قالت مجموعة تضم 16 جماعة حقوقية في تقرير يوم الثلاثاء ان المجتمع الدولي خذل سكان غزة بفشله في إنهاء حصار اسرائيلي للسماح باعادة بناء القطاع الذي دمر في حرب يناير كانون الثاني الماضي. وجاء في التقرير أن اسرائيل تنتهك القانون الانساني الدولي بفرضها "عقابا جماعيا" في شكل حصار جائر يعاقب جميع السكان عن أفعال قلة منهم. وقال التقرير ان السلطات الاسرائيلية سمحت فقط بعبور 41 شاحنة تحمل مواد للبناء الى غزة منذ انتهاء هجومها العسكري الذي استمر ثلاثة أسابيع في يناير الماضي. وأضاف أن هناك حاجة الى الالاف من مثل هذه الشحنات لترميم المساكن. وقال جيريمي هوبس المدير التنفيذي لمنظمة اوكسفام الدولية "خذلت القوى العالمية المواطن العادي في غزة بل خانته"" وأضاف في بيان "فركت يديها وأصدرت البيانات ولكن لم تتخذ اجراء يذكر له مغزى لمحاولة تغيير السياسة المؤذية التي تمنع الاعمار وتعافي الافراد والاقتصاد". ونشر التقرير الذي وضعته 16 جماعة دولية وغربية واوروبية تنشط في مجال المعونات الانسانية وحقوق الانسان ليتزامن مع الذكرى السنوية للهجوم الاسرائيلي. ويمنع الحصار الاسرائيلي دخول مواد مثل الاسمنت والصلب الى قطاع غزة الذي يسكنه 1.5 مليون نسمة وتسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهو ما يعرقل إعادة البناء على الرغم من وعود بمعونات بمليارات الدولارات. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان منفصل جددت فيه نداءها رفع القيود على حركة الناس والبضائع "اليوم وبسبب الاغلاق لا تزال إعادة الإعمار واسعة النطاق أمرا مُستحيلا". واضافت اللجنة ان البنية الأساسية في القطاع متهالكة بسبب نقص قطع الغيار وان "السكان يعيشون تحت التهديد المستمر لانهيار خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء". وتقول اسرائيل ان الحصار الذي تفرضه حول غزة بمساعدة مصرية يقيد دخول المواد التي يمكن ان تستخدم لاغراض عسكرية بواسطة حماس والجماعات المسلحة الاخرى التي تتهمها بأنها عازمة على تدمير الدولة اليهودية. وحمل ييجال بالمر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية حماس مسؤولية القيود. وقال "ينبغي على من يريدون انفتاحا حرا لغزة على العالم أولا وقبل اي شيء وقف حكم حماس الارهابي حتى يمكن ان تعمل المعابر الى اسرائيل ومصر دون مخاوف". وحث واضعو التقرير الاتحاد الاوروبي على اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة لضمان رفع الحصار. وقال ان 90 في المئة من سكان غزة يعانون انقطاعا في الكهرباء تتراوح من أربع الى ثماني ساعات يوميا. وأضاف ان ضعف جودة المياه مصدر قلق كبير أيضا لوكالات المعونات مع تسبب الإسهال في 12 في المئة من وفيات الاطفال. وشنت اسرائيل هجومها على غزة في ديسمبر كانون الاول الماضي في محاولة لوقف عمليات اطلاق الصواريخ على أراضيها. وذكرت مجموعات حقوقية أن عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة تجاوز 1400 قتيل وتقدر اسرائيل العدد بنحو ألف وتقول ان 13 اسرائيليا قتلوا.