قال الرئيس عبدربه منصور هادي أن المركزية المفرطة هي أحد أسباب مشاكل ومعاناة الشعوب باعتبار منح الصلاحيات والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة هي الكفيلة بتجاوز الخلافات وبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع . وحسب وكالة الانباء "سبأ " اشار هادي إلى خلال ترأسه اجتماعا للقيادات التنفيذية والعسكرية والأمنية بالعاصمة وعدد من المحافظات أن اليمن تواجه في هذه المرحلة الهامة من تاريخها العديد من التحديات والأزمات المتداخلة سياسية وأمنية واقتصادية . ويأتي الاجتماع الذي ناقش الأوضاع الأمنية والجهود المبذولة لتثبيت الأمن والاستقرار ضمن سلسلة اجتماعات عقدها هادي مع القيادات العسكرية والامنية . وانتقد هادي في اجتماع له الاثنين الماضي مع قادة الجيش والأمن والمخابرات إلى جانب محافظي ست محافظات تشهد أوضاعاً أمنية معقدة الأداء الأمني، محذراً من تكرار ما حدث في مقر المنطقة العسكرية الثانية الذي سيطر عليه تنظيم القاعدة منتصف الأسبوع الماضي وتكلفت استعادة السيطرة عليه خسائر فادحة في صفوف الجيش. وأقر الرئيس أن تنظيم القاعدة يخترق الوضع الأمني في البلاد. كما ذكرت تقارير إعلامية غير رسمية أنه ربط بين وقائع الإرهاب وتدمير البنى الخدمية وبين محاولات تعطيل القرارات التي ينتظر أن تصدر عن مؤتمر الحوار الوطني. وسبق لهادي أن رأس اجتماعاً أمنياً السبت الماضي لتدارس الوضع الأمني الذي يسوء باطراد إلى جانب هجمات نشطة وقاتلة لتنظيم القاعدة، طالت مؤخراً جهات عسكرية وأمنية عليا. وتعيش اليمن حالة من الاضطرابات الامنية الواسعة والاغتيالات التي تطال قادة في الجيش والامن في عدة مدن .في ظل استمرار الاعتداءات التخريبية على أنابيب النفط و ابراج الكهرباء والألياف الضوئية . وكانت السلطات العسكرية غامرت قبل أسبوع بخطة لاستعادة السيطرة على مقر المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا بعد ثلاثة أيام من سيطرة عشرات من مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة عليه قبل أن يحتجزوا عشرات من الضباط والجنود رهائن. وقبل وقت قصير من حلول ليل الأربعاء، قصفت قوات من الجيش بالاشتراك مع سفينة حربية يعتقد أنها أمريكية المقر العسكري بقذائف صاروخية ومدفعية فقتلت المسلحين الذين كانوا يتحصنون في طابقه الرابع مع الضباط والجنود الرهائن. ولم توضح السلطات العسكرية ملابسات قرارها بتدمير المقر العسكري على من فيه من العسكريين الرهائن والمسلحين. وفي أحدث هجوم للقاعدة، هاجم مسلحون في التنظيم المدرج على رأس المنظمات الإرهابية في العالم مقر إدارة الأمن في مديرية وصاب العالي بذمار فجر الثلاثاء مما أسفر عن إصابة جنديين واثنين من المهاجمين الذين انسحبوا من موقع الهجوم بعد أن تصدى لهم الأهالي. والاثنين الماضي، قُتل جنديان ومدني إضافة إلى مسلحين اثنين هاجموا ضمن مجموعة مسلحة نقطة أمنية تخدم في الطريق الواقع بين مدينة رداع ومنطقة قيفة بمحافظة البيضاء. كما وقع ثلاثة جنود في قبضة المسلحين الذين هاجموا النقطة الأمنية بقذائف صاروخية وبنادق رشاشة. ولم تتبين هوية المهاجمين مع أن الهجوم وقع في إطار واحد من الملاذات التي يتحضن فيها مسلحو تنظيم القاعدة منذ سيطروا على مدينة رداع مطلع 2012 .