جددت الحكومة اليمنية تأكيدها أنه لا يمكن نجاح أي مشاورات سياسية في ظل نكث الميليشيا الحوثية باتفاقات السلام السابقة. خصوصا في ظل التصعيد العسكري والحرب الاقتصادية، التي تمارسها المليشيا والإجراءات التعسفية ضد العاملين في المجال الإنساني ونهب المساعدات الإغاثية والإنسانية من أفواه من هم في أمس الحاجة إليها. وأكد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله السعدي في بيان الجمهورية اليمنية في جلسة مجلس الأمن اليوم الخميس، إن "الهدف المنشود هو تحقيق السلام المستدام في اليمن والمبني على المرجعيات المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216 ". وأضاف "إن أي التفاف عليها ومحاولة القفز على مسببات الحرب ما هو إلا نوع من إطالة أمد الصراع. مؤكدا أن التصعيد العسكري الأخير في عدة جبهات وخاصة ما يحدث في الجوف من عمليات عسكرية وتهجير للمدنيين هو مؤشر خطير يؤكد أن الميليشيا الحوثية لم تكن يوما جادة في تحقيق السلام، وغير مكترثة بمعاناة المواطنين منذ خمس سنوات من إشعالها لهذه الحرب العبثية. وقال "إن هذه المؤشرات لا توحي بأن تلك الميليشيات ستحتكم إلى صوت العقل والجنوح للسلام، وتدعو الحكومة اليمنية مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى القيام بدوره والاضطلاع بمسئولياته في إجبار الميليشيا الحوثية على تنفيذ الاتفاقات وإيقاف أعمالها العسكرية العدوانية التي تسببت في تعاظم المعاناة الإنسانية. وأكد السفير السعدي رفض الحكومة اليمنية وإدانتها للتدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية، والتي تمد المليشيا الحوثية بالدعم العسكري والأسلحة، وتشجيعها على تقويض وعرقلة الجهود الأممية لوقف الحرب وتهديدها الخطير لدول المنطقة والأمن الإقليمي والدولي. وبخصوص اتفاق الرياض، قال مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، إن الحكومة اليمنية تبذل جهودًا كبيرة وبتوجيهات من فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتنفيذ اتفاق الرياض، والذي يمثل مكسب لإستعادة الدولة وللشعب اليمني ولكافة القوى السياسية. وأكد أن الاتفاق يشكل خطوة مهمة نحو توحيد كافة القوى والجهود داخل بنية الدولة وتحت لواءها لإنهاء الانقلاب وإجهاض المشروع الإيراني- الحوثي في اليمن والمنطقة، مثمنًا جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية في رعاية وضمان تنفيذ الاتفاق. وأكد أن إستمرار تلك الميليشيات في القتل واستهداف المساكن ودور العبادة واستخدام الأطفال وزجهم في حربها العبثية واعتقال النساء والاعتداء الجنسي عليهن في ظاهرة تشكل تهديداً خطيراً على المجتمع اليمني و تتعارض مع كل القوانين الدولية و التقاليد الاجتماعية المتعارف عليها. وجدد السفير السعدي إدانة الحكومة اليمنية للأحكام الباطلة التي أصدرتها الميليشيات الحوثية بحق 35 من أعضاء مجلس النواب بالإعدام تعزيراً، ومصادرة أموالهم العقارية والمنقولة داخل اليمن وخارجها، وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها تلك الميليشيات مثل هذه الأحكام بحق المعارضين السياسيين وغيرهم لتمويل مجهودها الحربي. وداعا مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي إلى إدانة هذه الممارسات والضغط على تلك الميليشيات لوقف وإدانة هذه الأحكام. وجدد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة تحذير الحكومة اليمنية من الكارثة البيئة التي قد يتسبب بها خزان النفط العائم "صافر" الراسي أمام ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة الميليشيات الحوثية النفطي، في ظل إصرار مليشيات الحوثي على منع صيانته. وقال "طالبنا بالضغط عليها للسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة من الوصول إليه وصيانته تجنباً لوقوع كارثة بيئية في حال تسرب ما يزيد عن مليون برميل نفط خام في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن المندوبين الدائمين لعدد من الدول المطلة على البحر الأحمر وجهوا يوم أمس رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تشير إلى المخاطر المحتملة في حال وقوع هذه الكارثة البيئية.