لقي جنديان من الجيش السعودي مصرعهما وأصيب خمسة أحدهم إصابته حرجة برصاص المسلحين الحوثيين الذين يخوضون قتالاً مع جيش المملكة منذ قرابة أسبوعين على الحدود اليمنية السعودية. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن مستشفى صامطة بجيزان استقبل جثتي الجنديين أحمد بن سعيد العمري وعبدالله كلندار العبدلي. وذكرت تلفريونات عربية أن الجيش السعودي قد يضطر إلى إنزال مظلي لمواجهة المسلحين الحوثيين الذين اتضح أن نحو أسبوعين من القصف الجوي العنيف للطيران السعودي لم يستطع طردهم من المناطق السعودية التي هاجموها بحجة سماح المملكة للجيش اليمني بمهاجمتهم من أراضيها. وليلة السبت، شن الطيران السعودي خمس غارات جوية على مناطق في الملاحيط و حيدان وشدا و الحصامة وجبل ظهر الحمار وفقاً لبيان صادر عن جماعة الحوثيين. ويبدو أن جهل الجيش السعودي بطريقة قتال الحوثيين دفعه إلى إعلان "تطهير" الأراضي السعودي منهم بعد قصف مكثف في أيام القتال الأولى ليتضح مؤخراً أنهم مازالوا متحصنين في جبل الدخان. وبالرغم من إعلان مساعد وزيرا لدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان إنهاء تواجد المسلحين الحوثيين من جبل الدخان الذي هاجموه قبل أسبوعين إلا أن الإعلام السعودي عاد ليتحدث عن استمرار تسلل الحوثيين إلى الأراضي السعودية. من جهتها، ذكرت صحيفة الحياة العربية أن القوات السعودية رصدت يوم الجمعة في المناطق الحدودية مخابىء محصنة مموهة بأشجار، يستخدمها الحوثيون لنصب مكامن. وأضافت الصحيفة أن الحوثيينن يلجأون إلى "حيوانات مفخخة" في هجماتهم على مواقع القوات السعودية التي "أحبطت العديد من هذه الهجمات في الأيام الأخيرة". ويستخدم الجيش السعودي الطائرات المقاتلة وبينها الأباتشي والمدفعية لقصف تحصينات الحوثيين في جبل الدخان والمناطق المجاورة لكن ذلك لم يحسم القتال. وأعلنت المملكة أنها أخلت 240 قرية من سكانها قريبة من مناطق القتال في مؤشر على اتساع رقعة المواجهات. ويتحاشى الجيش السعودي الالتحام البري المباشر مع المسلحين الحوثيين لتفادي أسر مزيد من الجنود السعوديين والاستيلاء على سلاح سعودي وهو ما يوقع المملكة في الحرج ويقلل من مكانتها الإقليمية. وكان انكماش الحوثيين بعد الضربات الجوية السعودية في الأيام الأولى أغرى الأمير خالد بن سلطان ليصرح بعزم الجيش السعودي دحر الحوثيين لعشرات الكيلومترات داخل الأراضي اليمنية. وبدأت المواجهات بين القوات السعودية والحوثيين يوم 3 نوفمبر الجاري حين قال الحوثيون إن السعودية سمحت للجيش اليمني بإقامة قاعدة في جبل الدخان لمهاجمتهم مما دفعهم إلى مهاجمة القاعدة والاستيلاء على الجبل الواقع في أرض سعودية طبقاً لاتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين عام 2000. ويقع جبل الدخان في نطاق محافظة جيزان وهي أرض يمنية آلت بالقوة إلى المملكة العربية السعودية منذ عقود وحسمتها اتفاقية عام 2000 بين نظامي الرئيس علي عبدالله صالح والعاهل السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز.