رفض الحوثيون طلب وفد الحكومة اليمنية إلى محادثات السويد الجمعة الانسحاب من مدينة الحديدة على الرغم من التهديدات بأن خيار العملية العسكرية ما زال مطروحا في حال رفضوا ذلك. وقال عبد الملك العجري من وفد الحوثيين إلى المحادثات التي بدأت الخميس لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الفكرة غير واردة إطلاقا"، بعدما طلبت الحكومة ذلك وهددت باستئناف هجومها على المدينة الساحلية. وواصل وفدا الحكومة و الحوثيين محادثاتهما في ريمبو في السويد برعاية الأممالمتحدة، لليوم الثاني على التوالي، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص نحو حافة المجاعة. وقالت الأممالمتحدة إن اللقاءات الحالية، وهي الأولى منذ سنتين، هي مجرد مشاورات، وأن المفاوضات لم تبدأ. إلا أن هذه المشاورات تجري وسط أجواء كلامية تصعيدية وتهديدات من الجانبين. وقد أعلن وزير الزراعة اليمني عثمان مجلي لصحافيين "نحن الآن في مشاورات تجاوبا مع دعوات المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومبعوثها، ما زلنا نناقش إطار مباحثات سلام". وأضاف، ردا على سؤال حول العملية العسكرية في مدينة الحديدة، "إذا لم يتجاوبوا، لدينا خيارات كثيرة ومنها الهجمة العسكرية"، متابعا "نحن جاهزون". وقال مبعوث الأممالمتحدة مارتن غريفيث الذي بذل لأشهر جهودا لدفع الأطراف إلى المشاركة في المحادثات الخميس عند افتتاح المحادثات، "نأمل أن نتحدث عن القضايا الاقتصادية، وعن الحد من العنف في العديد من أنحاء البلاد، عن الحديدة وأماكن أخرى". وتم التطرق أيضا إلى إعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ سنوات بسبب الحرب. وقال العضو في وفد الحكومة اليمنية إلى محادثات السلام ومستشار الرئاسة اليمنية عبد العزيز جباري إن الحكومة حريصة على إعادة فتح مطار صنعاء، ولكن لا بد من تحديد الجهة التي ستشرف عليه. واوضح جباري في لقاء مع فرانس24 إن المقترح الذي تقدمت به الحكومة بالموافقة على إعادة فتح مطار صنعاء بشرط تفتيش الطائرات في مطاري عدن وسيئون، يهدف لمنع توظيف المطار لغايات عسكرية. وأكد أن الحكومة لا تعارض دورا أمميا في ميناء الحديدة. من جهته، قال العجري لوكالة الأنباء الفرنسية إن "مطار صنعاء هو مطار دولي واليمن لا يحتاج إلى رحلات داخلية". وكان غريفيث قد تحدث في افتتاح المحادثات الخميس عن "فرصة شديد الأهمية" لإعادة اليمنيين إلى طريق السلام. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الخميس الوفدين اليمنيين إظهار "مرونة" و"الالتزام بحسن النيّة وبدون شروط مسبقة" بهدف "إحراز تقدّم". وقال غوتيريش في بيان إنّه "يرحب ببدء المشاورات اليمنية في السويد (...) ويدعو الأطراف المتحاربة إلى مواصلة نزع فتيل التصعيد في الحديدة واستكشاف إجراءات أخرى لتحسين الوضعين الاقتصادي والإنساني اللذين يعرّضان حياة المدنيين للخطر". وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن الحوثيين عالقين في سلطنة عمان ثلاثة أشهر. ولم تنجح الأممالمتحدة في تنظيم جولة في جنيف في أيلول/سبتمبر بعد رفض المتمردين في اللحظة الاخيرة مغادرة صنعاء من دون الحصول على ضمانات من الأممالمتحدة بالعودة سريعا الى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرتهم. وبدأت الحرب اليمنية مع شن الحوثيين هجوما في 2014 انطلاقا من معقلهم في شمال اليمن سيطروا خلاله على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية.