مايزال المدنيون في مديرية "الصلو" التابعة لمحافظة تعز يدفعون ثمنا يوميا باهظا للحرب الدائرة بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي تحالف أنصار الله "الحوثيين" والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى. لاتكاد الانتصارات العسكرية لطرفي النزاع تذكر في تلك المنطقة، لكن الأثر على حياة المدنيين تعدى كل الحدود، حيث صارت المنطقة الريفية بطبيعتها مساحة مفتوحة للموت وقتل أسباب الحياة. السكان الذين بقوا على قيد الحياة في مديرية "الصلو" غادروا بيوتهم وأراضيهم مكرهين، وصاروا نازحين بلا مأوى، وبلا أسباب للحياة ولو بحدها الأدنى، والمعارك تتجدد بين الحين والآخر بين طرفي النزاع المسلح، في ظل توقف مساعي الأممالمتحدة بشأن السلام، الذي يعد الطريق الأمثل لإنهاء معاناة أبناء الصلو ضمن معاناة قاتلة لغالبية اليمنيين بسبب الحرب التي دخلت عامها الثالث. "الصلو" التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة تعز وتبعد عنها حوالي (82 كم2) كانت موطنا آمنا لحوالي (64.000 نسمة)، قبل أن تتحول إلى ساحة قتال، تتشابك فيها قذائف مسلحي الحوثيين وصالح، مع غارات طيران التحالف العربي المساند للسلطة الشرعية، لينال الضرر المدنيين أكثر من إصابة الأهداف العسكرية. ما تزال الفاجعة التي شهدتها قرية "الشرف" في تلك المديرية في التاسع والعشرين من أكتوبر العام الفائت، ماثلة أما السكان وسواهم، حيث أدت غارة جوية لطيران التحالف العربي إلى تدمير بيت المواطن " عبد الله عبده حمود الشهابي" الذي توفي هو وزوجته وثمانية من أبنائه وحفيدته الطفلة منار التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها. لم ينج من أفراد الأسرة سوى الشاب (عمار) وهو النجل الأكبر للعائلة، إلى جانب شقيقته "والدة الطفلة منار"، وهما في وضع نفسي بالغ التعقيد في الوقت الراهن جراء تلك الفاجعة. في المديرية نفسها فقدت قرية "الجود" في ديسمبر الفائت حياة الطفلين محمد عبد الله عقلان ومحمد عبد الجليل، بسبب لغم أرضي من مئات الألغام التي تزرعها الجماعات المسلحة التابعة لتحالف الحوثي صالح الذي أشعل الحرب بعد انقلابه على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014. ما يحدث في "الصلو" يوميا من قتل وتشريد للسكان وحرمانهم من أبسط أساسيات الحياة، خاصة مع صعوبة أيصال المساعدات الإنسانية إليهم، يمثل صرخة مدوية في وجه الحرب المفترض أن يسارع العالم بالتدخل العاجل لوقفها بمعالجة أسبابها، لا بالحديث اليومي عن أهمية سماح المتنازعين بمساعدة المدنيين، أو بالتحذير المتكرر من تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية في اليمن، حيث أصبح عدد المحتاجين فيها إلى مساعدات إنسانية 19 مليون نسمة من إجمالي 27 مليون نسمة هم عدد السكان حسب خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2017، الصادرة عن الأممالمتحدة. قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet