أعلن المسلحون الحوثيون مساء الجمعة أنهم أسروا مجموعة من جنود الجيش السعودي والاستيلاء على عتاد وآليات خلال تصديهم لهجوم بري للجيش السعودي في تطور درامي للأحداث المتسارعة على الحدود اليمنية السعودية. وقال بيان لمكتب زعيم الحوثيين "انكسر الزحف السعودي الغاشم على الأراضي اليمنية، بعد أسر مجموعة من جنوده والاستيلاء على عدد من سياراته العسكرية المتنوعة وكذلك العتاد والمؤن وهرب بقية الجنود في صورة غريبة إلى عمق الأراضي السعودية وقد سيطر على مشاعرهم الخوف والهلع". وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام لتلفزيون الجزيرة إن جماعته ستبث تسجيلاً للجنود السعوديين الأسرى . وحذر الحوثيون النظام السعودي من الاستمرار في "انتهاكه للسيادة اليمنية" وفق البيان الصادر عنهم. وواصل سلاح الجو السعودي يوم الجمعة قصف المناطق الحدودية مع اليمن في الملاحيط وقرى حدودية بعد أن قصف يوم الخميس مناطق في الملاحيط ومران والمنزالة والحصامة. ونقلت تلفزيونات عربية عن السعودية أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد من تصفهم بالمتسللين اليمنيين حتى تأمين حدودها. وتأتي السعودية في صدارة الدول المستوردة للأسلحة في منطقة الشرق الأوسط لكن دخولها في قتال مع جماعة الحوثيين يوقعها في حرج سياسي وضغط إعلامي كبيرين، يحجمان وزنها الإقليمي خصوصاً إذا لم تستطع حسم القتال في فترة قصيرة. وبدأت المواجهات بين القوات السعودية والحوثيين حين قال الحوثيون إن السعودية سمحت للجيش اليمني بإقامة قاعدة في جبل الدخان لمهاجمتهم مما دفعهم إلى مهاجمة القاعدة والاستيلاء على الجبل الواقع في أرض سعودية طبقاً لاتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين عام 2000. ويقع جبل الدخان في نطاق محافظة جيزان وهي أرض يمنية آلت بالقوة إلى المملكة العربية السعودية منذ عقود وحسمتها اتفاقية عام 2000 بين نظامي الرئيس علي عبدالله صالح والعاهل السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز. وتسارعت التطورات الميدانية بشكل متسارع على الحدود اليمنية السعودية بعد أن كان الحوثيون استولوا على جبل الدخان يوم الاثنين الماضي. وتأتي هذه التطورات بعد أن كان مصدر مستقل ذكر للاشتراكي نت أن الحوثيين ألقوا القبض على ضابط كبير في المخابرات السعودية في قرية بليلة بمنطقة الحصامة الحدودية بينما كان في مهمة تنسيقية. وقال المصدر إن الحوثيين ألقوا القبض على معجب بن سعيد الزهراني خلال هجوم خاطف فجر يوم الخميس. والزهراني ضابط قديم وكان يتولى أحياناً التنسيق بين القبائل اليمنية وولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز . ولم يعلن الحوثيون عن اعتقال الزهراني. وقال مصدر قريب منهم إنهم لا يحبذون إعلان مثل هذه العمليات. وهي العملية التي قد تفيدهم خلال التفاوض على المعتقلين من أنصارهم لدى السلطات اليمنية والسعودية على حد سواء. وعلى الرغم من التحالف الوثيق بين نظام الرئيس علي عبدالله صالح ونظام الحكم في السعودية وتعافي العلاقات بين البلدين، إلا أن الحوثيين سيبدون في نظر كثيرين من اليمنيين أبطالاً يدافعون عن السيادة اليمنية وذلك بفعل أعوام من سوء المعاملة التي يقول مهاجرون يمنيون في المملكة إنهم يتلقونها على يد السلطات السعودية. كما يشعر قسم واسع من اليمنيين أن اتفاقية 2000 كانت مجحفة بحق اليمن وضمت أراضي يمنية شاسعة إلى السعودية ولم تبق على الامتيازات التي كانت ممنوحة لليمنيين في المملكة بموجب اتفاقية الطائف المنعقدة في 1934 .