نفذت العشرات من نساء الجاليات الافريقية، أمس الأحد، وقفة احتجاجية أمام مبنى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في صنعاء، للمطالبة بجثامين أهاليهن الذين قضوا الأحد الماضي، بحريق في محتجز للمهاجرين، ارتكبه مسلحون تابعين لجماعة الحوثي. ويأتي هذا، بعد إعلان جماعة الحوثي، الجمعة الماضية، دفن نحو 43 مهاجرا افريقيا، أغلبهم أثيوبيين، قالت الجماعة إنهم من ضحايا المحرقة التي ارتكبت بحقهم في مبنى الجوازات بصنعاء. وقالت المشاركات في الوقفة، إن جثامين الضحايا التي أعلن الحوثيون عن دفنها، هي فقط للمتوفين في المستشفيات. وفي هذا الصدد، كانت المتحدثة باسم منظمة الهجرة الدولية في اليمن، أوليفيا هيدون، قد قالت في حديث خاص ل DWالالمانية، الخميس، إن "ما نعرفه هو أن المركز الذي اندلعت فيه النيران كان يؤوي حوالي 350 شخصاً، عُولج منهم ما يزيد عن 170 شخصاً من الإصابات". وإذا أشارت هيدون إلى أن "العدد الإجمالي للقتلى ما يزال غير مؤكد"، أضافت، أن "المنظمة تعتقد بأن عدد الضحايا "كبير". وجددت المنظمة الدولية للهجرة التأكيد على عدم مسؤوليتها عن "إنشاء أو إدارة أو الإشراف على مراكز الاحتجاز في اليمن أو أي مكان آخر في العالم"، وقال بيان صادر عن مدير عام المنظمة أنطونيو فيتورينو، أمس الأحد، بشأن الحريق الذي اسفر عن مقتل واصابة عشرات المهاجرين الأفارقة الاحد الماضي في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين. واعرب المسؤول الأممي، عن "حزن عميق لوفاة عشرات المهاجرين في حريق مركز احتجاز تابع لمصلحة الهجرة والجوازات بصنعاء". وقال فيتوريو، إن الظروف في منشأة الاحتجاز، التي زادت عن طاقتها ثلاث مرات، "كانت غير إنسانية وغير آمنة". وأضاف، أن فرق المنظمة مع ذلك، "وفرت للمهاجرين الخدمات الأساسية مثل الطعام والرعاية الصحية، والمياه التي لما كانوا سيحصلون عليها لولا ذلك". وقال: "قلوبنا مع عائلات الذين لقوا حتفهم، وأكثر من 170 من الناجين المصابين"، دون تحميل أي طرف المسؤولية المباشرة عن المحرقة. ودعا، إلى أن يكون الاحتجاز هو الملاذ الأخير في أي سياق، و "أن تتخذ الحكومات نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان في احتجاز المهاجرين". وقال: إن المنظمة الدولية انضمت في مارس من العام الماضي إلى شركاء آخرين للأمم المتحدة "للحث على إطلاق سراح المهاجرين المحتجزين في ظروف ضيقة وغير صحية في أماكن الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية في محاولة لاحتواء انتشار وباء كورونا". وأضاف: نواصل القيام بذلك في اليمن، حيث زاد الاعتقال التعسفي والترحيل القسري للمهاجرين منذ بدء تفشي الوباء. ولفت إلى أن المنظمة "تعمل مع جميع السلطات المعنية لإعادة تشغيل برنامج العودة الإنسانية الطوعية من صنعاء إلى إثيوبيا، وهو شريان حياة للعديد من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل ويعيشون في أوضاع خطرة". وأكد المسؤول الأممي أنهم سيستمرون "في الدفاع عن المهاجرين حتى يتم منحهم حقوقهم الأساسية في الحماية وحرية التنقل والوصول إلى الخدمات". وأبدى قلقه "من أن هذه ليست المأساة الأخيرة التي سيواجهها المهاجرون في اليمن إذا لم يبذل المجتمع الدولي الجهد بشكل أكبر لتقليل المخاطر التي يواجهونها وزيادة الدعم الذي يتلقونه". في السياق أعلنت الصومال، أمس الأول (السبت)، عن استئناف إجلاء مواطنيها من اليمن، بعد تعرض لاجئين إثيوبيين من، إلى مجزرة، عقب إطلاق المسلحين الحوثيين، قنابل حارقة على مقر احتجاز اللاجئين، نتج عنه مقتل وإصابة عشرات المحتجزين. وقال السفير الصومالي لدى اليمن، عبد الله حاشي شوري، إن حكومة بلاده ستستأنف حملة لإجلاء آلاف الصوماليين من اليمن، منتصف هذا الشهر، بعد أن توقفت قرابة عام كاملة بسبب كورونا. وأكد شوري، أن الحكومة الصومالية عازمة على تسريع الإجلاء، خاصة بعد التجاوزات الأخيرة في سجون صنعاء، وآخرها حادثة استخدام القنابل ضد محتجزين في سجن الجوازات. وأشار، إلى أن السجن المذكور كان يتواجد فيه 31 صومالياً، حيث تكفلت الأممالمتحدة بإخراج 16 منهم، هم 9 أصبحوا مع الجالية الصومالية، و2 من الجرحى، و4 من المفقودين. ووفقاً للأمم المتحدة، يستضيف اليمن ثاني أكبر عدد من اللاجئين الصوماليين في العالم، حيث يبلغ عددهم حوالي250 ألف لاجئ. مصدر مقرب من قيادة الجالية الصومالية في اليمن، رفض ذكر اسمه لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية لإقامته في صنعاء، قال ل "سكاي نيوز عربية"، إن الجالية الصومالية أصبحت تعاني من التضييق بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وتابع، أن حادثة قصف سجن اللاجئين توضح أن العودة إلى الصومال هو الحل الوحيد أمامهم، ولكن دون تقديم الحكومة الصومالية أي مساعدات لهؤلاء اللاجئين، يبدو الأمر صعباً. وأضاف المصدر، أن المفوضية السامية لشئون اللاجئين تضع برنامج العودة الطوعية إلى الصومال، ولكنه يفتقر إلى كافة الخدمات الأساسية التي يحتاجها أي شخص عائد إلى وطنه، لذلك حصل تصادم بين أبناء الجالية الصومالية والمفوضية بداية هذا العام، أدى إلى تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين، بهدف إرغامهم على العودة إلى الصومال قسراً. وأشار، إلى أن هذه الضغوط تمارس بالتنسيق بين الحوثيين في صنعاء والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، وإلى الآن لا يعرف سبب الرغبة الجامحة لإعادة الصوماليين إلى وطنهم. ويوم الجمعة الماضية، أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، عودة 5087 لاجئاً صومالياً إلى بلادهم حتى الآن من اليمن، على 39 رحلة مغادرة منظمة قد تمت من اليمن إلى الصومال منذ بدء برنامج المساعدة التلقائية للعودة ASRقبل عامين. وقالت وكالات الأممالمتحدة، إن المنظمة الدولية للهجرة، تقدم الدعم التشغيلي لحركات عودة اللاجئين من خلال استئجار قارب، وتقديم الدعم الطبي عند الوصول، والمساعدة في الوصول إلى الوجهات النهائية للاجئين".