قالت مصادر محلية في محافظة صعدة إن حشوداً عسكرية تصل إلى المحافظة هذه الأيام قادمة من صنعاء وتتألف من دبابات ومصفحات. وأوضحت المصادر أن بعض الحشود يرابط في مديرية ال صفراء. وفي أول رد على ذلك قال زعيم الحوثيين عبدالملك بدر الدين يوم الأربعاء إن "الحشود العسكرية في هذه الأيام إلى صعدة ليست رسائل سلام ولا رسائل ايجابية". وأضاف في تصريح وزع على وسائل الإعلام "كان الأولى والأحرى أن تُحشد إلى حيث المخاطر الحقيقية على الوطن في خليج عدن والبحر الأحمر" في إشارة إلى المياه اليمنية القريبة من سواحل الصومال حيث تتصدى قوات دولية للقراصنة الذين خطفوا عشرات السفن خلال 2008. وكانت اشتباكات قد وقعت في مديرية ساقين في وقت سابق من أكتوبر الحالي وأسفرت عن مقتل شخصين قبل أن يدعي أهالي القتلى أن الحوثيين يقفون وراء الحادث كما ادعوا حرمان أبنائهم من تلقي التعليم في المدارس الحكومية بتدخل من الحوثيين وهو ما نفاه الأخيرون. لكن مهتمين بشأن صعدة يروا أن حادثة ساقين موجهة من دوائر في السلطة، ترمي من ورائها إلى التحريض على الحوثيين وتشكيل رأي عام في المحافظة يدينهم. ويستند المهتمون لتدعيم هذا الرأي إلى فوضى أمنية تثيرها قبائل في عمران عبر إقامة نقاط تقطع ومحاصرة الطريق إلى صعدة فيما تقول مصادر مطلعة إن دوائر في السلطة تدعم هذه القبائل وتسلحها من أجل التلويح بالورقة القبلية ضد الحوثيين. ففي محافظة عمران القريبة من صعدة، سقط خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 20 قتيلاً ومصاباً في مواجهات قبلية متعددة أدت إلى محاصرة الطريق المؤدي لصعدة والطرق الواصلة بين مديريات عمران. ووقع جزء من المواجهات بين قبيلتي الزواقر في ظليمة وذو هديان من العصيمات أدت إلى مقتل وإصابة أربعة أشخاص من الطرفين. وكان11 شخصاً قد لقوا مصرعهم في قتال بين قبائل من حرف سفيان وقبائل من العصيمات، لم تستطع وساطة ثلاثة من وكلاء محافظة عمران إيقافها ومازال أمرها معلقاً فيما لم يُسجل للسلطات الحكومية تدخل لإيقافها. كما تحاصر قبائل تتبع الشيخ حمود المشرقي من قبائل بني صريم الطريق بين صنعاء وصعدة منذ أسبوعين على خلفية حرب صعدة الخيرة. وأفادت مصادر محلية "الاشتراكي نت" أن قبائل المشرقي تحتجز عشرات السيارات التابعة لمواطنين من صعدة بحجة طلب تعويضات مقابل مشاركة القبائل في حرب صعدة. كما أقامت قبائل في مناطق القفلة ومفخاذ والعفرة نقاط تقطع للضغط على السلطات لتسليم تعويضات لهذه القبائل مقابل اشتراكها في القتال إلى جانب الجيش في صعدة. وفي مديرية مسور إثر نزاع على غيل ماء بين مواطني منطقة بني الكريبي من مسور ومنطقة بني العباس من مديرية ثلا وضلاع كوكبان من جهة أخرى. وذكر موقع الصحوة نت أن مواجهات تجددت يوم الثلاثاء في منطقة السواد إلى الشمال من عمران. ووقعت المواجهات بين أهالي منطقة صبارة من مديرية حرف سفيان وأهالي ذو محمد من مديرية العشة جراء نزاع على أراضي حدودية بين القبيلتين. وكان قد سقط في مواجهات سابقة بين أهالي هاتين المنطقتين 12 شخصاً وعدد من الجرحى.