في الهزيع الاخير من حياته الطافحة بالجريمة وبسنوات الاستبداد يخوض صالح حربه الاخيرة على الشعب والتي بدت حربا بلا هوادة مقامرا بكل شيء وموغلا في المشهد الدموي الذي اقترفته يداه محاولا ايقاف التحولات الاجتماعية بإغراق المجتمع في الجريمة والعنف المناطقي والعرقي الذي بدأت تبشر به صحفه وقنواته الاعلامية ومساجد صنعاء من تحريض المجتمع على بعضه بالترويج لأكاذيب وجرائم يصفها اعلامه بانها تصفية عرقية ومنها ما طالعتنا به صحيفة اليمن اليوم يوم السبت الماضي وقبلها الثورة من وجود تصفية على اساس عرقي في تعز والتحريض على ابنائها بالتزامن مع قصف عنيف بالدبابات والمدفعية والكاتيوشا على احياء المدينة وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها من المدنيين في خطوة تكشف عن وضاعة صاحبها ومازوشيته النهمة للانتقام حيث لم يوفر قصف مليشيا الحوثي وصالح لإحياء وقرى تعز دم رجل او امرأة او طفل . صالح الذي لم يتخلى يوما عن طموحه بإمكانية الوثوب مرة أخرى على السلطة والعودة اليها من نافذة القصر محمولا على ظهر الثورة المضادة الني قادها تحالف 21 ايلول الاسود 2014م بعد ان اخرجته ثورة فبراير الشعبية 2011م من الباب الواسع للقصر . والتي كان لتعز وابنائها الشرف الاكبر والمساهمة الاكثر فعالية في اندلاع شرارتها الاولى واستمرار توهجها لشهور طويلة وهذا مالم ينساه الجنرال العجوز لتعز وما فعلته بنظام حكمه الطويل لليمن والذي بدا مع كل تلك السنوات استحالة ازالته عن كرسي السلطة بيد ان اليمن عموما وتعز خصوصا كان لها رأي مختلف لتلك الاستحالة التي كان بالإمكان تحقيقها بواقعية ثورة فبراير الشعبية التي وضعت المسمار الاول في نعش الدكتاتور .ويكشف حجم الدمار والقتل اليومي الذي يخلفه تحالف الحرب في المدينة مقدار الضغينة التي يكنها صالح للمدينة ،ويمكننا القول بان تعز التي شهدت صعود نجم الطاغية لم تكتفي بانتظار مشهد الافول بل ذهبت لتصنع هي هذا المشهد.