أطلقت المنظمة الدولية للهجرة نداء بقيمة 96.2 مليون دولار لتمويل استجابتها في اليمن، الذي يشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. يأتي النداء في إطار خطة الاستجابة الإنسانية المقدرة ب 2.96 مليار دولار التي أطلقتها الأممالمتحدة والشركاء في مجال الإغاثة لعام 2018. ويليام لاسي سوينغ المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة قال إن الصراع الممتد لثلاث سنوات أدى إلى معاناة ملايين اليمنيين. وذكر أن استمرار الصراع المسلح، وتعطل عملية السلام، والقيود المفروضة على الاقتصاد، كل ذلك يعرض اليمن لأزمة إنسانية وتنموية مدمرة وطويلة الأمد. وأبدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين القلق بشأن تصاعد العنف في اليمن مما أدى إلى زيادة النزوح من الخطوط الأمامية في عدة مناطق. ووفق بيانات المفوضية وشركائها فإن أكثر من 85 ألف شخص قد شردوا منذ الأول من ديسمبر 2017. ومازالت منطقة الساحل الغربي لليمن، أكبر مصدر لموجات النزوح الجديد. إذ يمثل النازحون من الحديدة وتعز 71% من أولئك المشردين. وطبقاً للمفوضية تدفع أعمال التصعيد العسكرية في الساحل الغربي لليمن، المئات إلى الفرار من ديارهم يوميا. وأعربت المفوضية عن القلق بشأن أوضاع المدنيين الموجودين بالقرب من الأعمال القتالية في الحديدة وتعز، اللتين تتدهور الأوضاع فيهما بشكل متسارع بما يعرض السكان للعنف والإصابة بالأمراض بدون توفر الخدمات الأساسية. من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية انها تعتزم استخدام مبلغ 9.1 مليون دولار المقدم إليها منحة من صندوق الأممالمتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ من أجل تقديم المساعدات الصحية العاجلة لأكثر من ستمائة ألف شخص معرض للخطر في كل من صنعاءوالحديدة، بمن فيهم حوالي مئتي ألف مشرد داخلي وأكثر من أربعمائة ألف شخص يعيشون في مجتمعات مضيفة. ووفقا للمنظمة، فإنها تعمل مع الشركاء لسد الثغرات الحرجة في توفير الرعاية الصحية الأساسية، والتصدي لتفشي الأمراض، وتعزيز مراقبتها، وتوزيع الإمدادات الطبية، وتقديم الخدمات المنقذة للحياة للأمهات وأطفالهن. كما سيستخدم التمويل لتقديم المساعدات الصحية العاجلة للمصابين بأمراض مزمنة، والأمهات الحوامل والمرضعات، وكذلك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والجرحى، والمشردين داخليا. وستسمح المنحة المقدمة للمنظمة بتزويد المستضعفين بإمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية القريبة من أماكن إقامتهم، بما في ذلك الخدمات العامة والصدمات النفسية؛ ورعاية الطفل والتغذية؛ والصحة الإنجابية، ورعاية الأمومة والمواليد الجدد؛ والصحة العقلية؛ والأمراض المعدية؛ والأمراض غير السارية التي تهدد الحياة. وقال نيفيو زاغاريا، ممثل المنظمة في اليمن إلى أن تمويل الصندوق سيوفر موارد إضافية تساعد على جعل عمل المنظمة ممكنا في وقت أصبح فيه الشعب اليمني بأمس الحاجة إلى ذلك، فخمسون بالمئة فقط من المرافق الصحية تعمل بكامل طاقتها، ويحتاج أكثر من 16 مليون شخص في اليمن إلى المساعدة لضمان الوصول الكافي للرعاية الصحية، منهم أكثر من تسعة ملايين بحاجة ماسة. وأكدت حالات تفشي الكوليرا والدفتيريا المستمرة تأثير تدهور النظام الصحي. يذكر أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع 49 شريكا في اليمن لتقديم الخدمات الصحية إلى أكثر من 12 مليون شخص محتاج. وطبقا لتقارير الاممالمتحدة يزداد أوضاع المعيشة على الأرض في اليمن تدهورا يوما بعد يوم، ويتزايد معها عدد المحتاجين إلى الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، ليصل إلى 15.4 مليون شخص يحتاجون إلى الدعم الصحي. ومن بين المؤشرات الدالة على زيادة تدهور الوضع الإنساني في معظم أنحاء البلاد، ازدياد التمويل المطلوب ضمن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018 بمقدار 700 مليون دولار عن العام السابق، لتصل إلى 2.9 مليار دولار. حسب ما اكده ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور نيفيو زاغاريا، للصحفيين في وقت سابق. وقال الدكتور زاغاريا إن الحالة في اليمن صعبة للغاية، فالصراع يتصاعد ويتوسع ليشمل مناطق جديدة، فيما لا يتقاضى موظفو الخدمة المدنية، لا سيما في قطاع الصحة، أجورهم. واضاف في تهاتف مع اذاعة الاممالمتحدة الاسبوع الماضي: "على مدى الشهرين الماضيين، شهدنا صعوبة أكثر في الوصول إلى السكان في جميع أنحاء البلاد. قل عدد تصاريح المرور الممنوحة لنا، وازداد عدد نقاط التفتيش. فعلى سبيل المثال بلغ عدد نقاط التفتيش على الطريق بين عدنوصنعاء فقط 214 نقطة تفتيش. هذا بالتأكيد يعيق تسليم المساعدات الإنسانية، ولذا اضطررنا إلى وقف عملياتنا في الجزء الجنوبي من البلاد حاليا، ولكننا نأمل في استئنافها في غضون يومين أو ثلاثة." وأضاف الدكتور زاغاريا، أن المنظمة تمكنت العام الماضي، بفضل التمويل السخي من الجهات المان وحذر الدكتور زاغاريا بالتزامن مع اليوم العالمي للسرطان، الذي تحييه الأممالمتحدة في الرابع من شباط / فبراير من كل عام، من تنامي انتشار السرطان في اليمن، في الوقت الذي يصارع فيه النظام الصحي للبقاء على قيد الحياة. وقال: "تقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك 30 ألف مريض جديد بالسرطان في اليمن كل عام. في عام 2017، سجلت المنظمة 500 10 حالة جديدة، ولم تحصل سوى 40% من الحالات على العلاج بشكل كامل ومناسب." وعن تفشي مرض الخناق (الدفتيريا) في اليمن، قال الدكتور زاغاريا إن العدد الحالي للحالات المشتبه فيها بلغ 914 حالة، مع 59 وفاة مرتبطة بذلك، وسجلت 40% من جميع الحالات في محافظة إب. وفي السياق يفتقر أكثر من نصف الأطفال في اليمن إلى مياه الشرب الآمنة أو خدمات الصرف الصحي الكافية. ويصاب حوالي 1.8 مليون طفل بسوء التغذية الحاد، منهم 400 ألف طفل يكافحون للبقاء على قيد الحياة. حسب تقارير منظمةالأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف". وقالت اليونيسيف في تقرير سابق صادر عنها: "إن جيلا كاملا من الأطفال يكبرون وهم لا يعرفون سوى العنف. موضحة أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل في اليمن ولدو منذ تصاعد الصراع في مارس/آذار عام 2015." وطبقاً للتقرير: قتل أو أصيب أكثر من 5000 طفل بسبب العنف، أي نحو خمسة أطفال كل يوم، منذ مارس 2015 فيما يحتاج أكثر من 11 مليون طفل المساعدة الإنسانية، أي كل أطفال اليمن تقريبا. وقال التقرير: يحرم 2 مليون طفل من التعليم، منهم حوالي 500 ألف تسربوا من المدارس منذ تصاعد الصراع. ويشتبه في إصابة أكثر من مليون شخص بالكوليرا والإسهال المائي، يمثل الأطفال تحت سن الخامسة ربع هذا العدد. وحسب التقرير: تزوجت ثلاثة أرباع جميع فتيات اليمن قبل سن الثامنة عشرة. ولم يتلق العاملون في مجال الصحة والمعلمون سوى جزء من رواتبهم منذ أكثر من عام، بما يؤثر على تعليم 4.5 مليون طفل. ووصف التقرير اليمن بأنها واحدة من اسوأ الاماكن في العالم بالنسبة لأي طفل. وكان مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة قد قال في وقت سابق: "إذا حدثت مجاعة في اليمن فلن تكون مثل ما شهدناه في جنوب السودان في عام 2017، التي تأثر بها عشرات آلاف الأشخاص، ولن تكون مثل المجاعة التي أدت إلى مصرع 250 ألف شخص في الصومال في عام 2011. ولكنها ستكون أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، وسيقدر ضحاياها بالملايين".