أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، اليوم الثلاثاء أن القوات الخاصة السعودية ألقت القبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي باليمن وعدد من أعضاء التنظيم الإرهابي. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان إن القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية نفذت عملية نوعية ناجحة بالداخل اليمني، تم على إثرها إلقاء القبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي باليمن الملقب ب (أبو أسامة المهاجر) والمسؤول المالي للتنظيم وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له في الثالث من يونيو الجاري. وأوضح أن المراقبة المستمرة لأحد المنازل أثبتت وجود أمير التنظيم وأعضاء من تنظيم داعش الإرهابي وكذلك وجود (3) نساء و (3) أطفال، مشيراً إلى أن التحالف اتخذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية المدنيين خلال تنفيذ العملية التي استمرت عشر دقائق منذ بداية الهجوم وإلقاء القبض على المطلوبين وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم، حد قوله. وأضاف أن العملية أسفرت أيضاً عن مصادرة عدد من (الأسلحة والذخيرة، أجهزة لاب توب وكمبيوتر، مبالغ مالية بمختلف العملات، أجهزة إلكترونية، أجهزة GPS، أجهزة اتصال) وغيرها. واعتبر المالكي أن هذه العملية، التي وصفها بأنها "ضربة موجعة" لتنظيم داعش الارهابي وبالأخص في اليمن، تأتي امتداداً للتعاون الوثيق بين المملكة والحكومة اليمنية لمحاربة الإرهاب وتفكيك التنظيمات الإرهابية. وذكر أن العملية تأتي كذلك استكمالاً لجهود السعودية في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، مؤكداً استمرار جهود المملكة ضمن التحالف الدولي ضد داعش وبالتعاون مع حلفائها لمحاربة التنظيمات الإرهابية والقضاء على آفة الإرهاب. ولفت المالكي إلى أنه سيتم الإعلان عن بقية تفاصيل العملية في الوقت المناسب حفاظاً على مسار التحقيق. واستغل التنظيم الحرب الأهلية في اليمن لتجنيد عناصر جديدة وتعزيز نفوذه في وسط وجنوب وشرقي اليمن. وتشعر الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بالمنطقة بقلق بالغ من أن يتسبب عدم الاستقرار السياسي والصراع المسلح في اليمن في إتاحة الفرصة لتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب ومقره في اليمن والذي تصفه واشنطن بأنه "أخطر فروع التنظيم في العالم"، لتعزيز قوته وحضوره وشن هجمات في الخارج. وأواخر العام الماضي أعلن الجيش الأمريكي أنه نفذ 176 ضربة جوية بواسطة طائرات بلا طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن وذلك خلال عامي 2017 و2018، قتلت خلالها 300 شخصاً. وأكدت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" في تقرير حينها، أن عدد الغارات التي نفذتها طائرات أمريكية خلال سنتين من حكم الرئيس دونالد ترامب تفوق عدد الغارات التي شنت طوال فترتي حكم سلفه باراك أوباما. وفي أبريل الماضي قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه بعد نهاية تنظيم داعش في سوريا فإن الأراضي اليمنية باتت ساحة لتحركاته وأصبح ينافس تنظيم القاعدة هناك. وأضافت الصحيفة أن مردَّ ذلك يعود للحرب التي تخوضها السعودية والإمارات في اليمن (منذ العام 2015) وأيضاً للدعم الذي قدمه ذلك التحالف لتنظيم القاعدة، وهو ما أغضب "داعش" وأدخله في صراع مع القاعدة بعد أن كانوا متوحدين لقتال جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران. وأشارت إلى أن "داعش" والقاعدة باتا اليوم في سباق لبسط السيطرة والنفوذ على مناطق عديدة في اليمن، خاصة تلك التي تعتبر غير مسيطر عليها من أحد.