نظم المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي اصبح على قائمة المعارضين لنظام الرئيس حسني مبارك، يوم الجمعة 25 يونيو/حزيران في مدينة الاسكندرية تظاهرة مناهضة للتعذيب ضمت قرابة 4000 شخص. وتوجه البرادعي، الذي وضع على سترته ميدالية ذهبية تحمل هلالا وصليبا كتب عليها "شعب واحد"، إلى أسرة خالد سعيد "شهيد الطوارئ"، وقدم لها تعازيه، حيث رحبت الاسرة بوجوده ومشاركته لحزنهم ومطالبهم، وقال عم خالد سعيد إنهم لم يقيموا سرادق عزاء، ولن يتقبلوا العزاء في مقتل خالد إلا بعد أن يحصلوا على حقه كاملا. ثم توجه البرادعي الى مسجد سيدي جابر الشيخ المجاور وسط الاسكندرية، حيث ادى صلاة الجمعة وقاد التظاهرة التي ردد مشاركوها هتافات تنادي بوقف التعذيب واقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، ورفعوا شعارات ابرزها "لا عادلي ولا حبيب، ارحل يا وزير التعذيب". كما عبروا عن دعمهم لدعوة المدير السابق للوكالة الدولية من اجل تغيير نظام الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة في مصر منذ 29 عاما. وكانت حادثة مقتل خالد سعيد قد اثارت استياء واسعا في مصر خصوصا بعد ان نشرت الصحف المستقلة والمعارضة شهادات لشهود عيان قالوا فيها ان رجال شرطة ضربوا خالد سعيد في الشارع بعنف مما ادى الى موته. الا ان التقرير المبدئي للطب الشرعي الذي صدر منذ يومين اكد رواية وزارة الداخلية عن ابتلاعه لفافة مخدر تسببت في اختناقه. هذا وتأتي مظاهرة "جمعة الغضب" بعد يوم من حصول البرادعي على حكم قضائي يلزم الحكومة بالتصديق على توكيلات للمواطنين الراغبين في تفويضه بالعمل على إجراء تعديلات دستورية وقانونية في البلاد تمكنه من الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة. وشارك في التظاهرة شباب من حركة 6 ابريل الذين التفوا حول البرادعي واصبحوا النواة الصلبة لحملته، وكذلك شباب من جماعة "الاخوان المسلمين" وممثلين لمختلف القوى السياسية المعارضة من بينهم رئيس حزب الغد ايمن نور والنائب الناصري حمدين صباحي والعديد من المثقفين وناشطات مصريات اسسن منذ فترة حركة "نساء من اجل التغيير" التي تدعم البرادعي. وقامت المظاهرة وسط حراسة مشددة من شرطة مكافحة الشغب، حيث قال شهود انه لو سمح لهذه التظاهرة بان تتحرك 500 متر فقط لانضم اليها مئات الالاف. وكان البرادعي قد اعلن قبل ايام في تصريحات نشرتها الصحف المصرية المستقلة انه سيقود "وقفة ضد التعذيب واحتجاجا على مقتل خالد سعيد في الاسكندرية". وتسلم رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي أكثر من 3 آلاف توقيع على بيان التغيير تم جمعها بواسطة المحامين. وكان البرادعي قد اجتمع بمجموعة من محامي فرع الجمعية بنقابة المحامين في لقاء تنسيقي أكد فيه ان أسباب انضمام مصر لقائمة أكثر 60 دولة فاشلة في العالم هو فقدان المصداقية وإهدار حقوق الإنسان وتدهورالبلاد داخليا وخارجيا، واكد انه لا أمل الا بالإصلاح والتغيير والابتعاد عن الخوف الذي أكد أنه التحدي الأكبر الذي سيواجه تيار التغيير. ولخص البرادعي برنامجه في كلمة واحدة هي «الديموقراطية».