أجرى المبعوث الأممي الخاص الى اليمن، هانز غروندبرغ، الأحد، مباحثات مع مسؤولين في إيران التي كان قد وصلها في وقت سابق، في ثاني زيارة له الى طهران منذ تعيينه. وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن استمرار الهدنة السارية في اليمن مرهون برفع كامل الحصار المفروض على البلاد، مؤكداً أن استقرار اليمن وأمنه سيكون لهما تأثير مباشر على استقرار وأمن المنطقة والخليج. وأضاف عبد اللهيان، خلال لقائه المبعوث الاممي: "أن الحفاظ على الظروف الراهنة بما في ذلك الهدنة المستديمة، مرهون برفع كامل الحصار المفروض على الشعب اليمني"، بحسب الوكالة الإيرانية الرسمية "إرنا". وتابع "لا يمكن أن يبقى المرء غير مبال بمصير 20 مليون يمني من النساء والأطفال والرجال الذين يعيشون في ظروف صعبة من أجل الحصول على أبسط متطلبات الحياة مثل الدواء والغذاء والمياه الصحية للشرب". وثمن الوزير الإيراني، جهود المبعوث الأممي الخاص بالشأن اليمني، مستنكرا في الوقت نفسه التحركات التي تعيق بعض البنود المنصوصة في اتفاق الهدنة، دون الكشف عن تلك التحركات. من جانبه أعرب المبعوث الأممي، عن "تقديره للمواقف البناءة التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيال الأزمة اليمنية"، وقال: "لطالما أكدت على ضرورة المضي قدما باتجاه ترسيخ وقف إطلاق النار بشكل مستديم وبمشاركة جميع الأطراف اليمنية". وكان المبعوث الاممي قد عقد ولدى وصوله طهران، اجتماعا خاصا مع كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي أصغر خاجي، لمناقشة معوقات توسيع الهدنة التي تقودها الأممالمتحدة وتحقيق السلام في اليمن. وقالت الوكالة الإيرانية للأنباء (إيرنا)، إن المحادثات بين الجانبين، شملت آخر التطورات في ملف الأزمة اليمنية، وسبل التعاون المشترك للوصول إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وأوضحت، أن المناقشات تطرقت إلى معوقات تنفيذ الهدنة القائمة، والحلول اللازمة لتحقيق السلام الدائم في اليمن. وبحسب الوكالة الإيرانية، فإن المباحثات تركزت حول الهدنة القائمة، وإمكانية توسيعها لتتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار في اليمن. واستعرض غروندبرغ خلال الاجتماع الذي يأتي قبل نحو أربعة أيام من انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن المقرر عقدها في الثامن من سبتمبر الجاري، الخطوات التي اتخذتها الأممالمتحدة لدفع محادثات السلام في اليمن. وأكد على أهمية مواصلة الأطراف للمشاورات السياسية، والشروع في إجراءات جادة وحقيقية لبناء الثقة، لافتاً الى أن اتفاق الهدنة الموقع بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، هو أفضل خيار متاح لتحقيق أهداف السلام. ودعا غروندبرغ، كافة الأطراف إلى أن تكون أكثر مرونة بشأن توسيع الهدنة. من جانبه، طالب المسؤول الإيراني، بإزالة العقبات التي تحول دون نقل المساعدات الإنسانية ورفع الحصار بشكل كامل عن اليمن. ويأتي لقاء غروندبرغ، مع علي أصغر خاجي، بعد يوم واحد، من إجراء الأخير مباحثات هاتفية مع الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام. وفق ما ذكرت الوكالة الإيرانية. ويتطلع المبعوث الأممي، الذي كثف خلال الأيام الماضية، لقاءاته مع مسؤولين في الحكومة اليمنية، وأخرين إقليميين ودوليين، إلى الموافقة على تمديد وتوسيع الهدنة لفترة أطول.