ا خاص:أوضح الأخ مصطفى يحيى بهران مستشار رئيس الجمهورية رئيس اللجنة الوطنية للطاقة الذرية أن اليمن انتمت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً في العام 1994م وبعد عشر سنوات من هذه العضوية أضحت اليمن تتمتع بمكانة طيبة لدى الوكالة وأصبحت عضواً في مجلس المحافظين وهذا إنجاز عظيم بكل ما تعنيه الكلمة. وقال في حديث خاص ل"26سبتمبرنت "إن القرار السياسي الصائب الذي أصدره فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بإنشاء اللجنة الوطنية للطاقة الذرية عام 1999م وتعيين مستشاراً للعلوم والتكنولوجيا هو الذي شكل الأساس لهذا النجاح ليأتي بعده نشاط اللجنة والمتمثل في شقين هما الأول‘ الأمن والأمان النوويين في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والذي أثبتت اليمن تفوقاً فيه مثلها مثل كثير من دول العالم في إطار اهتمامها بالسلم والسلام والتقدم والتنمية. مشيراً إلى أن الشق الثاني الذي تسعى إليه اليمن هو الوصول إلى ما وصل إليه الآخرون في المجال التكنولوجي وفي المجال النووي السلمي. وأضاف الدكتور بهران أن من بين أبرز النجاحات التي حققتها اليمن من خلال وجودها في المنظمة الدولية هو انتخابها ولأول مرة في تاريخها عضواً في مجلس المحافظين وذلك خلال الدورة الاعتيادية ال48 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انعقد في فيننا أواخر الشهر المنصرم. الوكالة الدولية تدرس عينات من حوض صنعاء لغرض المساهمة في وضع الحلول لمشكلة المياه على المجتمع الدولي إخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للقانون الدولي وإخلاء المنطقة كاملة من الأسلحة المحرمة محدودية الاعتمادات المالية مشكلة رئيسية يواجهها البحث العلمي في الدول العربية بعد أن أصبح لليمن صوتٌ مؤثرٌ في قرارات الوكالة الدولية هل ستسعى اليمن بالتنسيق مع أطراف أخرى لاستصدار قرار ملزم للحكومة الإسرائيلية لإخضاع منشآتها النووية للتفتيش؟ نحن في الجمهورية اليمنية لدينا موقف ثابت من قضايا السلاح النووي بصفة عامة والإسرائيلي بصفة خاصة وهو أننا نرفض رفضاً قاطعاً استمرارية وبقاء الترسانة النووية التي تمتلكها إسرائيل ونطالب المجتمع الدولي بأن يخضع المنشآت النووية الإسرائيلية للقانون الدولي وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي والحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية تبدو حالياً وكأنها حكومة حرب لا شان لها إلا بتطوير ترساناتها النووية ولا شان لها بالسلم والسلام كما أن المجتمع الدولي يخضع لازدواجية عندما يطالب البعض بالخضوع للقانون الدولي بينما يتغاضى عن إسرائيل. الوقاية من المصادر المشعة ما الذي دفع اليمن إلى هذه المكانة المرموقة لدى الوكالة الدولية‘وماهي الفوائد المرجوة على المدى القريب والبعيد؟. اليمن في المؤتمر تقدمت بمشروع قرار دولي ذو طابع تقني وقد أقر بالإجماع في المؤتمر وتبنته معنا بعض الدول مثل المجموعة الأوروبية وهذا القرار يتحدث عن أمن وأمان المصادر المشعة واليمن هي من أفضل الدول من بين 140 دولة عضو في الوكالة في تطبيق نظام أمن وأمان المصادر المشعة في إطار الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وخلال سنوات قليلة استطعنا أن نبني منظومة أمن وأمان المصادر المشعة وفقاً للمقاييس الدولية وبشهادة الوكالة الدولية والمجتمع الدولي وفيما يتعلق بتعزيز ودعم الجانب التقني والعلمي من قبل الوكالة حصلت اليمن على دعم تقني خلال هذا المؤتمر من الوكالة الدولية بمقدار يزيد على مليون ونصف المليون دولار للمشاريع الوطنية مثل حصولنا على منظومة جهاز طبي حديث من الوكالة لعلاج سرطان الرحم تبلغ قيمته سبعمائة آلاف دولار كوحدة متكاملة لعلاج بالأشعة النووية وهذا سيضاف إلى ما قد تم إنجازه في مركز علاج السرطان بالمستشفى الجمهوري والذي كلف الوكالة سابقاً مليون ونصف المليون دولار خلال السنوات الماضية.. وكذلك تم الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الدعم المطلوب لإنشاء وحدة ما يسمى بالطب النووي وهذه الوحدة ستكون للتشخيص ومن المقرر إنشاؤها في مستشفى الثورة العام بصنعاء نهاية عام 2005م فضلاً على أننا قد حصلنا على حصة كبيرة من المشاريع الإقليمية والتي تتضمن عشرات الملايين من الدولارات للإقليم ونتوقع أن تحصل اليمن منها على نصيب الأسد مستقبلاً كوننا من أنشط بلدان آسيا في مجال الحراك التقني. الاستخدامات السلمية ما طبيعة الدعم لليمن من الوكالة الدولية؟ المساعدات التي نحصل عليها من الوكالة الدولية كلها مساعدات عينية في مجال الصحة والزراعة والمياه وغيرها وعبر اللجنة الوطنية للطاقة الذرية تحصل المؤسسات الخدمية ذات العلاقة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية حيث أننا مؤخراً قد حصلنا على دعم الوكالة بإنشاء عدد من المشاريع الزراعية بالإضافة إلى المشاريع التي تم تنفيذها بدعم سابق من قبل الوكالة والمتمثلة بمحطة ذمار للبحوث الزراعية ومنطقة العرة في صنعاء ومحطات للبحوث أيضاً في أبين وفي تهامة وهناك جملة من التقنيات النووية في هذه المحطات والتي تستخدم فيما يسمى بأسلوب الرسمدة واستخدام الري والسماد بطرق تسمح للمهندس الزراعي التخاطب مع التربة ومعرفة هل تريد هذه التربة مزيداً من الماء والسماد أم لا وبالتالي يعطي للتربة ما تريده من الماء والسماد دون أن يزيدا عن حاجة الت ربة مما يؤدي إلى مضاعفة الإنتاج الزراعي كذلك نحن بدأنا تنفيذ مشروع زراعي كبير وبدعم كامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو مشروع التحوير الوراثي وقد بدأنا بتطبيق هذا المشروع في مجال السمسم والعدس والقمح والقطن حيث يقوم المختصون في محطات هيئة البحوث والإرشاد الزراعي بتعريض بذور هذه المنتجات الزراعية على الإشعاع النووي بطرق تقنية محددة ومحسوبة مما يجعل هذه البذور تكتسب صفات مطلوبة وتزيل كذلك صفات غير مطلوبة منها وهو ما يجعل نباتات هذه البذور ينتج محصولها الزراعي الغذائي مضاعفاً وأكثر جودة وهناك نتائج تبشر بالخير في المناطق الزراعية التي تم فيها تطبيق مشروع التحوير الزراعي وتسعى اللجنة الوطنية للطاقة الذرية من خلال تنفيذ برنامجها بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة في جانب المشاريع الزراعية إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي. المياه الجوفية كم عدد المشاريع المستخدمة اليوم في هذا المجال..وهل المياه كمشكلة رئيسية هي من ضمنها؟ في مجال المياه اللجنة حالياً تقوم بتنفيذ مشروع بالتنسيق مع الهيئة العامة للموارد المائية حيث تؤخذ عينات من حوض صنعاء وتجري حالياً في معامل الوكالة الدولية دراسة حول هذه العينات لتحديد نتائج علمية دقيقة عن حوض صنعاء وتأمل من خلال النتائج المساهمة في وضع الحلول المناسبة لمشكلة مياه حوض صنعاء كمشكلة رئيسية.. كذلك ستواصل اللجنة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة عملها في مجال المياه الجوفية ليشمل هذا النشاط كافة أنحاء الجمهورية مستقبلاً ومن المهم هنا الإشارة إلى أن الجمهورية اليمنية وحتى عام 1999م لم يكن لديها تطبيقات نووية للطاقة الذرية إلا في المواد المشعة المستخدمة في حقول النفط والغاز وأما اليوم والحمد لله لدينا 21 مشروعاً في مجال استخدامات الطاقة النووية في المجالات السلمية التنموية الزراعية والصناعية والصحية..الخ ومن هذه المجالات المختلفة مجال المياه. استحقاق وطني اختيارك نائباً لرئيس المؤتمر العام للوكالة الدولية هل كان استحقاقاً شخصياً أم وطنياً من وجهة نظرك؟ اختياري نائب رئيس المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنحي عضوية مجلس المحافظين للوكالة لم يكن استحقاقاً شخصياً بل كان استحقاقاً وطنياً يعني أن اليمن هي التي انتخبت وهذا يجب أن يكون واضحاً للناس لكن المهم في الأمر أنه عندما ينتخب بلد فذلك يعكس أن لهذا البلد قيادة سياسية حكيمة ولديها أيضاً كوادر بشرية علمية ناضجة والوطن في نهاية المطاف يرتفع بأبنائه. ثلاثة أهداف ماذا عن آلية العمل الجديد التي ستقوم بها اللجنة الوطنية مستقبلاً والخطة الاستراتيجية؟ استراتيجيتنا تتركز في ثلاثة أهداف رئيسية: الأول يتعلق بالتطبيقات السلمية للطاقة الذرية ، وتوسيع مجالاتها لتشمل كافة خدمات التنمية الشاملة وكلما هو يصب في صالح المواطن اليمني، والثاني تنمية القدرات البشرية القادرة على خدمة هذه البلد على المدى الطويل في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وفي كافة التخصصات النووية السلمية التنموية وأن يكون هذا الكادر البشري يمني 100% والثالث تأسيس قاعدة تقنية نووية تكنولوجية سلمية يسمح لها أن تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس. برأيكم.. دكتور مصطفى هل كانت الإرادة السياسية هي وراء النجاح الذي تحقق لليمن في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ الإرادة السياسية في اليمن هي الأساس في كل ما تحقق لليمن من نجاحات سواءً في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية أو في أي مجال آخر؟ البحوث العلمية هل توجد ميزانية محددة سنوية للبحوث العلمية في اليمن؟ لا توجد ميزانية محددة للبحوث العلمية وإن وجدت فهي تساوي صفر من ميزانية الدولة السنوية وهذه هي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها البحث العلمي في الدول العربية خاصة ودول العالم الثالث عامة وبلادنا ضمن تلك البلدان مع أن البحوث العلمية هي أساس النهضة الحضارية لأي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم وهنا أود أن أنتهز هذه الفرصة لأجدد الدعوة للحكومة من أجل تصحيح هذا الوضع إذ لا يمكن أن يختلف اثنان في عالم اليوم حول الدور القاعدي الذي تلعبه العلوم والتكنولوجيا في صناعة المستقبل.