قال الدكتور عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني إن قيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سلمت لقيادة الوحدة عند تحقيقها عام 90 ملياري دولار كانت احتياطي الحكومة آنذاك وذلك في معرض رده عن سؤال مفاده إن الاحتياطي النقدي للحكومة الجنوبية كان صفرا. وتساءل : هل السلطة بكلامها هذا تريد أرضا بلا بشر وحكومة بلا موظفين وثروات نفطية وسمكية في باطن ارض بلا سكان . وكان النقيب يتحدث لبرنامج "في كل اتجاه" التي تقدمه قناة السعيدة وبثته يوم أمس بمعية الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل ورئيس الهيئة العامة للكتاب . وأوضح البرلماني الاشتراكي ان الحزب الحاكم حول المشروع الوحدوي بعد حرب صيف94 إلى غنيمة حرب للمنتصر مع انه كان بإمكانه تقديم مشروعه ولو كان فاشلا . وقال انه قبل الوحدة كان لدينا شعب واحد بدولتين ثم تحول قبل الأزمة السياسية إلى ما يشبه الشعبين والدولتين قبل أن يصبح بعد حرب 94 عدة شعوب داخل ما يسمى بالدولة الواحدة . وتطرق في ذات السياق الى معاناة أبناء المحافظات الجنوبية الذين قال انهم قدموا دولة بثرواتها وبكل ما تملك مجانا من اجل تحقيق المشروع الوحدوي "ان الخريج في الجنوب لم يعد بمقدوره إيجاد وظيفة حكومية إلا بشق النفس ودونهم من صغار السن يشغلون وظائف بدرجات مدراء عموم. ونفى عيدروس ان تكون مهمة المعارضة هي إفشال السلطة أو التشفي من الحاكم وإنما لمساعدتها في إيجاد الحلول والمعالجات وإخراج البلاد من المآزق المتعددة التي وصلت إليها بسبب فشل السلطة في إدارتها والمتمثل بسياسات النهب والإقصاء والتعالي والاستقواء والتعامل مع قطاع الطرق فيما تقمع وتقتل من يطالب بحقوقه بطرق سلمية . وطالب القيادي الاشتراكي السلطة بمعالجة المشكلات التي تعانيها البلد بالسياسة وليس بالقوة والعنف, "فخروج 200 ألف مواطن في مسيرة واحدة تعني ان على المسئول أن يراجع حساباته وان هناك مشكلة سياسية يجب مراجعتها وعدم تجاوزها" . وبين النقيب ان هناك نوعان من الانفصال يتمثل الأول بالشعارات والإعلام والثاني بالسلوك وهو الأخطر لأنه يمارس العنف والقتل في إشارة واضحة إلى ما تمارسه السلطة تجاه المواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية ومحافظة صعده . وأشار في ذات الساق إلى ان ما يدور في المحافظات الجنوبية من حراكات سلمية ومطالبات حقوقية هي صرخة مجلود يعاني ضربة الجلاد فعلينا ان ننصح المجلود بان يصرخ في الاتجاه الرشيد وننتقد ونلوم الجلاد. وأبدى استغرابه من ان تعتقل السلطة 7 ألف مواطنا في 7/7بعدن منهم 280 لا يزالون رهن الاعتقال بينما عجزت عن إلقاء القبض على قاتل القبيطة الأبرياء . وأكد ان الحزب الاشتراكي اليمني لا يدعي تمثيل الجنوب فهو من جاء بمشروع الوحدة اليمنية . وتطرق أيضا إلى حادثة استدعاءه للعودة إلى صنعاء بجانب نشطا سياسيين كانوا ضمن إحدى اللجان الرئاسية المكلفة بحل النزاع القائم بين أتباع الحوثي والسلطات اليمنية بعد مقابلة عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين بصعده بيومين , وبعد ان توصلت اللجنة إلى اتفاق يقضي باستكمال الحوار بين الطرفين وحققت نجاحات ملموسة في ذلك الشأن. واستبعد النقيب إجراء حوار في الوقت الذي تسفك فيه الدماء في المحافظات الجنوبية وحرب سادسة تلوح في أفق محافظة صعده , وأكد ان أي حوار لا يلامس قضايا الناس فهو حوار عقيم . وطالب السلطة بالجلوس مع الأحزاب وفرقاء السياسة بما فيهم اللذين وقعوا على اتفاقية 30 نوفمبر من العام 89 وكل من شارك في انجاز مشروع الوحدة الوطنية وأصحاب الشأن من المحافظات الجنوبية ومحافظة صعده على مائدة الحوار للتوصل إلى حل عادل يخرج البلد من مشاكله ويجنبه ويلات مستقبله المجهول. وخاطب أبناء المحافظات الجنوبية بان مشكلتهم ليست مع أبناء المحافظات الشمالية أو المشروع الوحدوي إنما مع سلطة فاسدة حولت الوحدة إلى منجز شخصي لمجموعة من المتنفذين. واختتم انه إذا لم يتداعى العقلاء لإنقاذ البلاد فان اليمن سينقسم إلى عدة شمالات وعدة جنوبات – حد تعبيره.