وداعاً ابو بكر باذيب قامةً سامقة مهيباً وعملاقاً . وداعاً باذيب أحد أعمدة اليسار في اليمن ، على أيديهم وبواسطتهم ترعرعت وأزهرت الاشتراكية العلمية ، وتجذرت اداةً من أدوات التحليل والجدل لفهم الواقع وتفسيره ، ليستقر الوطن ذات يوم في بقعة الضوء . وداعاً باذيب مبشراً باشتراكيةٍ علمية ، هاديةً ، ومنهاجاً ، ودليلاً أنارت طريق المناضلين ، أقاموا بها دولة الكادحين على حين غرة من التاريخ المثخن بالبؤس والظلم والجراح ، واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان . وداعاً باذيب مهيباً ، مهاباً ، عملاقاً .. وداعاً باذيب قائداً سياسياً محنكاً وداعاً باذيب مثقفاً و مفكراً ماركسياً وداعاً باذيب أديباً و كاتباً و مدرسةً صحفية وداعاً ، وداعاً باذيب وبرغم كلِّ شيء ماضون جيلاً بعد جيل فجذر الاستغلال قائمٌ لازال واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان مازال وصراع الطبقات مازال محتدمٌ يتخذ له طرقٌ وأشكالٌ عدة أحياناً بطريقةِ حربٍ أهلية واحياناً في شكل حروب الطائفية والمذهب وباشكالٍ أخرى : حروب الماضي حاضرةٌ في وقت الحاجة تلك أدوات الاستغلال لم تتغير وأدوات النهب والهيمنة والاستحواذ حاضرةٌ دوماً لازالت تستخدم ومع ذلك ستلتحم فئات الشعب ستخوض بوعي صراعاً طبقياً عنفاً أو سلماً حسب الظرف الموضوعي ، وحسب الحاجة وسيقام العدل رغماً عن أنف الحرب وحتماً في الغد سينتصرُ الإنسان