احتفلت اليمن اليوم الأربعاء بالعيد ال 46 لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة التي أنهت الاستعمار البريطاني في جنوب البلاد ، وأقيم حفل رسمي بصنعاء حضره قيادات الدولة ، وغابت عنه قيادات تكتل أحزاب المشترك المعارضة ، باستثناء رئيس حزب التجمع اليمني الإصلاح محمد اليدومي . وفي تناولات الحدث من قبل أقطاب الأحزاب البارزة منذ إعادة تحقيق الوحدة عام 90 ( المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" ، والحزب الاشتراكي اليمني وشريكة في المشترك التجمع اليمني للاصلاح المعارضين) ، تجاهل الأول الإشارة للمناسبة فيما أعدها الثاني مناسبة لتأكيد إن استعادة الوجه الحقيقي لأكتوبر يتمثل في إنها الإقصاء الذي يتعرض لها الجنوب ، أما "الإصلاح" الإسلامي فهنأ أبناء الشعب اليمني بالمناسبة ، مطالبا بإعادة وهج الثورة، وتحقيق ما كان يصبوا إليه الثوار والمناضلون، ومن ورائهم الشعب اليمني. ومع تجاهل المؤتمر الشعبي الحاكم الاشارة للمناسبة والاكتفاء بالاحتفال الرسمي وكلمة وتهنئة الرئيس لشعبه، قال الحزب الاشتراكي اليمني ان الذكرى السادسة والأربعون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة تأتي واليمن تعيش العديد من الأزمات الناجمة عن فشل النخبة الحاكمة في القيام بواجباتها التي يلزمها بها الدستور والقانون تجاه الشعب مما خلق جملة من المواقف الرافضة لهذه السياسات والباحثة عن مخرج ينقذ البلاد من الاندفاع نحو الهاوية السحيقة. الاشتراكي وفي بيان صادر عن أمانته العامة والذي أشار إلى إن قيام وانتصار ثورة الرابع عشر من أكتوبر وتحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م ، مثل انتصارا لإرادة التحرر والانعتاق والتقدم وهزيمة ساحة للاستعمار والتبعية والتخلف وبوابة نهوض وطني نحو آفاق المستقبل ، اعتبر أن أهميتها لا تنحصر في طرد الاستعمار وبناء الدولة الوطنية الجديدة على أنقاض أكثر من ثلاث وعشرين سلطنة وإمارة ومشيخة، والشروع في وضع أسس الدولة الوطنية الحديثة، بل وفي ما حققته من تحولات اقتصادية اجتماعية وثقافية جاءت لتخدم مصالح الشرائح الاجتماعية الفقيرة من خلال تعميم التعليم والتطبيب المجانيين، وتوفير فرص العمل لكل القادرين عليه واعتباره حقا دستوريا لكل مواطن ومواطنة وتمكين المرأة من الحصول على كامل حقوقها الإنسانية والانخراط في المشاركة السياسية والاجتماعية على قدم المساواة مع أخيها الرجل فضلا عن بسط حضور الدولة في كل أرجاء الشطر الجنوبي وإيصال الخدمات الضرورية إلى كل مدن وقرى البلاد وتحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية التي ظلت مفقودة على مدى عقود. واكد الحزب الاشتراكي واحدية الثورة اليمنية شمالا وجنوبا وقال" مثلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر استمراراً طبيعيا للوجه المشرق لثورة السادس والعشرين من سبتمبر باعتبارهما ثورتين ضد الظلم والتخلف والتمييز ومن أجل العدل والحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وبناء الدولة الوطنية الحديثة". واعتبر الاشتراكي أن نتائج الحرب صيف العام 1994م شكلت" تراجعا واضحا عن الأهداف العظيمة لهذه الثورة، بل وللتراجع عن ما كانت الثورة قد حققته من إنجازات، وتعريضها للهدم والتدمير وتفريغ الثورة من مضمونها الوطني، وتحويل الاحتفال بها إلى ظاهرة مهرجانية لا تمت بصلة لحياة الناس ومعاناتهم ولا للتضحيات الجسيمة التي قدمها المناضلون في سبيل الثورة". وأضاف "لقد غدت ذكرى الثورة نفسها منجزا من المنجزات التي يمن علينا الحكام بأنهم هم من حققوها لنا". وبحسب بيان الاشتراكي فإن الحركة الاحتجاجية التي تشهدها المحافظات منذ ما يقارب ثلاث سنوات إنما تعبر في ما تعبر عن الرفض لما تعرضت له ثورة الرابع عشر من أكتوبر ومنجزاتها من احتواء وتفريغ وما أصاب تاريخها من تشويه وتزوير. وفيما عبر الحزب الاشتراكي اليمني عن تمسكه بمشروعية المطالب الدستورية والقانونية التي يطرحها المنخرطون في الفعاليات الاحتجاجية ، ادان ما وصفها "سياسة القبضة الأمنية التي تتعامل بها السلطة مع تلك الفعاليات ". وأكد الاشتراكي إنه استعادة الوجه الحقيقي لثورة أكتوبر لن يتم إلا من خلال استعادة القيم الوطنية التي من أجلها أتت الثورة وهي قيم العدل والحق والمواطنة المتساوية والشراكة الوطنية بكل معانية، وإنها حالة الإقصاء والاستبعاد والحصار والتمييز والقمع التي يتعرض لها الجنوب باعتباره منطلق الثورة والشريك الرئيسي في المشروع الوحدوي السلمي الديمقراطي الذي جرى وأده في السابع من يوليو 1994م. من جهته هنأ التجمع اليمني للإصلاح أبناء الشعب اليمني بالمناسبة ، وقال موقع الحزب "الصحوة نت" نقلا عن رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة عدن أنصاف مايو إن ثورة ال14 من أكتوبر كانت محطة تاريخية فاصلة في مسيرة الوطن، سجل فيها اليمنيون أروع البطولات والتضحيات في سبيل التحرر من براثن الاستعمار والظلم، والانتقال إلى أفياء الحرية والاستقلال. ودعا المسئول "الإصلاحي " السلطة إلى إعادة وهج الثورة، وتحقيق ما كان يصبوا إليه الثوار والمناضلون، ومن ورائهم الشعب اليمني، وما كانوا يتطلعون إليه من بناء دولة المؤسسات والقانون، وتعزيز المسار الشوروي الديمقراطي، وتكريس التلاحم الوطني، وصناعة وطن ينعم فيه الجميع بالأمن والرخاء والاستقرار. وحيا المناضلين والثوار، وترحم على الشهداء منهم، داعياً أبناء الشعب اليمني إلى التلاحم والاصطفاف، والحفاظ على الوحدة المباركة، والتمسك بالنضال السلمي كطريق وحيد لانتزاع الحقوق والحريات وإحداث عملية التغيير المنشود.