كيف سيدون التاريخ حرب الحوثيين والمخلوع بحق تعز وأطفالها؟ ما الذي يمكنه قوله في توصيف فاق مستوى الجنون لحرب استهدفت كل شيء وطالت طراوة الطفولة واحلام المستقبل؟ حروب الابادة الجماعية التي شهدها العالم حتى الحرب العالمية الثانية بوصفها ابشع حرب دونتها الانسانية واستمدت من وحشيتها مبادئ تؤنسن الحروب، لم تصل لمستوى ما يحدث في تعز.. في القرن الواحد والعشرين سيخلص كتاب التاريخ الى الافصاح عن عجزهم في توصيف جرائم الانقلابين ضد طفولة تعز وأهلها بشكل عام.. ذلك أن مجرد التلهي بقتل الناس وإظهار المتعة في الحصار والتجويع والمهانة وصولاً لاستهداف الأطفال في الأحياء السكنية أثناء تجمعاتهم لجلب الماء، لم يخطر لدى أبشع مستوى من الخيال الجامح ازاء قتل الناس، بيد أن مليشيات الحوثي والقوات العسكرية الموالية لعلي عبدالله صالح قد اقترفتها وبدم بارد، وسط صمت دولي مخزي. في التقرير التالي نستعرض جرائم الانقلابيين بحق الأطفال في مدينة تعز، الذين تناثرت لحوم اجسادهم الطرية لتسجل وصمة عار في جبين الانسانية، ولعنة ستظل تطارد مجرمي الحرب، المخلوع صالح ومسيرة الموت القرآنية. لم تكن صرخة الطفل فريد شوقي "لا تقبروناش" التي ادمت قلوب الملايين، وكانت كافية لتدخل انساني مهما بدء ضميره ميت وانتهازي يوقف الحرب، لكنها لم تفعل، وكل ما احدثته تلك الصرخة، أنها عمقت علاقتنا بالتوحش والاستهتار!! لم تستطع صرخة فريد أن توقف العبث بأرواح اطفال تعز، لكنها يقيناً ستسجل ضمن أخطر الشواهد على بشاعة الحرب وهول نتائجها. أمام الرغبة الجامحة لتحالف صالح ومسيرة الموت القرآنية، استطاع هذا التحالف تجميد الضمير الإنساني تجاه مجازره الوحشية بحق ابناء تعز واطفالها بوجه خاص. عمد تحالف صالح والحوثي الأرعن على فرض حصار جائر على سكان المدينة الذين يقارب عددهم المليون ونصف مواطن، مانعاً عنهم الماء والدواء وكل سبل العيش، ليطال الخيارات البديلة التي لجأ اليها الناس في جلب الماء. بعد أن فرض الحصار على تعز ومنع عنها الماء، وتفاقمت المعاناة الانسانية، ليصبح الماء أحد سلع السوق السوداء التي تعرض في الشوارع، وامام هذا الحصار اندفع المواطنون للبحث عن سبل تبقيهم على صلة بالحياة، فانطلق شباب المدينة في اتجاه من اتجاهات المدينة المحاصرة بحثاً عن الماء وتوفيره للسكان. ما أن تكللت جهود الشباب بالنجاح وبات بإمكان المواطنين الحصول على القليل من الماء بفعل الخيرين والمتعاونين، حتى تفاجأت المدينة بما لم يكن في حسبانها اطلاقاً. مليشيات صالح الحوثي تستهدف تجمعات الأهالي في الأحياء أثناء تجمعاتهم لجلب المياه!! وفي خمس جرائم بشعة تقصف المليشيات طوابير المواطنين خلف (وايتات الماء) للحصول على شربة ماء، لتبدو صور اشلاء الأطفال المتناثرة جوار خزانات المياه عناوين عريضة تلخص مدى بشاعة هذه المليشيات وحقدها تجاه كل من يريد حقه في الحياة بكرامة.. يوم الإثنين الماضي30/11/2015م كتب الناشط الحقوقي والراصد الميداني ماهر العبسي على صفحته في فيس بوك: (يوم دموي آخر في تعز..عنوانه (وايت الماء) المستهدف بقذائف هاون المليشيا.. كانت الساعة 12:30 ظهرا والمكان : الضبوعة ، أسفل ساحة الحرية جوار العواضي للحديد و جامع طلحة . كان يقف مدنيين أغلبهم أطفال يملؤون ما أمكن من الماء الذي تبرع به فاعل الخير بسبب الحصار المفروض منذ 6 أشهر، لكن قذيفة الهاون سقطت خلف وايت الماء لتصنع مجزرة جديدة بحق مدنيبن تعز.. لتقتل : 1. ندى أمين حميد الصرمي 10 سنوات 2. طفلة .. .. تم دفنها مباشرة وتصيب: 1. إيلاف محمد أحمد قائد 5 سنوات 2. عبدالعزيز هزاع قائد سالم 12 سنه 3. شادي محمد سلطان عبدالله 9 سنوات 4. مرام محمد مهيوب 9 سنوات 5. عوض عبدالله عبده 20 سنوات 6. وائل محمد قاسم قحطان 6 سنوات 7. سحر هزاع قائد سالم 25 سنه 8. محمد عبدالكريم عٌشر 13 سنه 9. معاذ عبده أحمد محمد 30 سنه 10. أسامة صلاح الدين عبدالله غالب 3 سنوات 11. أحمد مرشد محمد ربيش 70 سنه 12.مرتضى علي خالد قاسم 10 سنوات 13. رأفت رفيق عبدالرحمن 17 سنه 14. رولاء أكرم قائد سعيد 6 سنوات 15. معاذ عبده حسن 25 سنه 16. معتز وليد علي سعيد 20 سنه 17. مجدي محمد أحمد 15 سنه 18. حنين سمير محمد علي 10 سنوات واختتم منشورة بالتأسي: وجعي عليك ياتعز ). بعد يوم واحد فقط، كتب ماهر على صفحته ايضاً: رصد: Maher Alabssi مجزره جديده الساعه 11:30 واستهداف اخر في تجمع أناس حول برميل ماء ليروء عطشهم جوار جامع الكويت في حوض الاشرف بقذيفتين هاون. شيماء عادل الذبحاني. 10 سنوات. متوفي أسماء محمد عبده غانم 15 سنه. متوفي أنس عبدالجليل مهيوب البشيري. 6 سنوات. متوفي الجرحى: قعقاع ياسر عثمان 3سنوات كريمه عبده قائد. 14 سنه حسين عبده قائد. 12 سنه لمياء عبده قائد. 10 سنوات خطاب خالد إسماعيل. 10 سنوات عبدالله علي محمد. 55سنه أمين عبده مسعد. 50 سنه أحمد الجهيم عبده. 70 سنه سامح أمين صالح الجمال 30 سنه ياسر عثمان قاسم. 40 سنه عبدالله علي عبدالعزيز الخليدي 45 سنه. قبلها تعرض اطفال حارة الجمهوري ووادي المدام لقذائف المليشيات وهم جوار وايتات الماء التي تكفل بها فاعلي خير، وتسقطان عشرات القتلى والجرحى من الأطفال اليوم الثالث الثلاثاء1/12/2015م تداول نشطاء على فيس بوك صورة الشاب حمود الحلص من ابناء منطقة باب موسى، الصورة لحمود وهو متوفي داخل الوايت في منطقة القفعة بصبر الموادم بعد تعرضه لطلقة قناص تابع للمليشيات، اصابته وهو داخل وايت الماء الذي ينقل به حمود الماء من جبل صبر الى المدينة ولتكتمل الصورة أكثر عن موضوعنا وهو استهداف المليشيات للطفولة في تعز، فإن 830 طفل سقطوا في تعز بين قتيل وجريح وتلقت مستشفيات المدينة العاملة بالحد الأدنى من الامكانيات 3400 حالة اصابة بمرض حمى الضنك الذي انتشر بشكل كبير بسبب الحصار المفروض على المدينة بحسب تقرير صادر عن عدد من منظمات المجتمع المدني(متين) وبالتعاون مع شباب وشابات تعز، صدر منتصف شهر ولتكتمل الصورة أكثر عن موضوعنا وهو استهداف المليشيات للطفولة في تعز، فإن 830 طفل سقطوا في تعز بين قتيل وجريح وتلقت مستشفيات المدينة العاملة بالحد الأدنى من الامكانيات 3400 حالة اصابة بمرض حمى الضنك الذي انتشر بشكل كبير بسبب الحصار المفروض على المدينة بحسب تقرير صادر عن عدد من منظمات المجتمع المدني(متين) وبالتعاون مع شباب وشابات تعز، صدر منتصف شهر أكتوبر الماضي. التقرير قال أن (194) طفل ارسلتهم مليشيات الحوثي والمخلوع الى العالم الأخر، و(63) طفل بترت اطرافهم وتشوه اجسادهم. كما ذكر التقرير أن (770) طفل في تعز مزقت اجسادهم قذائف مليشيات الحوثي والمخلوع جراء استقبالهم لحمم النار التي تطلق صباحاً ومساءً على الشوارع والمنازل المكتضة بالسكان. التقرير تناول الفترة من 15/ مارس حتى 30 سبتمبر فقط وذكر أن (63) طفل سقطوا في قصف طيران التحالف العربي لأماكن تجمع المليشيات، موضحاً أن (38) طفل قتلوا برصاص قناصة المليشيات. لم تكتفي المليشيات بهذا الكم من القتل الذي الحقته وتسببت به للأطفال في تعز، فهي قبل ذلك قد اهدرت حقهم في الحصول على الرعاية الصحية، حيث اقتحمت مستشفى الأمومة والطفولة وحولته الى ثكنة عسكرية ومبنى لإدارة عملياتها العسكرية، وتسببت بإغلاقه وطرد موظفيه وحرمان أكثر من (400) طفل يومياً من الحصول على الرعاية الصحية بحسب ما افادنا به نائب مدير المستشفى الذي اوضح أنه المستشفى الوحيد الخاص بالاطفال ويقدم خدماته لأطفال اربع محافظات. منعت المليشيات بحسب تقرير صادر عن المستشفى اليمني السويدي للامومة والطفولة (2700) طفل من الحصول على الحق في الرعاية الصحية، وأن (45) طفل من الخدج قد منعوا من الحضانات العلاجية. حتى اللحظة وادارة المستشفى اليمني السويدي للأمومة والطفولة تناشد الحكومة وكل من يهمه الأمر توفير الامكانيات اللازمة لعودتها في اعادة فتح وتفعيل المستشفى ليتسنى لها تقديم الخدمات الصحية لأطفال المحافظة. انها مسيرة موت بكل ما تحمله المفردة من دلالات. هكذا اذاً يبدو وضع اطفال تعز تحت نيران المليشيات، ووضع مأسوي يقتسمونه مع اهاليهم جراء الحصار الجائر.