قال مبعوث طهران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين إن ايران أعادت مخزونها من اليورانيوم المخصب تحت الارض بعد أن أخذت منه الكمية التي ستحتاج الى رفع مستوى تخصيبها الى درجة نقاء تبلغ 20 في المئة. وقالت ايران ان الهدف من خطوة رفع مستوى التخصيب سلمي وهو صنع الوقود اللازم لتشغيل مفاعل لانتاج النظائر المشعة للاغراض الطبية. ويشك المسؤولون الغربيون ومفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تفسير ايران لهذه الخطوة لانها لا تملك القدرات الفنية اللازمة لتحويل اليورانيوم عالي التخصيب الى قضبان وقود للمفاعل الذي ينفد محزونه من الوقود المستورد من الارجنتين. وهم يخشون أن يكون هدف ايران هو التقدم خطوة أخرى على طريق تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة ذرية اذا قررت أن تصنعها. وقالت ايران انها بدأت التخصيب لدرجة 20 في المئة في نطنز الشهر الماضي لشعورها بالاحباط من انهيار خطة تدعمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقضي بأن تزودها القوى الكبرى بقضبان الوقود للمفاعل. وتساءل دبلوماسيون غربيون عن سبب اقدام ايران على اخراج الجزء الاكبر من اليورانيوم منخفض التخصيب وقدره 1.95 طن من محطة التخصيب الرئيسية تحت الارض في نطنز حيث تزيد هذه الكمية كثيرا عما يلزمها لانتاج الوقود الخاص بالمفاعل في الاجل المتوسط. وقال علي أصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين ان اخراج اليورانيوم "هو فحسب لانتاج المادة اللازمة لمفاعل البحوث الايراني. ولهذا عادت الحاوية (الان) الى مكانها الاصلي." ونفى تقارير اعلامية بأن تلك الخطوة قد تكون استفزازا متعمدا لخصوم ايران مثل اسرائيل التي تعتبر برنامج الطاقة الذرية الايراني تهديدا لوجودها. وتكهنت التقارير بأن المتشددين الايرانيين كانوا يريدون استفزاز اسرائيل حتى توجه ضربة جوية الى المخزون النووي الايراني لتوفير ذريعة لايران كي تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطور أسلحة نووية باعتبار ذلك أولوية أمنية وطنية. وأضاف سلطانية في فترة استراحة خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة " لمعلوماتكم لم نحرك الكبسولة الا لانهم كانوا بحاجة اليها لاسباب فنية وقد أعادوها. استخدمنا المادة التي نحتاجها لمفاعل البحوث في طهران." واستبعد دبلوماسيون في فيينا احتمال ان يكون لاخراج هذه الكمية من الوقود منخفض التخصيب الى سطح الارض أسباب سياسية. وقال دبلوماسي رفيع قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية " السبب الارجح هو أن ايران كانت بحاجة الى حاوية أكبر تتيح التغذية المنتظمة (لاجهزة الطرد المركزي) بضغط كاف للتخصيب الى درجة 20 في المئة." وأضاف لرويترز "على أي حال هذه الحاوية يمكن تحريكها جيئة وذهابا بين منشآت نطنز خلال نصف ساعة أو نحو ذلك. لذا فبالامكان نقلها بسرعة في كل الاحوال."