واصلت مؤسسة صوت اليوم العروض السينمائية التي تقيمها كل اربعاء ضمن عروض سينما صوت بعرض الفيلم الهندي (بي كيه) بحضور كبير للمهتمين والناشطين. وقدمت الأستاذة فيروز صالح عرض عن الفيلم الذي أطلق نهاية عام 2014 ولقى جوائز عدة واثار جدل كبير في معظم البلدان بسبب تطرقه لممارسات رجال الدين. وفيلم (بي كيه p.k) هو فيلم خيال علمي يميل إلى الكوميديا الهادئة التي اثارت جدل واسع في اكثر من دولة وخاصة في الهند حتى انه منع عرضه في دور السينما الهندية وتم إحراق بوستراته وملصقاته وخرجت عليه مظاهرات بسبب تناوله للأديان. وقالت فيروز صالح إن الفيلم يتطرق لفكرة الكهنوت وتجار الدين بشكل أساسي والذين يخلقون الخرافات ويروجون لها عبر الدين من اجل مزيد من السيطرة على المجتمع " الفيلم تطرق لفكرة الكهنوت في الأديان متمثلة برجال الدين وتجار الدين والوسطاء الروحانيين الذين يبيعون الوهم للناس باسم الاله وقد اجاد في طرحها ونقدها بقوة". واشادت فيروز بذكاء المخرج الذي تناول قضايا حقيقية وواقعية بشكل سلس كقضية الخلاف بين الهند وباكستان ليس من منظور سياسي مثل ما تناوله البعض وليس بتعصب أيضا ولكن من منظور ديني وبشكل سلس وخلاق. وقصة الفيلم تحكي عن مخلوق غريب فضائي خيالي يهبط إلى كوكب الأرض عاري تماما لا يحمل شيء سوى بوصلته او الريموت (القلادة) وهنا تقول فيروز رمزية للإنسان الأول وكذا رمزية للفطرة التي خلق عليها الانسان. وأسم الفيلم (السكران) جاء من كون الرجل يطرح أسئلة كثيرة وبديهية ونتيجة للاضطراب الذي هو عليه. وتواصل فيروز "يدور الفيلم حول السؤال أين انت يا إلهي، القصة كلها تدور حول الإجابة عن هذا السؤال، رحلة البحث عن الإجابة، رحلة البحث عن الإله". في الفيلم يقوم النجم عامر خان بالمقارنة بين بائع الشاي والمتاجر بالدين ويخلص إلى ان المتاجرة بالدين هي الأكثر ربحا والاسرع والاقل تكلفة، وهذا كما تقول فيروز ليس فقط مقارنة مع باع الشاي ولكن مقارنة مع كل شيء، فالتجارة بالدين اكثر ربحا واسرع واقل تكلفة ولذا نردى المتاجرين بالدين يتكاثرون في كل مكان وزمان. واختتم فيروز صالح عرضها بالتشديد على أن الفيلم لم ينتقد الدين لذاته وانما انتقد سلوكيات هي من ابتداع المتاجرين بالدين وسلوكيات تقلل من قيمة الدين من ادعاء الدفاع عن الله وإظهار الله انه ضعيف وبحاجة للدفاع عنه، وليس هو من خلق الكون بأكمله وبيده مقاديره". ودار نقاش بين الحاضرين تناول القضية التي اثارها الفيلم وطرح عدد من الحاضرين وجهة نظرهم حول هذه القضية. وقال الإعلامي وليد القدسي ان نزول الكائن الفضائي وهو عاري دلالة على الفطرة التي نولد بها وانه ليس مرتبط باي دين وان حياته تسير بناء على اخلاقيات أساسية مثل عدم الكذب والأمانة، ولكنه عندما لبس الثياب وتنقل بين الأديان تعلم أشياء كثيرة منها الكذب. من جانبه قال الناشط محمد طالب ان الجميل في الفيلم انه لم ينتقد الأديان من وجهة نظر دينية بل كانت الفكرة ان شخص فضائي لا يعرف الأديان تنقل بينها واطلع على كل الأفكار وانتقدها. وأشار طالب إلى ان السخرية في الفيلم لم تكن سخرية من الأديان بقدر ما كانت سخرية من تقاليد وأساليب حياة اعتدناها والغرض من السخرية جذب أكبر قدر من الجمهور. وقالت اسمهان الارياني إن الأسئلة التي طرحها بطل الفيلم عامر خان بديهية ولكنها عميقة ومهمة والكل يتحاشى الاجابة عليها بسبب الموروث الثقافي والديني والاجتماعي. وأضافت أن رجال الدين يعتمدون على اثارة الخوف لدى الناس من اجل السيطرة عليهم وتمرير تراهاتهم. واشارة الأستاذة نور باعباد إلى الجانب الفني في الفيلم، حيث قالت ان فيه جهد كبير، واشادت بقدرة المخرج على استخدام القضايا والتصوير في المعابد والكنائس والمساجد ومختلف دور العبادة. وفي الأخير اختتمت سماح الشغدري الفعالية بكلمة شكر لكل المتفاعلين والحاضرين، وأشارت إلى ان سينما صوت متواصلة الأسبوع القادم ودعت الجميع للتفاعل والحضور.