توفي، صباح اليوم الاثنين، المناضل اليمني محمد عبدالله الفسيل عن عمر تجاوز التسعين عاما، في أحد مشافي العاصمة المصرية القاهرة، بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني. ويعد الراحل الفسيل، أحد أبرز رموز النضال الوطني ضد الحكم الإمامي، ومن أوائل القادة المشاركين الثورة اليمنية 26 سبتمبر. وله أدوار بارزة في إرساء مداميك الجمهورية الوليدة بعد نجاح الثورة في القضاء على الإمامة. وقبيل الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء في العام 2014، كان الراحل الفسيل، مشاركا حيويا في الكثير العاليات السياسية والمدنية، بالرغم من كبر سنه، غير أن الانقلاب الحوثي أجبره على مغادرة البلاد إلى القاهر. ونعي رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، باسمه وأعضاء المجلس إلى الشعب اليمني، "وفاة المناضل الجسور محمد عبدالله الفسيل، الذي وافاه الاجل في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال المخلص لمبادئ النظام الجمهوري، ورفعة وطنه وشعبه". وقال بيان نعي صادر عن الرئيس العليمي، إن الفسيل، "كان أحد أبرز المناضلين الأوائل ممن آمنوا بمبادئ الثورة والجمهورية، وتطلعات شعبه في الحرية والتغيير والعدالة والمواطنة المتساوية، التي ناضل من أجلها حتى آخر رمق من حياته". وأضاف: "لقد خسر اليمن برحيل الفسيل، أحد ابنائه الشجعان الذين ظلوا على العهد، كقائد مرجعي حول مخاض الثورة السبتمبرية الخالدة. وسنوات الظلم والقهر ووحشة السجون التي كان الفقيد الكبير أحد ضحاياها، وبطلا من أبطال الثورة الأوفياء، ورجل دولة، وبرلماني، ودبلوماسي محنك من طراز رفيع في العهد الجمهوري الذي يخوض اليوم من جديد معركة أخرى ضد مشروع الإمامة المدعوم من النظام الإيراني". سيرة ذاتية للراحل الفسيل: محمد بن عبدالله بن علي الفُسَيِّل. من مواليد أغسطس، 1925، في حي الجراف، صنعاء. عاش طفولة قاسية، حيث مات أبوه وهو في السادسة من عمره، فنشأ يتيما في كنف أمه. تلقى تعليمه الأولى في عدد من الكتاتيب قبل أن ينتقل للدراسة مع أخيه للدراسة في دار الأيتام في صنعاء، ومن ثم المدرسة العلمية لدراسة علوم الفقه. بعد تخرجه من المدرسة العلمية، عمل في العام 1943م، صار الفسيل أحد كُتّاب ولي العهد آنذاك أحمد بن حميد الدين، في تعز. أحد المشاركين في ثورة 1948م، وبعد فشلها سيق إلى سجن القلعة في مدينة حجة ومكث فيه حتى 1955م. بعد قيام الجمهورية في 1962م، عُيِّن الفسيل سفيرا مفوضا لليمن في روسيا، وفي الصومال، وكينيا، وتنزانيا، وأوغندا، وألمانيا الديمقراطية. كما عمل مستشارا لوزير الزراعة بدرجة وزير، ثم وكيلا لوزارة الأوقاف بدرجة وزير. وفي عهد الرئيس إبراهيم الحمدي عُيّن الفسيل مستشارا سياسيا بدرجة نائب رئيس وزراء. وعند تولي الرئيس علي صالح السلطة، عُيّنه الفسيل، في مجلس الشعب التأسيسي، وسفيرا في العراق. كان الفسيل، شاعرا وصحفيا وبرلمانيا ودبلوماسيا محنكا.