دعا عبد الملك الحوثي أتباعه للخروج والاحتشاد غدا في مسيرات جماهيرية للتصعيد ضد الحكومة والمطالبة بإسقاطها واسقاط الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار ودعما للشعب الفلسطيني. وحذر الحوثي في خطاب له الليلة بثته قناة المسيرة التابعة لجماعته من أي إعتداء على المشاركين في المسيرات والاعتصامات التي ينفذها داعيا الجيش والامن إلى عدم الاستجابة لأي اوامر اجرامية حسب ما اسماها. وأكد الحوثي في خطابه ان تحركاته تمثل خيارات الشعب اليمني ضد تجويعه وان لا احد سواء من الداخل او من الخارج قادر على ايقافه او يمتلك الحق في ان يقول لهم ان يسكتوا عن حقوق الشعب. مضيفا أن الشعب كله يعاني وان هناك تدهور في حياة الناس والحكومة لم تلتفت الى معانات الشعب وفشلت واخفقت في مهامها وتتجه بالشعب نحو الفقر المتقع. وحث الحوثي اتباعه المعتصمين في مداخل العاصمة صنعاء إلى الاستمرار في مطالبهم المشروعة. وأضاف " لن نبيع موقفنا وليس لدينا اطماع ولن نكون جزءا من أي تشكيلة وزارية لا نريد وزاراتكم لكننا نطالب باسقاط الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات نزيهة". ودعا الحوثي الحكومة إلى الاستجابة لمطالبه، مكتفياً بالتحذير مما أسماها ب"المرحلة الثالثة"، التي قال إنها ستكون "أشد إيلاماً وإقلاقاً". كما هاجم في خطابه، دعوات الاصطفاف الوطني والمظاهرات التي خرجت في العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية"، وقال إنها "دعوات فتنة تحمي الفساد وضد الشعب".وأضاف "هذا اصطفاف سلطوي، ومع الجرع، ويحمي الفاسدين، ويقوم على مظاهرات مناوئة للشعب". وكانت جماعة الحوثي صعدت من تحركاتها منذ يوم الاثنين الماضي تحت ثلاثة مطالب هي إسقاط الحكومة والإجراءات الاقتصادية المتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية, وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي أنهى أعماله مطلع الجاري.ويوم الجمعة الماضية بدأت الجماعة فتح مخيمات اعتصام داخل العاصمة لعدد من مسلحيها, في منطقة قريبة من ثلاث وزارات "الداخلية, الاتصالات, الكهرباء" في الجهة الشمالية من العاصمة, قالت السلطات بأنها "تهديد خطير للأمن والسكينة".واخر في منطقة الصباحة غرب العاصمة صنعاء وثالث في الجهة الجنوبية للعاصمة. وشكل اجتماع موسع برئاسة هادي ضم قيادات في الدولة وقيادات سياسية ومجتمعية يوم الخميس الماضي لجنة وطنية لاحتواء الأوضاع , وتفاوضت اللجنة مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة معقل الجماعة, إلا أن اللجنة أعلنت قبل يومين فشلها رسميا. وتداولت عدد من المواقع الاخبارية أن الرئيس عبدربه منصور هادي وجه رسالة إلى جماعة الحوثي طالبهم فيها بإزالة مظاهر وعوامل التوتر المتمثلة في المخيمات والتجمعات المستحدثة على مداخل العاصمة والطرق المؤدية إليها وعلى طريق مطار صنعاء الدولي داخل أمانة العاصمة. وقال الرئيس هادي في رسالة وجهها لعبد الملك الحوثي "بخصوص ما تضمنته رؤيتكم حول موضوع الاصلاحات السعرية للمشتقات النفطية والحكومة والشراكة الوطنية والهيئة الوطنية والاعلام الرسمي ,فان ذلك يتطلب إزالة كافة عوامل التوتر والقلق." وشدت رسالة هادي على استكمال تسليم محافظة عمران للدولة وخروج المسلحين من المدينة باعتبار أن مطالبكم المتعلقة بأوضاع المحافظة الادارية والامنية والعسكرية وقد تم الاستجابة لها. وأكد هادي على ضرورة وقف إطلاق النار في محافظة الجوف وسوف تتولى القوات المسلحة مهمة استلام المواقع وتثبيت الامن والاستقرار في جميع مديريات المحافظة". وقال هادي "يمكن تنفيذ ما تم التوافق عليه بينكم وبين اللجنة الوطنية الرئاسية وهي نقاط اتفاق يمكن البناء عليها لمواصلة الحوار وإقرار الأليات التنفيذية المزمنة وهذا يتطلب تفويض من ترونه لمواصلة الحوار مع اللجنة الوطنية الرئاسية".
وأعلنت جماعة الحوثي يوم أمس أنها أرسلت رؤية تتضمن مقترحات حلول إلى الرئيس عبدربه منصور هادي, إلا أن السلطات لم ترد على تلك المقترحات حتى اللحظة, حسب قيادي بارز في الجماعة. وتضمنت الرؤية إعادة النظر في مجموعة القرارات والإجراءات الاقتصادية التي اتخذت بشأن المشتقات النفطية والاستجابة للمطالب الشعبية, وتشكيل لجنة اقتصادية من الخبراء والمتخصصين الاقتصاديين لوضع المعالجات والمقترحات اللازمة. كما تضمنت الرؤية أهمية إصدار قرار بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية والتوافق على برنامجها على أن يتم ذلك خلال أسبوعين من تاريخ الإقالة, وأن يكون هناك شراكة في القرار السياسي, وكذا إعادة النظر في قرار إنشاء الهيئة الوطنية المعنية بالمتابعة والإشراف والرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار, وإلزام المؤسسات الإعلامية الرسمية بسياسة التوافق ونبذ الإقصاء, والتوافق على آليه تنفيذية مفصلة وملزمة لتطبيق بنود الرؤية. وأكدت الرؤية المقدمة من الجماعة بأنه "بعد الاتفاق على البنود سيتم رفع المخيمات الموجودة بمداخل العاصمة صنعاء كخطوة أولى". ويأتي هذا التصعيد لجماعة الحوثي وسط قلق متزايد في الاوساط السياسية والمجتمعية والدول الراعية للمبادرة الخليجية وكان الحزب الاشتراكي اليمني وجه نداء عاجلا لكافة الفرقاء السياسيين للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة في ظل تأزم الأوضاع بعد الاعلان عن فشل الوساطة الرئاسية في الوصول إلى اتفاق مع زعيم الحوثيين، وقال «الاشتراكي»، بأن اليمن يمر بمنعطف خطير وينزلق نحو المجهول في ظل تهيئة للعودة إلى العنف والصدامات المسلحة تحت عناوين وصفها ب«ما دون الوطنية» قائلا بأنها تجاوزت مخرجات روح الحوار الوطني. ودعا بيان الحزب الرئيس عبد ربه منصور هادي وكافة القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتهم واحتواء الموقف الذي يهدد صنعاء حاليا والمتمثل بجماعة الحوثي التي نصبت الخيام على كافة مداخل العاصمة صنعاء داعيا إلى تشكيل لجنة للجلوس مع الحوثيين والتفاهم معهم مطالبا بوقف عمليات التصعيد ووقف حملات التعبئة والتحريض والمسيرات والمسيرات المضادة، مقدما عدد من النقاط لاحتواء الوضع الحالي تمثلت فيما يلي: 1 - استمرار عمل اللجنة ومواصلة النقاش حول القضايا المثارة وأن لا يعلن عن فشل التفاهم ووقف حملات التصعيد بكافة أشكالها. 2 - يرفض الحزب استخدام القوة أو التلويح بها من قبل أي قوة سياسية أو مجتمعية وذلك لتحقيق المطالب السياسية على أي صورة كانت. 3 - تحقيق الشراكة السياسية في كل هيئات الدولة وخاصة الحكومة ومجلس الشورى والهيئات السياسية المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووضع الترتيبات المناسبة لاستكمال بناء الدولة. 4 - إن التفاوض الجاد والمسؤول يجب أن تهيأ له شروط التهدئة بوقف التصعيد السياسي والجماهيري والإعلامي ووقف الضغوط أيا كان شكلها أو مصدرها، ويجب بهذا الصدد من رفع كل مظاهر التهديد والقوة من العاصمة ومحيطها. 5 - إن تخفيف المعاناة عن الشعب مسؤولية مشتركة ولا بد من تحقيق ذلك بوسائل لا يفهم منها إلا أنها تهدف إلى تحقيق هذا الغرض، وهناك مقترحات تقدمت بها كثير الأطراف يجب أن يتم تدارسها من منطلق تخفيف المعاناة على أن يقوم بذلك فريق اقتصادي تمثل فيه كافة الأطراف. 6. في هذه الهيئات بما فيها حكومة الوحدة الوطنية يتم تدارس كافة قضايا الخلاف الأخرى بما يؤدي إلى تحقيق التوافق بعيدا عن نزعة فرض الإرادات.