاء أقرت مصفوفة الإجراءات لتنفيذ النقاط ال31, كنوع من إبداء حسن النية وجديتها في حل القضية الجنوبية وصعدة حلا عادلا. وفي ذات السياق, أكد نائب رئيس الحوار الوطني الشامل ممثل الحراك الجنوبي ياسين مكاوي أن الحراك لن يكون إلا داعما للحوار وهو حريص على إنجاحه ومتمسك به ولذلك حرص على عدم إعلان تعليقه بانتظار استجابة الشركاء لمطالبة المشروعة التي هي في الأساس مطالب كل ابناء الجنوب موضحا أن الحراك مازال في إطار التشاور مع الجميع لفتح نافذة لإنجاح الحوار والوصول إلى نتائجه المبتغاة بحلول عادلة ترضي أهلنا في الجنوب والشمال. والتقى مكاوي امس الثلاثاء رئيس بعثة دول مجلس التعاون الخليجي المهندس سعد العريفي والذي ناقش سير اعمال المؤتمر وما توصل اليه من نتائج حتى الان والمعوقات التي برزت في عمله في الآونة الاخيرة . من جهته جدد رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي بصنعاء موقف دول المجلس الداعم لمؤتمر الحوار وحرصها على إنجاحه, معبرا العريفي عن أمله في تحرك عجلة مؤتمر الحوار بذات الوتيرة التي بدأ بها وازاحة اي معوقات قد تقف في طريقه.