كشف نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، عن بدء تحرك بلاده من أجل "الرؤية الروسية لتحقيق الأمن في الخليج واليمن". جاء ذلك خلال استقبال بوغدانوف الذي يعمل أيضاً ممثلاً للرئيس الروسي بوتن إلى الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء في موسكو، بوفد لجماعة الحوثيين الانقلابية يرأسه الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام. وقالت وكالة (سبأ) في صنعاء التي يديرها الحوثيون، إن نائب وزير الخارجية الروسي، "استعرض خلال اللقاء الرؤية الروسية لتحقيق الأمن في الخليج واليمن والذي بدأ النشاط الدبلوماسي في هذا الجانب مؤخراً"، دون الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى تتعلق بهذه الرؤية والنشاط الدبلوماسي لموسكو. ونقلت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، عن عبدالسلام، تأكيده على انفتاح جماعته على "الجهود الروسية التي تبذل لتحقيق السلام في اليمن والمنطقة، أن الوفد لمس خلال زيارته تفهما روسيا للرؤية الوطنية والتماسك في وجه العدوان أكثر من أي وقت مضى"، حد قوله. وذكرت القناة أن "اللقاء الذي جاء بدعوة رسمية روسية، تطرق إلى العراقيل والعوائق أمام تنفيذ اتفاق الحديدة خاصة بعد تنفيذ الفريق الوطني لكل الخطوات الخاصة بإعادة الانتشار من موانئ الحديدة من طرف واحد والتي كانت محل ترحيب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بما في ذلك روسيا". ووفقاً لناطق الحوثيين، "ناقش اللقاء أبرز القضايا المتعلقة بالسياسة اليمنية وما يتعلق بالتحركات الأممية وخطوات وفد الحوثيين في اتفاق السويد إضافة لما يتعلق بالأزمة الإقليمية، وأهمية الدور الروسي على المستوى الإقليمي وانعكاسه على الوضع في اليمن في تهدئة التصعيد ومنع المزيد من التوترالاقليمي. من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صادر عنها، إن اللقاء "ناقش المسار السياسي واتفاق السويد والخطوات التي تم تنفيذها والتقدم فيها. وحسب البيان جرى التركيز على الأوضاع العسكرية والسياسية والإنسانية في اليمن، وضرورة التوصل لتسوية وتحقيق حل شامل تحت رعاية الأممالمتحدة، بما في ذلك تنفيذ اتفاقية ستوكهولم، التي تم التوصل إليها في مشاورات في ديسمبر 2018". وأفاد البيان بأن اللقاء "تطرق إلى أهمية الدور الروسي على المستوى الإقليمي وانعكاسه على الوضع في اليمن من خلال تهدئة التصعيد ومنع المزيد من التوتر، كون اليمن يمثل النقطة الأساسية والمهيأة نحو التهدئة الإقليمية، وتشجيع بعض الدول في التقدم نحو الحل السياسي الشامل باليمن كجزء من التهدئة التي ستمثل انعكاسا إيجابيا على الوضع الإقليمي المتوتر". وأكد المسؤول الروسي على "ضرورة تحقيق السلام الوطني الذي طال انتظاره في اليمن، فقط من خلال الوسائل السلمية، والتوصل لمصالحة وطنية من خلال عملية سياسية شاملة". واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأممالمتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز. لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ. وأنتج الصراع الدامي في الذي تعيشه البلاد للسنة الخامسة أوضاعاً إنسانية صعبة تؤكد الأممالمتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.