عزلة العزاعز الواقعة في وسط مديرية الشمايتين التابعة لها انترعت لنفسها مبكراً مكاناً متقدما بين عزل المديرية في مجال العمل التعاوني وتأسيس المشاريع التعاونية الخدمية فمنذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، كان التعاون البسيط هو النوع الأساسي لإحداث التنمية في مجتمع هذه العزلة.. فكان من ثمار تلك العلاقات ، إنجاز مشاريع تعاونية مهمة تعد محطات مشرقة في تاريخ هذه العزلة. الأولى : التعليم مدرسة الخير نموذجا لم يتنظر أبناء عزلة العزاعز وصول حكومة الجمهورية إليهم لكي تقوم بواجبها نحوهم.. بل كانوا هم السباقين بخطوات في هذا المجال.. حيث شمر أبناء العزاعز سواعدهم وتعاونوا واشتغلوا سوية فكانت '' مدرسة الخير''التي تأسست سنة 1971م هي نتاج ومظهر لتلك الجهود الذاتية التعاونية ولتكون أول مدرسة إعدادية في العزلة تقوم على أساس التعاون الجماعي، وقبل ذلك أي قبل وجود أي مدرسة في العزلة. تطوع بعض أبناء العزلة بتحويل أبنية صغيرة لتكون بمثابة فصول دراسية لتعليم أبناء المنطقة. ومع الزمن استمر توسيع المدرسة تدريجيا لتستوعب الزيادة في عدد الطلاب والطالبات ولتصبح مدرسة أساسية - ثانوية. حاليا توجد في العزلة أربع مدارس أساسية إضافة إلى مدرسة الخير. وعلى ذكر التعليم تجدر الإشارة إلى أنه كان لأبناء العزاعز دور بارز في حملة محو الأمية وتعليم الكبار التي انطلقت ثمانينات القرن الماضي حيث تفاعلوا بشكل كبير وفتحوا فصولا دراسية في كل قرى العزلة وساهموا بشكل كبير في تدريس ومحو أمية أبناء عزلتهم. مبادرة ''معا لجودة التعليم'' ونظرا لتدهور الأوضاع في البلد بشكل عام والتي ألقت بظلالها على التعليم وجودته. أطلق أبناء العزاعز مبادرة تعاونية تحت ذلك الشعار كان من ثمارها تشكيل صندوق دعم التعليم الذي بدأ نشاطه قبل سنوات قليلة. ويقوم حاليا بدور فعال في دعم ومساندة التعليم والارتقاء به وتطويره في مختلف النواحي الفنية من إعادة إصلاح وترميم البنية التحتية لمدارس العزلة إلى تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين في الدراسة وإقامة الدروات التدريبية بأنواعها وعلى وجه الخصوص الدورات التعليمية الصيفية للطلاب خلال الإجازة إضافة إلى إجراء انتخابات مجالس الآباء والأمهات في عموم مدارس العزلة بهدف مساعدة إدارات المدارس على تنظيم العملية التعليمية بشكل عام وغيرها من الإنجازات التي تعلن عن نفسها تباعا. المحطة الثانية : المياه مشروع مياه العزاعز هو التوأم التعاوني لمدرسة الخير ونموذج آخر شاهد على علاقات التعاون التي سادت ولاتزال بين أبناء العزاعز. حيث كان هذا المشروع الذي تم الانتهاء من إنجازه وبجهود ذاتية تعاونية في أواخر سبعينيات القرن الماضي وبانجازه ووصول المياه إلى منازل المواطنين غادرت العزلة وابناؤها ظروف الحياة البدائية القاسية التي أرقت حياة الآباء والأمهات السابقين ردحا من الزمن. وكان لهذا المشروع دور آخر( إضافة لدوره الرئيسي كمشروع حياة ) فقد لعب دورا مهما ولازال في تدعيم ومساندة مدرسة الخير في بواكير صباها فقد ساهم في الماضي بتوسيع فصولها الدراسية وبناء سكن للبعثات التعليمية الوافدة من خارج الوطن. ''مبادرة معا لإنقاذ مشروع مياه العزاعز'' لم يستسلم أبناء العزاعز للظروف التي فرضتها الحرب العدوانية الراهنة على الشعب والتي أدت إلى جانب جملة من الظروف الأخرى إلى إنهيار المشروع ماليا وافلاسه ثم توقفه عن العمل نهائيا خلال النصف الثاني من العام 2015 لتتوقف تبعا لذلك عملية ضخ المياه إلى منازل المواطنين لتعود معها مظاهر الحياة البدائية وتلقي بثقلها على كاهل المواطنين. وأمام تحد مصيري كهذا لم يكن خيار الاستسلام للمقسوم هو الحل من وجهة نظر أبناء العزاعز وهنا تجلت الروح التعاونية مجددا، حيث تداعى أبناء العزاعز في الريف والحضر وفي الداخل والخارج وأطلقوا تلك المبادرة الرائعة لإنقاذ مشروع حياتهم وقدموا أقصى ما يستطيعون لدعم المشروع ماليا حتى يستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى. وتحقق لهم ما أرادوا وكان النصر حليفهم في تلك المعركة المصيرية لتعود بعدها عجلة المشروع للدوران مجددا ولتضخ مع دورانها المياه إلى منازل المواطنين. المحطة الثالثة :الرياضة نادي شباب العزاعز هو ثالث النماذج والمحطات المشرقة والمعبرة بجلاء عن علاقات التعاون التي تميز المجتمع"الاخوي". ارتبطت فكرة نادي شباب العزاعز بتلك الأنشطة الثقافية والمسرحية التي تفتحت بواكير صباها من على مسرح مدرسة الخير المفتوح الذي شيده طلاب وطالبات المدرسة فكانت تلك الأنشطة هي منصة الانطلاق نحو تأسيس نادي شباب العزاعز الرياضي والثقافي الذي رأي النور مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي والذي يعد بحق العصر الذهبي للأنشطة الثقافية والرياضية في عزلة العزاعز ومع نهاية عقد الثمانينات وبداية عقد التسعينيات بدأت الأنشطة الثقافية والرياضية بالانحسار تدريجيا حيث توقفت تماما الأنشطة والفعاليات المسرحية التي كانت تقام على مسرح مدرسة الخير وتحديدا فعالية "عيد الأم" وبعد بضعة سنوات لحقت بها الأنشطة الرياضة ليدخل معها نادي شباب العزاعز خانة النسيان الزماني والتصحر المكاني. "مبادرة معا لإعادة إحياء نادي شباب العزاعز" قبل ثلاثة أسابيع تقريبا سحب أبناء العزاعز ناديهم العتيق من خانة النسيان الزماني والتصحر المكاني ووضعوه على طاولة البحث والنقاش الذي أسفر عن إطلاق مبادرة تحمل الشعار المذكور آنفا وتشكيل لجنة تحضيرية تتولى مهام إعادة إحياء نادي شباب العزاعز. وبعد عدة اجتماعات انتقلت من الإطار النظري إلى الإطار العملي عبر تدشين حملة البحث الذاتي عن مصادر لتمويل مراحل إعادة مشروع الاحياء الرياضي. وكعادتهم تفاعل أبناء العزاعز مع المبادرة تفاعلا منقطع النظير وترجموها واقعا عبر تدشين المرحلة الأولى عمليا من خلال تنفيذ خطوة إعادة تسوية أرضية الملعب علاوة على ما تم ذكره هناك مبادرات تعاونية أخرى تنشط لصالح مساعدة الحالات المرضية التي تحتاج إلى المساعدة والعون إضافة إلى مبادرة الرعاية الاجتماعية للأطفال اليتامى وغيرها. لاشك أن هناك مهمات مستقبلية أخرى تنتصب أمام أبناء العزاعز مثل إعادة تفعيل المركز الصحي في العزلة ومركز الإرشاد الزراعي... وغيرها في الختام وأمام هذه الإنجازات العظيمة لا يسع المرء إلا أن يزجي تحية إجلال واكبار وعرفان لجميع أبناء العزاعز دون استثناء وعلى وجه الخصوص لأولئك الابطال الذين يقودون تلك المبادرات التعاونية الخلاقة. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet