أحمد السلامي في ذمة الله، نعم، رحمه الله وطيب ثراه، رجل له تاريخ طويل في الحركة الوطنية اليمنية وعلى رفاقه التحدث عن هذا التاريخ وعن دوره الوطني، وفي إطار دعوتي إلى التحدث عن فقدائنا وكيف عاشوا وليس كيف ماتوا أود أن أشير في ترحمي عليه وعزائي له إلى أمر لا يعلمه الآخرون ويجب أن يحسب ضمن إنجازات الفقيد طيب الله ثراه. الزمن على ما أتذكر كان أواخر 1993 وبدايات 1994 قبل حرب 94 وتداعياتها، كنت يومها في بدايات مشواري بعد العودة من الولاياتالمتحدة في النصف الثاني من العام 1993، كنت استاذاً للفيزياء النووية والجسيمية وميكانيكا الكم في كلية العلوم بجامعة صنعاء، كان يومها السيد هانز بلكس مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان الدكتور محمد البرادعي حينها مستشاراً قانونيا له (بمثابة رئيس القسم القانوني في الوكالة) قبل انتخابه مديراً عاماً للوكالة بفترة، وكانت اليمن قبل ذلك الوقت خارج عضوية الوكالة الدولية. كان الفقيد طيب الله ثراه صاحب قرار انضمام اليمن لأول مرة لعضوية الوكالة، عندما كان وزيرا للكهرباء، وأتذكر أنه أرسل الصديق المهندس أحمد السماوي، حياه الله أينما كان، أرسله من وزارة الكهرباء يزورني في مكتبي في الجامعة مبلغاً لي بأنه، أي الفقيد طيب الله ثراه، قد وجه دعوة للسيد بلكس لزيارة صنعاء بشأن انضمام اليمن إلى عضوية الوكالة وطلب مني باعتباري النووي الوحيد الذي كان يعرفه الانضمام إلى وفد اليمن برئاسته وعضوية المهندس السماوي والأخ العزيز أنور السحولي، أطال الله في عمره، الذي كان في وزارة الكهرباء آنذاك، في المباحثات بين الطرفين ومرافقة الوفد الدولي في زيارته، وهذا ما حدث تماماً. أي أن الدكتور محمد البرادعي قبل أن يصبح مديراً عاماً للوكالة الدولية زار صنعاء بدعوة من الفقيد رحمه الله، وفعلاً انضمت اليمن إلى عضوية الوكالة الدولية في العام 1994، والجدير بالذكر أن أول مقابلة لي مع الدكتور البرادعي كانت في صنعاء، الذي سيصبح لاحقاً الصديق محمد البرادعي، كانت بسبب الفقيد رحمه الله وطيب ثراه. جاءت حرب 94 وحدث ما تعرفونه جميعا من حرب الإخوة الأعداء وما ترتب عليها بعد ذلك من ممارسات ضد قيادات الحزب الاشتراكي بما في ذلك الفقيد رحمه الله، ولكن وبسبب الدور الريادي للفقيد في انضمام اليمن إلى الوكالة الدولية سيأتي وقت لاحق في العام 1999 الذي فيه تنشأ اللجنة الوطنية الطاقة الذرية وكل النجاحات العظيمة التي حققتها وخاصة على الصعيد البشري وبناء الإنسان المتخصص الخ، وعلى صعيد إدخال الاستخدامات السلمية الطاقة الذرية وخاصة في الطب والزراعة والمياه وغيرها، وما المركز الوطني لعلاج السرطان في المستشفى الجمهوري بصنعاء ومركز الطب النووي في مستشفى الثورة والمشاريع الزراعية في القمح والقطن والسمسم والعدس وغيرها في محطات الابحاث الزراعية في أبين وذمار وصنعاء وحضرموت وعشرات المشاريع الأخرى التي نفذها مختصون يمنيون في كل مكان بدعم كامل من الوكالة الدولية إلا نتيجة مباشره لهذه العضوية، ومع أن الصراعات على السلطة التي تبعتها الحرب القذرة الحالية قد دمرت كل شيء لكن لابد أن يعرف الناس أن الفقيد أحمد السلامي هو صاحب قرار انضمام اليمن إلى عضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مع خالص العزاء لنجله خالد ولكل أهله ورفاقه ومحبيه هذه هي شهادتي للتاريخ رحم الله الأستاذ أحمد علي السلامي وطيب ثراه ورحمنا جميعاً بذكره وذكراه وإنا لله وإنا إليه راجعون. *أوتاوا – كندا من صفحته على "فيسبوك"