يمرس : الحرب مع الحوثي واحتجاجات الجنوب وتهديدات "القاعدة": اليمن في مواجهة ملفات شائكة تحتاج إلى معالجات حاسمة

عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية "الأول من مايو" العيد المأساة..! وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات! الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة) من يصلح فساد الملح! مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور) البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل جازم العريقي .. قدوة ومثال العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية القلة الصامدة و الكثرة الغثاء ! عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم! دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات

شكرا على الإبلاغ!

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

الحرب مع الحوثي واحتجاجات الجنوب وتهديدات "القاعدة": اليمن في مواجهة ملفات شائكة تحتاج إلى معالجات حاسمة

الاشتراكي نت نشر في الاشتراكي نت يوم 22 - 06 - 2008

فيما تتفاقم حرب الحوثي شمالا من مخاوف الدول المانحة وعدد من الهيئات الدولية، فإن الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية تصبح يوما بعد آخر أكثر عنفا، وتتسبب في شل حركة الحياة على نطاق واسع .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صحيفة الخليج الإماراتية صنعاء - محمد الظاهري: تختنق محافظة صعدة اليمنية برائحة البارود وتحت وطأة الجوع وانعدام الوقود والسلع الغذائية الرئيسية، لكنها لم تعد وحيدة في ذلك، فالحرب بين أتباع الحوثي والجيش أصبحت في ثلاث محافظات بينها صنعاء، وتحوم في سماء الرابعة . وكأنه تحالف للشر استعادت خلايا القاعدة في اليمن نشاطها، حيث شهد عدد من المحافظات بينها أمانة العاصمة عدة عمليات إرهابية استهدفت سياحاً أجانب، ومنشآت اقتصادية وسفارات أجنبية . ورغم الهدوء النسبي لعمليات الاحتجاج الواسعة في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية من البلاد تحت وطأة القمع، إلا أنه لا يلغي وجود حراك قلق، مع استمرار عمليات التصادم من وقت إلى آخر بين متظاهرين وقوات الجيش أو الأمن، وسقوط قتلى وجرحى . لا تخلو معظم المحافظات اليمنية من أزمات أمنية، لأكثر من سبب، وبأكثر من طريقة، تضيف قتلى وجرحى، أو تضاعف حدة أزمة الوقود خصوصاً مادة الديزل الأساسية لتوفير المياه سواء بالنسبة للمزارعين، أو مياه الشرب في المدن . وفي وضع اقتصادي يعاني أصلاً من الضعف وتناقص مستمر في صادرات النفط التي يعتمد عليها بشكل أساس، وتباطؤ معدلات النمو، وارتفاع نسب الفقر، فإن الوضع الأمني المتصدر لقائمة أسباب القلق يقوم بأكثر من تهديده. وحسب أستاذ الاقتصاد المساعد ورئيس اتحاد الغرف التجارية اليمنية الدكتور محمد الميتمي فإن الاقتصاد اليمني "لا يحتمل المزيد من هذه الأحداث" . ويضفي عدد من المحاكمات لشخصيات سياسية معارضة وصحافيين وناشطين حقوقيين في محكمة أمن الدولة، على الصورة ما ينقصها لتصبح أكثر مدعاة للقلق وخيبة الأمل . وكان آخر ما ينقص الأنباء السيئة، مطالبة وزارة الإعلام مراسلي وسائل الإعلام الخارجية بالتوقف عن تغطية الحرب في صعدة، باعتباره مساساً بالأمن القومي والتهديد بإغلاق مكاتبها، وبسبب التكتم الصارم على ما يحدث فإنه لا شيء مؤكداً . وفيما يبدو أنه لا شيء يدعو للتفاؤل، إلا أن شيئاً من الطمأنينة يسود أداء مؤسسات الدولة وكأن شيئاً لا يحدث، قبل أن يبدي عدد من الدول المانحة والاتحاد الأوروبي قلقه من تدهور الوضع الأمني بعد وصول دوي الحرب إلى مشارف العاصمة صنعاء . مخاوف بشأن مصادر "الحوثي" كان عبدالملك الحوثي الذي يقود أتباعه في حرب ضد الجيش في صعدة منذ أربع سنوات واثقاً وهو يهدد مطلع مايو/ ايار الفائت "بنقل الحرب ضد جماعته إلى محافظات في الشمال والجنوب"، وقال في اتصال مع "الخليج" يومها: "لدينا أنصار ومتعاطفون ولدينا تحالفات تمكنا من هذا" . إلا أن كثيرين لم يتوقعوا حدوث ذلك، على الأقل بهذه السرعة، فخلال أسبوع من تجدد القتال كان دوي الموت يدك منطقة سفيان في محافظة عمران، ويصم أسماع العاصمة من منطقة بني حشيش على مشارفها، وتبتلع صحراء محافظة الجوف أصواته الأولى إلى أجل غير مسمى . ربما ما يحدث ليس بالضبط ما تضمنه تهديد الحوثي، لكنه أيضا لا يميل إلى تصديق عشرات البيانات الرسمية تتحدث عن الحسم وسيطرة القوات الحكومية في "بني حشيش" على مشارف العاصمة من الشمال، وفي منطقة سفيان . وفيما تثير أنباء الحرب الكثير من المخاوف والقلق بشأن تزايد أعداد القتلى والجرحى وتدهور الأوضاع الإنسانية من مناطق الاشتباك حسب تأكيد منظمة الصليب الأحمر الدولية، إلا أن اتساع نطاق الحرب يستحوذ على نصيب الأسد من الاهتمام . وتتركز النقاشات حول مصدر بقاء الحوثي أكثر قوة كل يوم منذ أربع سنوات، وتزايد أتباعه، وتبني خطابه مفردات تعد الجيش قوة غازية تمت محاصرتها هنا ومهاجمتها هناك وإلحاق الكثير من الضرر بمنشآت ومصالح عامة، وبشكل يتعارض مع زعمه بأنه "محاصر وفي موقف الدفاع عن النفس في حرب ضد أفكاره ومعتقداته الدينية" . وحسب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر (الحاكم) طارق الشامي فإن كل الاحتمالات واردة، بشأن وجود دعم من الداخل، وقال ل "الخليج": "هناك عملية تقصي وبحث واسعة ودقيقة، وما سيتم التوصل إليه سيعلن في الوقت المناسب" . ورغم تغير خطاب الحوثي مؤخرا، ومطالبته أحزاب المعارضة للتدخل وعودة الوساطة وتطبيق اتفاق الدوحة، وتهديده باللجوء إلى العمليات الانتحارية أو "الاستشهاد الحسيني"، حسب تسميته التي تناقلتها وسائل إعلام محلية واعتبرتها علامة ضعف، إلا أن هذا التغير عزي إلى شدة العمليات العسكرية وقوتها . وبين لغز مصدر بقاء الحوثي وأتباعه أقوياء، واستمرار عجز قوات حكومية على حسم معاركها ضد ما تعتبره تهديدا للنظام اليمني، تستمر الأخبار السيئة بالتكاثر . خلال الأسابيع القليلة الماضية تتناقل أنباء حرب هي الأكثر شراسة بين الجيش وأتباع الحوثي، يشارك فيها هذه المرة سلاح الجو بكل قوته، وقوات الحرس الجمهوري، وعمليات قصف صاروخي فتاك ومكلف أيضاً . وتثير أعداد القتلى والجرحى بين صفوف الجيش وأتباع الحوثي، وبين المدنيين، والخسائر المادية، وتدهور الوضع الإنساني الكثير من القلق . وفيما تتردد أنباء عن جهود وساطة قبلية، بالإضافة إلى جهود تقوم بها أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بناء على رسالة الحوثي، إلا أن خيار الحرب هو الخيار الأبرز بالنسبة للسلطة التي ترى بأن فرصة الحوار والعفو فوتت من قبل الحوثي حسب البيان الصادر عن أمانة الحزب الحاكم العامة . الموقف من الحرب خيار الحرب الذي تتمسك به السلطة هذه المرة بشكل واضح على عكس ما حدث خلال السنوات الأربع الماضية لا يبدو أنه يحظى بكثير من التأييد، على الصعيد المحلي أو الدولي . فقد ألمحت رسالة الاتحاد الأوروبي القلقة بشأن تطور الحرب ضد الحوثي إلى الحلول السياسية، مبدية استعدادها لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المحاصرين بسبب الحرب . ورغم تأكيد الرسالة المذيلة بتوقيع رئاسة الاتحاد الأوروبي و14 دولة أخرى "مرشحة" للانضمام إلى الاتحاد دعمها لجهود التنمية في اليمن، إلا أنها حذرت من أن تعيق الأحداث الأمنية في اليمن مشاريع التنمية وجهود الاتحاد لمساعدة اليمن في هذا الصدد . واعتبر المفكر والمحلل السياسي اليمني عبدالباري طاهر مواجهة الأزمات الداخلية بالعنف لا يخلق سوى العنف، ويجعل اليمن في وضع اقتصادي أسوأ بدلا من أن تنشغل بالتنمية، ويقول إن الأزمات التي تعيشها اليمن سواء في صعدة مع الحوثيين، أو احتجاجات المحافظات الجنوبية لا يمكن أن تحل بالحرب . ويعتبر طاهر التعامل مع الأزمات الداخلية بالمزيد من العنف، سواء باستخدام الجيش، أو المحاكمات التي تطال سياسيين ومعارضين، وصحافيين، وأصحاب رأي، لا يؤدي إلا إلى مزيد من العنف، وقال: "إنها قضايا تحل بالتسامح، والحوار، والبحث عن الأسباب ومعالجتها"، وأردف قائلاً: "الاحتجاجات في الجنوب أسبابها واضحة وجلية، وتجاهل الأسباب وتحويلها إلى عنف يعيدنا إلى أبجدية ما قبل 22 مايو/ ايار 1990" . ويشير إلى الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالبلاد، وغياب الاستثمارات، وتناقص الموارد، وقال: "بعد كل هذه السنوات الجميع ينتظر تنمية، تعليماً أفضل، خدمات صحة، غذاء، وليس شيئا مما يحدث" . وشكك القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان، والمكلف بالنظر في ملف الحوثي من قبل أحزب اللقاء المشترك، شكك في قدرة السلطة على الحسم عسكرياً، وقال: "من وجهة نظري الشخصية لا تملك السلطة اليوم من المقومات ما يمكنها من الحسم عسكريا" . لكنه في الوقت نفسه لا يعلق آمالا قوية على جهود أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في "رأب الصدع" على حد تعبيره بين الحوثيين والدولة، وقال: "يبدو أن الحالة التي وصلت فيها علاقتنا في المشترك مع المؤتمر الشعبي العام لم تمكننا من القيام بدور إيجابي لإعادة السلطة والحوثيين إلى طاولة الحوار" . وحسب حديث قحطان ل "الخليج" فإنه تمكن من التواصل مع ممثل الحوثي صالح هبرة، لبحث التفاصيل ونقل رسالة المشترك إلى الحوثي، وقال: "الحوثي يتهم السلطات بالتنصل من كل بنود اتفاق الدوحة وقال لنا اسألوا قطر لتتأكدوا" . وقد كلف قحطان من قبل أحزاب المشترك بملف الحوثي الذي طالب أحزاب اللقاء المشترك بالتدخل لعودة الوساطة على أساس تنفيذ اتفاق الدوحة، رغم موقف هذه الأحزاب من تحويل أزمة الحوثي إلى قضية إقليمية أو دولية . وقال قحطان: "موقفنا واضح من أقلمة أو تدويل القضايا اليمنية، لكن مسألة حقن دماء اليمنيين تسبق أي اعتبار وتأخذ الأولوية" . السلطة لا تميل إلى فرصة أخرى لقد اضطر الجيش إلى تغيير تكتيكه العسكري في التعامل مع أتباع الحوثي في منطقة بني حشيش على مشارف العاصمة، حيث اعتمد أكثر على عمليات المشاة بدلا من القصف الصاروخي أو استخدام الطيران . جاء ذلك بعد تزايد الضغوط الدولية، وتلويح الدول الأوروبية بإجلاء رعاياها، إلا أنها ما زالت ترفض الخيارات السياسية أو التحاور مع الحوثي كما حدث خلال الأربع السنوات الماضية آخرها جهود الوساطة القطرية . ورغم تردد أنباء عن وساطة قبلية، بعد اجتماع شيوخ قبائل صعدة مع الرئيس مؤخرا، وحسب المصادر، منح الرئيس مشائخ صعدة فرصة التدخل للتوسط وإلزام الحوثي بتطبيق الاتفاقات المبرمة معه، إلا أن وفد مشائخ صعدة لا يزال محاصرا في صنعاء بسبب انقطاع الطريق إلى صعدة، وذكرت عدد من المصادر بأن الطائرة التي كان يفترض أن تقلهم نهاية الأسبوع الماضي هبطت بعد إقلاعها بذريعة سوء الأحوال الجوية . وقد اعتبر تأجيل الرحلة من قبل عدد من المصادر محاولة لإبطاء مساعي الوساطة، خصوصاً مع تزايد وتيرة العمليات العسكرية، وتردد أنباء عن حسم المعارك في كثير من مناطق القتال . في الوقت نفسه كان بيان صادر عن أمانة حزب المؤتمر الشعبي (الحاكم) العامة "يستهجن" موقف أحزاب اللقاء المشترك من أحداث صعدة، ويصفه ب "المتخاذل"، ويؤكد بشكل غير مباشر على خيار الحسم العسكري داعيا إلى "الاصطفاف ضد الفتنة"، ومحملا الحوثي مسؤولية ما يجري وتقويض فرص السلام . الجنوب والقاعدة في بقية تفاصيل المشهد الذي تعيشه اليمن اليوم تشهد العاصمة صنعاء إجراءات أمنية هي الأكثر صرامة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها صيف ،1994 وتنفيذ عمليات تفتيش دقيقة ومستمرة على السلاح على كل منافذ العاصمة . كما يتم تنفيذ حملات تفتيش في شوارع العاصمة وفي وقت مبكر من مساء كل يوم، تقوم خلالها القوى الأمنية بعمليات اعتقالات واسعة ضد أي مشتبهين محتملين، وأعلنت غير مرة عن اعتقال مطلوبين مهمين تابعين للحوثي، ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها في شحنات كبيرة يتم نقلها أو تهريبها إلى الحوثيين . وفي وضع اقتصادي يعاني أصلا من الضعف وتناقص مستمر في صادرات النفط التي يعتمد عليها بشكل أساس، وتباطؤ معدلات النمو، فإن الوضع الأمني المتصدر لقائمة أسباب القلق يقوم بأكثر من التهديد . في أحسن الأحوال حسب متابعين ومختصين، تصبح مشاريع التنمية خارج نطاق الاهتمام، وتكرس موارد وقدرات الدولة لمصلحة الأزمة الأمنية . خلال الأشهر القليلة المنصرمة أجلت عدد من الشركات والهيئات الأجنبية رعاياها، وقامت أخرى بوضع خطط طوارئ تحت وقع عدد من العمليات الإرهابية تبنى تنظيم القاعدة عددا منها . وفيما تتفاقم حرب الحوثي شمالا من مخاوف الدول المانحة وعدد من الهيئات الدولية، فإن الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية تصبح يوما بعد آخر أكثر عنفا، وتتسبب في شل حركة الحياة على نطاق واسع . وحسب أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء ورئيس اتحاد الغرف التجارية الدكتور محمد الميتمي فإن كل هذا يتسبب في عزوف الاستثمارات التي تعول اليمن عليها في إحداث تغيير في الوضع الاقتصادي، وقال: "كلما ارتفع معدل المخاطر عزف المستثمرون عن الاستثمار في اليمن" . ويواجه الاقتصادي اليمني وضعاً حرجاً يزداد صعوبة منذ سنوات بسبب اعتماده على النفط كمورد أساسي والذي يشهد حسب تقارير رسمية تناقصا مستمراً، ومع فشل السياسات الاقتصادية في إيجاد بدائل أخرى يعول بشكل كامل على القطاع الاستثماري لإحداث تغيير كبير في البلد . وبشكل مباشر يواجه الشارع اليمني ارتفاعاً متواصلاً لأسعار السلع الأساسية في مقدمتها القمح رغم انخفاض أسعاره عالمياً، وتعجز السلطات عن السيطرة على سوق بيع السلعة بأكثر من سعر، وفي ظل تركيز السلطات على قضايا أخرى فإن حالة من اليأس والقنوط تشكل الصورة العامة . من جهته اتهم القيادي في حزب الإصلاح المعارض محمد قحطان السلطات الرسمية بعدم الاكتراث
لنتائج ما يحدث، وقال: "السلطة غير آبهة بما يحدث، وعاجزة عن تقديم حلول حقيقية، كل ما لديها هي حلول مؤقتة ومهدئات في وضع لم تعد تجدي معه المهدئات" . وحذر من نتائج كارثية غير مسبوقة إذا ما استمرت حالة التوتر التي تشهد اليمن على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وقال: "قلنا هذا أكثر من مرة، بأننا أمام نذر كارثة ستكون نتائجها خطيرة على المجتمع أكثر من أي وقت مضى، ونضم أصواتنا إلى كل الذين يدقون نواقيس الخطر" . تراجع الحريات لا يبدو أن الوضع الاقتصادي وحده من يسهم في رسم حالة من القنوط والاحتقان في الشارع اليمني، فالإجراءات الأمنية المشددة، واستمرار عمليات الاعتقال لناشطين وسياسيين وصحافيين تثير الكثير من المخاوف . ويرى عبدالباري طاهر بأن عمليات القمع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس تزيد الطين بلة، وهي مظاهر جديدة في المجتمع اليمني بغض النظر عن الوضع الاقتصادي . وقال: "كانت لليمنيين ميزة عظيمة، وهي أنه كلما حلت بهم مصيبة تنادوا لإيقافها ومعالجتها"، وأضاف: "لماذا لا يحدث ذلك اليوم، لماذا نلجأ إلى الاقتتال تجاه قضايا يمكن حلها بالتسامح والحوار؟" . ويحذر طاهر من نتائج كارثية لأعمال العنف، وقال: "نشهد أزمات متوالية، وتعيش البلاد حالة مجاعة حقيقية ويفتقر الناس إلى أبسط مقومات الحياة، وتأتي الحرب وأعمال العنف على ما تبقى من أمل"، ويضيف: "أصبحنا دولة ضعيفة في كل شيء، في التعليم، في الصحة، في مصادرة الحريات، في شح الموارد، في الانفلات الأمني، وكلها مؤشرات خطيرة" . وحذرت تقارير صحافية من أن المحاكمات الأخيرة التي طالت صحافيين وناشطين حقوقيين ستؤثر بشكل كبير في علاقات اليمن بالدول المانحة، وأن موقع اليمن بالنسبة للحقوق والحريات تراجع كثيراً خلال العام الحالي . وأعرب عدد من المنظمات الدولية المعنية بالحقوق والحريات عن قلقه تجاه ما يجري في اليمن، واعتبر الحكم بالسجن ست سنوات ضد الصحافي عبدالكريم الخيواني ب "الجائر وغير المبرر"، واتهمت مؤسسات حقوقية محلية السلطات باستخدام القضاء سياسياً . وإزاء ما تثيره محاكمة الخيواني من ردود فعل على المستوى الدولي والمحلي طالب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) في بيانه الصادر مؤخراً "بضرورة احترام الجميع لاستقلالية القضاء وكل الأحكام الصادرة عنه، ورفض أية محاولة للتدخل في شؤون القضاء والتشكيك في أحكامه، ومن قِبل أي جهة كانت" .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.