فيما تعيش الحوطة كبرى مدن محافظة لحج جنوبي البلاد وضعا مأساويا يتصف بالكارثي تتشاطر معها باقي مدن ردفان والضالع وكرش مرارة المأساة والوضع المزري. منذ 15 يوما هذه المناطق تأن وترزح تحت قذائف مدفعية مليشيات الحوثي وما تساندهم من قوات جيش موالية للمخلوع صالح. تحولت الحوطة الى مدينة اشباح بعد تعطلت الحياه فيها تماما واصبح صوت الانفجارات وازيز الرصاص وهدير المجنزرات هو المهيمن على هذه المدينة, التي عرفت بمدينة التسامح والفل ومقاهي الشاي اللحجي الاصيل، اناس بسطاء شردتهم الحرب, وهجروا منازلهم قسرا بعد ان طالتها قذائف المدافع والرشاشات, شبكات المياه والكهرباء والانترنت تدمرت وتخربت منازل انهارت حوافيها افرغت من الماره واصوات الاطفال والعابهم بعد ان قتلت البراءة من الوريد الى الوريد. لم يبقى في الحوطة سواء عدد قليل جدا من السكان ممن اصبح نزوحهم وبقائهم لا فرق, بينمها يعتلي قناصة من مليشيات الحوثيين اسطح عدد من المرافق والمنازل مثل مبنى المحافظة وادارة الامن والبريد العام. تندلع المواجهات بين الفينة والاخرى بين المقاومين من ابناء الحوطة باسلحتهم الشخصية الخفيفة مع مليشيات تسلحت بعقيدة ان كل من اعترض على السيد والزعيم فهو اما كافر او انفصالي او داعشي ارهابي هذه هي اوصاف تطلق مجانا وبدون تثبيت لمن لم يقل آمين بعد الفقيه ولو كان هذا الفقيه لا يتلوا الفاتحة. قال وليد ابو بهجت, وهو احد رجال المقاومة الشعبية ل"لاشتراكي نت" على عجاله ان وضع الحوطة كارثي وان الناس يموتون بدون سبب وان خدمات الحياه الاساسية انعدمت مع نزوح كبير لألاف الاسر من النساء والاطفال وكبار السن. ويضيف لم يستطيع "الغزاه" في اشاره لمليشيات الحوثي وصالح من السيطرة على المدينة بسبب صلابة المقاومة الشرسة. وفي ردفان تمتد طوابير النساء يسقين من ابار الماء بالدلو كما تشاهد في مدن ردفان المواطنين يتزاحمون على سيارات بيع الثلج, فيما اخرين يزاحمون امام محطات الوقود منذ اسبوعين, والغير متوفر في جميع محطات ردفان. وتغرق ردفان والضالع منذ اسبوعين في ظلام دامس, بعد تدمير ابراج الكهرباء من العند بسبب القصف والمواجهات بين المقاومة والمليشيات. كل يوم وجمع من الناس يجتمعون في مقبرة الجدعاء بالحبيلين ليوارون الثرى جثامين ابنائهم, الذين يقتلون كل يوم في القصف والهجمات التي تتعرض لها ردفان من قبل المليشيات. وشيع اليوم في الحبيلين جثامين 3 اشخاص من افراد المقاومة قتلوا في مواجهات الاثنين. وافادت معلومات بان هذه الجثث قد تحللت وتورمت بعد مرور 3 ايام عليها وهي مرميه امام مرمى نيران مليشيات الحوثي في سائلة بله العند احدها هذه للقائد الميداني للمقاومة بردفان همام الرزم.