أصدرت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني يوم الثلاثاء بياناً بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لثورة أكتوبر فيما يلي نصه: بيان الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة: تهل علينا الذكرى السادسة والأربعون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وبلادنا تعيش العديد من الأزمات الناجمة عن فشل النخبة الحاكمة في القيام بواجباتها التي يلزمها بها الدستور والقانون تجاه الشعب مما خلق جملة من المواقف الرافضة لهذه السياسات والباحثة عن مخرج ينقذ البلاد من الاندفاع نحو الهاوية السحيقة. إن قيام وانتصار ثورة الرابع عشر من أكتوبر وتحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م قد مثل انتصارا لإرادة التحرر والانعتاق والتقدم وهزيمة ساحقة للاستعمار والتبعية والتخلف وبوابة نهوض وطني نحو آفاق المستقبل. فعندما اندلعت الثورة كان هاجس مناضليها الأوائل يتجه صوب انعتاق الوطن من التبعية للاستعمار والانتصار لكرامة المواطن والوطن، والشروع في معركة النهوض الاقتصادي والاجتماعي وتحسين الحياة المعيشية والخدمية للمواطنين. إن أهمية ثورة الرابع عشر من أكتوبر لا تنحصر في طرد الاستعمار وبناء الدولة الوطنية الجديدة على أنقاض أكثر من ثلاث وعشرين سلطنة وإمارة ومشيخة، والشروع في وضع أسس الدولة الوطنية الحديثة، بل وفي ما حققته من تحولات اقتصادية اجتماعية وثقافية جاءت لتخدم مصالح الشرائح الاجتماعية الفقيرة من خلال تعميم التعليم والتطبيب المجانيين، وتوفير فرص العمل لكل القادرين عليه واعتباره حقا دستوريا لكل مواطن ومواطنة وتمكين المرأة من الحصول على كامل حقوقها الإنسانية والانخراط في المشاركة السياسية والاجتماعية على قدم المساواة مع أخيها الرجل فضلا عن بسط حضور الدولة في كل أرجاء الشطر الجنوبي وإيصال الخدمات الضرورية إلى كل مدن وقرى البلاد وتحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية التي ظلت مفقودة على مدى عقود. لقد مثلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر استمراراً طبيعيا للوجه المشرق لثورة السادس والعشرين من سبتمبر باعتبارهما ثورتين ضد الظلم والتخلف والتمييز ومن أجل العدل والحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وبناء الدولة الوطنية الحديثة. لقد تعرضت ثورة الرابع عشر من أكتوبر للاحتواء وتفريغها من مضمونها مثلها مثل ثورة سبتمبر ومشروع الوحدة والنظام الجمهوري، فلقد جاءت نتائج الحرب الظالمة في العام 1994م لتشكل تراجعا واضحا عن الأهداف العظيمة لهذه الثورة، بل وللتراجع عن ما كانت الثورة قد حققته من إنجازات، وتعريضها للهدم والتدمير وتفريغ الثورة من مضمونها الوطني، وتحويل الاحتفال بها إلى ظاهرة مهرجانية لا تمت بصلة لحياة الناس ومعاناتهم ولا للتضحيات الجسيمة التي قدمها المناضلون في سبيل الثورة، بل لقد غدت ذكرى الثورة نفسها منجزا من المنجزات التي يمن علينا الحكام بأنهم هم من حققوها لنا. إن الحركة الاحتجاجية التي تشهدها المحافظات الجنوبية منذ ما يقارب ثلاث سنوات إنما تعبر في ما تعبر عن الرفض لما تعرضت له ثورة الرابع عشر من أكتوبر ومنجزاتها من احتواء وتفريغ وما أصاب تاريخها من تشويه وتزوير، وإن الحزب الاشتراكي اليمني إذ يعبر عن تمسكه بمشروعية المطالب الدستورية والقانونية التي يطرحها المنخرطون في الفعاليات الاحتجاجية السلمية، فإنه يدين سياسة القبضة الأمنية التي تتعامل بها السلطة مع تلك الفعاليات سواء من خلال إطلاق النار على المحتجين وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء أو من خلال فتح المعتقلات للناشطين السياسيين دونما أمر قضائي أو تقديم التهم المفبركة ضدهم بعد احتجازهم تعسفيا لشهور متواصلة دون أي وجه قانوني. إن الوجه الحقيقي لثورة أكتوبر لا يمكن استعادته إلا من خلال استعادة القيم الوطنية التي من أجلها أتت الثورة وهي قيم العدل والحق والمواطنة المتساوية والشراكة الوطنية بكل معانية، وإنها حالة الإقصاء والاستبعاد والحصار والتمييز والقمع التي يتعرض لها الجنوب باعتباره منطلق الثورة والشريك الرئيسي في المشروع الوحدوي السلمي الديمقراطي الذي جرى وأده في السابع من يوليو 1994م. إن الحزب الاشتراكي اليمني إذ ينظر بغاية القلق إلى ما تعيشه البلاد من تدهور يؤكد على التمسك بما احتوته وثيقة الإنقاذ الوطني الصادر عن لجنة الحوار الوطني باعتبارها تمثل بصيصا من الضوء يمكن أن يساهم في تجنيب البلد الوقوع في هاوية الانهيار والتشظي والتمزق. صادر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني – صنعاء 13 أكتوبر 2009.