عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ياسين سعيد نعمان: على الرئيس أن يستمع لما يطلبه الشارع والقوة لن تفضي إلى نتيجة
نشر في الاشتراكي نت يوم 10 - 03 - 2011

يتولى الدكتور ياسين سعيد نعمان رئاسة المجلس الأعلى للقاء المشترك الآن؛ و«الآن» يبدو مفصلياً وفارقاً في مستقبل اليمن، وهذا يشبه الى حد ما تولي الدكتور نعمان رئاسة الحكومة بعد الأزمة التي اجتاحت الجنوب في 1986 إثر الصراع الدامي بين أجنحة الحزب الاشتراكي، وما بين دخول «نعمان» على رأس
السلطة في 86 وعلى رأس المعارضة في 2011 تبدو مفارقة قدرية غريبة، وهي أن الرجل المعروف بوسطيته ووعيه السياسي المتقدم ونخبويته ودبلوماسية خطابه قد يحمي الجبهة السياسية من اشتداد التوتر ومرحلة كسر العظم.. إلا أن البعض لا يرى وجوداً لهذه ال«مفارقة» من منطلق عدم وجود أي عِظام في
التكوينات السياسية اليمنية الرائبة، خصوصاً تلك التي تستند للمشروع السياسي المدني دون وفرة لأسباب القوة في مجتمع هجين تغلبُ على حركته منظومة عبثية من الأفكار المتضادة ورافعة تقليدية للفعل والتأثير هي من تحدد مستقبله و«تصلصله» كما تشاء.
في أول حوار لرئيس تكتل المعارضة الجديد يجريه مع الصحافة، يتحدث الدكتور ياسين بلغة المفكر السياسي، لا الزعيم الثائر كما ينتظر البعض، ولذا؛ فرق ياسين بين أداة التغيير للأحزاب السياسية التي قال عنها إنها أدوات ديمقراطية سلمية، وبين الأداة الثورية للتغيير وهي ما يُعتقد أن الشارع يعمل عليها، مفنداً في الوقت نفسه ما سماه «تشويه الحياة السياسية» حيث يعتقد ياسين أن هذا «التشويه» الذي يحمل النظام مسؤولية إحداثه سيكون سلبي الأثر على الحالة الثورية.
الحوار الذي أجراه الزميل أحمد شوقي أحمد لصحيفة «حديث المدينة» عميق، ويستحق تركيزاً أكثر مع نعمان، الرجل الذي يملأ مقعده غالباً سواءً أكان هذا المقعد سياسياً، مدنياً، فكرياً، وصولاً بالذاكرة الى المقعد الذي كان يجلس فيه رئيس أول مجلس نواب وحدوي وديمقراطي وأكثر جاذبية.
نص الحوار
في اخر مؤتمر صحفي للمشترك قلت، (انه اذا سبقنا الشارع فسنقول الحمد لله).. الآن الشارع سبقكم فكيف يمكنم ان تقولوا الحمد لله بشكل عملي؟
- نعم نقول الحمد لله وهذا ما كنا نتمناه من فترة طويلة، نحن في عملنا السياسي لم نكن بديلاً للشارع ولم نطرح انفسنا في يوم من الايام بديلاً للشارع ولذلك فان الوضع البائس من تشوه العملية السياسية الذي وجد فيه الشارع نفسه في هذا البلد وخاصة بعد ان انقلب المؤتمر الشعبي وسلطته على الحوار كان لا بد ان يتحرك ويأخذ زمام المبادرة بيده، والشيء الطيب ان الذين تحركوا هم هؤلاء الشباب الذين وجدوا انفسهم في صدارة الموقف وفي لحظة من الزمان كان لا بد ان يتحركوا ويبعثوا الامل لدى كل الاجيال التي
كانت قد فقدت الأمل في التغيير.
انت قلت ان الوضع السياسي والحالة السياسية وصلت لحالة من التشوه ألا تعتقد بان اللقاء المشترك كان جزءاً اصيلاً في هذا التشوه؟ بناءاً على المساومات والمفاوضات الدائمة دون اتخاذ موقف مبدئي؟
- أولاً دعنا نقول من هي القوى التي تشترك في تحديد العملية السياسية في هذا البلد، للأسف هناك من يرى ان هناك طرفين في المعادلة السياسية في هذا البلد، للأسف هناك من يرى ان هناك طرفين في المعادلة السياسية وهذا هو عين الخطأ، لا يوجد طرفان ولكن توجد اطراف متعددة، وهذا ما نبهنا له منذ
فترة مبكرة منذ عام 2008 حين قلنا ان الواقع السياسي وتعقيداته انتجت قوى سياسية مختلفة في اكثر من مكان في اليمن ولهذا السبب دعونا الى حوار وطني شامل لا يقتصر على طرفين كما هو معروف ولكن اعترفنا وبصورة مبكرة على ان الواقع السياسي بات ينتج اكثر من قوة مؤثرة ولا بد ان تلتقي هذه القوى
على قاعدة الحوار الوطني الشامل لتشخيص واقع المشكلة وبالتالي الانتقال الى حل، اما عن كيف تشوهت العملية السياسية حقيقة لا يمكن ان نعيد الموضوع الى اللقاء المشترك، فاللقاء المشترك يكفي انه بادر بالدعوة الى حوار وطني شامل واعترف بان هناك قوى اخرى لا بد ان تكون حاضرة في العمل السياسي وعلينا ان نأخذ مثلاً من الزاوية التي نستطيع ان نقول فيها ان الطرف الذي كان لديه خيارات اوسع هو السلطة التي ظلت تساوم وتناور بعملية الحوار حتى وصلت العملية السياسية الى ما وصلت اليه.
الآن توقف الحوار قريباً.. اللقاء المشترك دعا انصاره الى التلاحم بالجماهير، سياسياً ما الذي يريده المشترك؟ سقوط النظام مثلاً؟
- اللقاء المشترك دعا بعد ان وصلت العملية السياسية الى طريق مسدود بسبب تعنت السلطة والمؤتمر الشعبي الى تغيير النظام السياسي، وكان بذلك ينتقل انتقالاً طبيعياً مستخدماً وموظفاً كافة ادواته السياسية باعتبار ان هذه الادوات ادوات نضال سلمي ديمقراطي، وكان يطرح في البداية اصلاح النظام السياسي، ثم رفض هذا من قبل السلطة والمؤتمر الشعبي ثم طرحنا تطوير النظام السياسي وجرى التسويف خاصة بعد اتفاق فبراير الى ان وصلت العملية السياسية الى المأزق الذي وصلت إليه، وثبت بالملموس ان هذا النظام لم يعد قادراً على احداث اي تغيير بنيوي يسمح بتطويره او باصلاحه ومن هذا المنطلق دعونا الى ان الحوار في تلك المرحلة يجب ان يقوم على قاعدة تغيير النظام السياسي..
(مقاطعاً) متى كان هذا؟
- مباشرة بعد ان اسقط المؤتمر الشعبي العام الحوار في اكتوبر 2010، ودعونا الى التغيير لانه لم يعد قادراً على استيعاب اي اصلاح او تطوير واصبح جزءاً من هذه المشكلة في هذا البلد ولم يعد قادراً على ان ينتج أي حل لا للنظام السياسي ولا للبلد.
هل هذه الدعوى كانت لتغيير النظام السياسي كآلية سياسية ام اشخاص ام ماذا؟
- أولاً تحدثنا عن تغيير النظام السياسي عندما قرر المؤتمر الشعبي العام ان يسير في انتخابات بمفرده وقرر ان يتجه نحو التعديلات الدستورية، كان لا بد في هذه الحالة ان نطرح في المقابل تغيير النظام السياسي بمعنى تغيير المنهج الذي يسير عليه النظام السياسي والادوات والمتنفذين الذين احبطوا مسارات الاصلاح هذا الموضوع عبرنا عنه بوسائل مختلفة، اولاً: من خلال رفض دعوة النظام للعودة الى الحوار هي دعوة قد تجاوزها الزمن وبالتالي فان الشرط الضروري للعودة الى الحوار على نفس القاعدة والشروط السابقة وقلنا ان هذه الدعوة التي اطلقها النظام بعد ان انقلب على الحوار هي دعوة قد تجاوزها الزمن وبالتالي فان الشرط الضروري للعودة الى الحوار يجب ان يقوم على قاعدة التغيير وليس الاصلاح.
- ثانياً: قاطعت كتلة المشترك جلسات مجلس النواب وكان ذلك تعبيراً ايضاً عن الخراب الذي اصاب هذه المؤسسات او ما يسمى مؤسسات النظام السياسي القائم والتي لم تعد صالحة لان تشكل قاعدة لأي توافق ما كنا نتحدث عنه سابقاً.
- ثالثاً: طرحنا رؤيتنا لعملية التغيير وأكدنا على ان الحوار الوطني الشامل لكل القوى السياسية ضرورة ماسة للانتقال الى وضع شروط واسس جديدة للنظام السياسي وتحدثنا يومها منطلقين من وثيقة الانقاذ التي كنا قد انجزناها في مرحلة سابقة أنه لا بد من عقد اجتماعي جديد ينتظم فيه كل اليمنيون وتنتظم فيه كل القوى السياسية والاجتماعية من اجل خلق هذا النظام السياسي الجديد.
إذا سمحت لي يا دكتور.. هذا الحديث يبدو لي عائماً الى حد ما، تغيير النظام السياسي الذي طرحتموه انتم بحسب ما استطيع ان استشف الان، مبني على تغييرات دستورية، على تغييرات ربما ترجمتها شروط المشترك للحوار او ما كان يفترض ان ينتج عنه الحوار نظام انتخابي جديد، حلول معينة للقضايا الوطنية لكن دعنا نضع هذا الموضوع جانباً ونعود الى ما حصل مؤخراً؟
- لماذا نضعه جانباً.. دعني اشرح وجهة نظري لأنه ليس عائماً بل هو محدد، نحن نتحدث عن احزاب ادواتها سياسية.. وادواتها هذه تقوم على اساس النضال السلمي الديمقراطي وادوات النضال السلمي الديمقراطي معروفة وعلينا ان نفرق في هذه الحالة بين مسألتين بين التغيير بالادوات الثورية والتغيير بالادوات السلمية الديمقراطية، نحن كأحزاب ادواتنا ليست ادوات ثورية فليكن هذا واضحاً، ولذلك كنا منسجمين مع الادوات السياسية التي تمتلكها احزابنا، كون الشارع بعد ذلك خرج في حالة ثورية معينة هذا موضوع اخر، ولذلك لا يوجد تعويم في حديثي اطلاقاً.
الآن الناس خرجت الى الشارع، في اليوم التالي او الذي يليه تقريباً 12، 13 فبراير قبلت احزاب اللقاء المشترك مبادرة الرئيس ثم وضح المشترك انه قبلها ولكن بشروط، ثم انقطع الحبل. ثم قيل ان هناك اتصالات جديدة ثم انكر المشترك هذا الاضطراب اذا صح التعبير في مواقف المشترك الا يعني ذلك ان هناك ارباكاً داخل المشترك، سواءاً كان هذا الارباك بسبب تباين المواقف او بسبب الأحداث المتسارعة في الساحة؟
- اولاً انا اعتقد ان هذا تعبير غير دقيق، اللقاء المشترك في كل تعاطيه مع الشأن السياسي كما كان متاحاً كان منسجماً مع نفسه ومع ادواته السياسية، ولم يقبل المباردة بأي صيغة كانت لانه لم ير ان هناك مبادرة.
وماذا عن ما اعلنته قناة الجزيرة؟
- والله هذا الكلام يوجه لقناة «الجزيرة» وليس لنا، نحن صححنا ما تحدثت عنه قناة «الجزيرة» في حينه، نحن قلنا ان هناك افكاراً مطروحة من الطرف السياسي الذي هو قائم وموجود في الحياة السياسية، كيف نتعامل مع هذه الافكار المطروحة، وكانت لنا رؤيتنا فيما يخص التعاطي مع هذه المسألة من خلال محاولة ابقاء العملية السياسية جارية كما اسلفت، الموقف كان بالنسبة للمشترك ولا زال، إن أي أفكار مطروحة ومعروضة للنقاش او للحوار، لا يمكن اهمالها ولا بد ان يطرح المشترك رؤيته.. لكن الموقف المبدئي بالنسبة لنا دائماً كان ومنذ فترة مبكرة ان المشترك لن يقدم على اي اتفاق او على أي حوار مع المؤتمر الشعبي العام الا باشراك كافة القوى السياسية لكن هذا لا يمنع ان يطرح المشترك رؤيته فيما يخص الواقع السياسي المعاش ولذلك انطلقنا من هذه المسألة الى التالي، قلنا ان الرئيس لم يقدم مبادرة لاسباب شرحناها في حينها، ان موضوع القانون الخاص بالانتخابات حقيقة لا يعني احداً، لان الذي اتخذ القرار باحالة القانون الى مجلس النواب هو المؤتمر الشعبي العام والسلطة، ولذلك اذا ارادوا ان يعدلوا من هذا الموقف فهذا يعنيهم، التعديلات الدستورية نفس الشيء هم الذين أخذوها الى مجلس النواب واذا عدلوا هذا الموضوع فهذا خروج من المأزق الذي وضعوا انفسهم فيه، لكن النقطة التي كانت مثار الاهتمام هي قضية ان الرئيس لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة ولن يورث ولن يمدد، وهذه القضية ليس فيها تنازل كما يقال لان المادة الدستورية لا تعطي الحق للرئيس ان يترشح بعد 2013 اذا هذه ليست مبادرة وانما رد على اشاعات.. ومن وراء الاشاعات الله اعلم ربما السلطة كانت تختبر الناس، او تختبر ردود الافعال لكن يبدو ان الرئيس بحديثه هذا حسم الموضوع ونحن حينها قلنا اذا كان هناك جدية في هذا الحديث فلا بد من الانتقال الى الخطوات التي تؤكد جدية هذا الحديث الذي قطعه
الرئيس على نفسه وطرحنا رؤيتنا في هذه المسألة طبعاً بشكل محدود ولم نناقش التفاصيل، ولذلك من الخطأ ان يقال ان اللقاء المشترك وافق على مبادرة ثم تراجع، هذا كلام اعتقد انه ليس فيه الدقة الكافية، ثم ما العيب
في تصحيح اي موقف اذا تطلب الامر تصحيحه.. وهناك حرب اعلامية يواجهها
المشترك في الفترة الماضية بامكانياته الاعلامية استطاع ان يرد هنا وهناك ولكن لا زالت بعض الامور في ظل هذ الجو الاعلامي المحموم والالية الاعلامية الضخمة التي تحاول تشويه المشترك وخاصة من قبل السلطة، جعل هذه الامور تحتاج الى توضيح وانا اشكرك انك اثرت هذا الموضوع لتوضيحه.
بناء على كلامك تحدثتم في اكتوبر 2010 عن تغيير النظام وفقاً للاداة الديمقراطية السلمية الموجودة لدى اللقاء المشترك، الان هناك اداة ثورية في الشارع ربما توازي الاداة الموجودة لديكم، هل يسعى اللقاء المشترك لتغيير النظام بشكل اقوى، وما هي الاداة التي يسعى الى تغيير النظام من خلالها؟
- ستظل هناك فجوة قائمة، لا بد ان نعترف بها، بين ادوات النضال السلمي
الديمقراطي التي طبعاً هي ادوات الاحزاب وبين الحالة الثورية الموجودة في الشارع، نحن كان يهمنا بدرجة رئيسية ان نوجد قدراً من الانسجام لاعادة الاعتبار للعملية السياسية التي تشوهت ومن ثم تحقيق الانسجام في
المسارين، وفي ظل غياب العملية السياسية انا اعتقد ان الذي سيملأ الفراغ الذي سيحدثه غياب العملية السياسية هو العنف والاشاعات وهذ الاضطراب الموجود الان في الحياة بشكل عام، لذلك من الاهمية بمكان ان تقف الاحزاب كلها بشكل عام والقوى السياسية، وتنظر بعين الاعتبار الى اهمية اعادة العملية السياسية الى مجراها الطبيعي حتى تكون العملية السياسية حامية حقيقة للحالة الثورية الموجودة في الشارع.
ألن يؤدي هذا الى تراجع الحالة الثورية؟
- ابداً.
كيف؟
- اذا وظفت العملية السياسية توظيفاً صحيحاً، فهي التي ستحمي الحالة الثورية، لكن النظام يريد ضرب العملية الثورية بتسوية العملية السياسية، هو يتحدث عن حوار كذب ويتباكى على الحوار واللقاءات، في نفس الوقت يقوم بتشويه العملية السياسية لان هذا يخلق فراغاً يمكنه من خلق الاشاعة والاضطرابات، يمكنه من تسويق مشاريعه في ظل غياب العملية السياسية حتى يتمكن في الاخير من استخدام ادوات العنف ضد العملية الثورية في الشارع.. ولذلك نحن حريصون كل الحرص على اعادة الاعتبار لعملية السياسية، نحن في اللقاء المشترك اولاً يجب ان نؤكد اننا في الشارع قلباً وقالباً، نحن مع الشباب وثورتهم ونعترف بأن جيلنا فشل في خلق يمن مزدهر ومستقر على الرغم من كل التضحيات التي قدمها جيلنا، واعتقد اليوم ان الدور دور الشباب، هذا الدور يجب ان يحمى بعملية سياسية ناضجة وان تتجه هذه العملية السياسية لحماية هذه العملية الثورية الجارية اليوم في الشارع، اذا استطاع البعض ان يخلق تناقضاً ما بين العملية السياسية وهذا المزاج الثوري فانا اعتقد انه هنا تكمن المشكلة وستكون مشكلة لها ابعاد كبيرة.
اسمح لي بكلمتين حول العملية السياسية التي ستحمي الحالة الثورية..؟ من؟ وكيف؟
- أولاً من الصعب جداً ان يأتي رأي متهور ويقول لا حزبية بعد اليوم، ماذا يعني ذلك؟ الاحزاب هي شكل من أشكال العمل السياسي، إذا جرى توجيه الشارع أو توجيه العملية الثورية لضرب التعددية السياسية وضرب التعددية الحزبية فأنا اعتقد ان المشكلة هنا سترتب اثاراً سلبية على العملية الثورية وستتركها مكشوفة على كل الاحتمالات، نحن كلقاء مشترك اليوم عندما نتحدث عن حماية العملية الثورية في الشارع لا نستطيع ان نحميها إلا بالعمل السياسي الذي يجب ان يوظف بدرجة او بأخرى لمواجهة كل الاشكالات التي تواجه ضدها، فمثلاً لو قلنا رفض العنف الموجه ضد الشارع، هذا عمل سياسي كيف يتحقق حماية حق الناس في التظاهر، حماية حق الناس في التعبير، وحماية حق الشباب في كذا.. لا بد ان تدور عجلة العمل السياسي بشكل أو بآخر وهي التي من شأنها فعلاً ان تحمي هذا الشكل الموجود في الشارع.
اعود لسؤالي، من سيقوم بذلك.. وكيف؟
- نحن في المشترك نقوم بذلك ويجب ان تقوم بذلك كل القوى الاخرى، ولدينا رسالة سياسية واخلاقية لن نتخلى عنها في حماية حق الناس في التعبير والدفاع عن حقوقهم والتظاهر ورفع مطالبهم هذا حقنا.. كيف سنقوم به؟ سنقوم به في اطار العملية السياسية التي يجب ان نخرجها من التشوه الذي لحق بها.
هناك اتهامات للمشترك بمحاولة ركوب موجة هذه الاحتجاجات وان هناك خطابات ذات صبغة ايديولوجية قد تجير هذه الثورة؟
- يا سيدي العزيز أولاً نحن لا زلنا في بداية المرحلة ومن الصعب اليوم ان تصدر مثل هذه الاتهامات السريعة وان المشترك يريد ان يركب الموجة، أولاً ليس من حق أي احد ان يصادر حق المشترك السياسي والنضالي وتضحياته مهما كان ويصبح من الخفة بمكان ان يأتي أي احد ليصادر حق الاحزاب أو أي قوة
سياسية ويقول بأنها تريد ان تركب الموجة، هذا كلام في تقديري مردود عليه بأن المشترك لو اراد ان يساوم على العملية السياسية كانت أمامه فرص كثيرة للقيام بذلك ولكنه تحمل مسؤوليته ورسالته بأمانة حتى استطاع في الأخير ان يمهد الطريق لهذا الذي نحن فيه اليوم.. ومع ذلك لا يزال المشترك متهماً من كل الاطراف، متهم من السلطة انه في الشارع ومتهم من الشارع انه كذا، عموماً نترك المشترك على جنب، انا شخصياً ارى ان على الاحزاب ان تترك الشارع يتحرك بحرية كاملة بدون وصاية وان تتفاعل بقدر كبير مع الناس وان ترشد حركة الناس ولا تفرض عليهم أي وصاية من اي نوع كان، هذا الاتجاه العام انا اعتقد أننا متفقون عليه في المشترك والاحزاب التي تحترم نفسها.
انا اعتقد أيضاً انها موافقة عليه، الحراك السياسي والشعبي الذي هو عليه اليوم يجب ان لا يؤطر حزبياً وتأطيره حزبياً يفقده زخمه ومكانته، ولكن علينا ان نراعي حالة الانفلات التي يمكن ان تتشكل خارج عملية الفعل الثوري السياسي اذا لم يستطع الناس ان ينظموا انفسهم بشكل صحيح.
ماذا عن التأطير الايديولوجي الآن؟
- صدقني ان اي محاولة اليوم للتأطير الايديولوجي ليس لها في تقديري الشخصي مكانة في هذه العملية السياسية الشعبية الواسعة من أي محاولة لاقحامها من اي طرف كان فالعملية ستنتهي الى فشل.
من الذي سينتهي الى فشل؟ التأطير ام الحالة الثورية؟
- التأطير الايديولوجي كما اسميته أنت.. لان الذي حصل في الحياة السياسية والذي مهد له اللقاء المشترك.. انه انتقل بالحالة السياسية من اطارها الايديولوجي الى الحالة التي مكنت الناس من خلق مفاهيم سياسية جديدة غير صراعية في الحياة خلال الفترة الماضية، ومن الصعب اليوم اعادة انتاجها في الحالة الشعبية واي محاولة لذلك هي محاولة خاسرة تماماً.
كيف تقيمون الحالة اليمنية الآن.. وهل تعتقدون ان هذه الاحتجاجات ستؤدي الى الاطاحة بالرئيس صالح ونظامه؟
- انا اعتقد ان امام النظام اليوم فرصة للتفكير بشكل جاد، وبعيداً عن المراوغة وبعيداً عن المناورة وبعيداً عن الاسقاطات التي تقدمها النماذج التي سبقتنا سوءاً كانت نموذج مصر أو تونس أو ليبيا، التماهي مع هذه
النماذج، من قبل اي طرف اعتقد انه لن يمكن الجميع من التفكير بجدية في ايصال هذا الحراك الشعبي النبيل الى غاية نبيلة، الجزء الرئيسي من الاوراق في اللحظة الراهنة لا يزال بيد النظام والرئيس على وجه الخصوص، وأنا اعتقد ان عجلة الشارع قد دارت باتجاه التغيير، وان اي مقاومة بأي أساليب كانت سواءً بالمراوغة او القوة لن تفضي الى اي نتيجة ولذلك اعود واقول انه لا بد من احياء العملية السياسية المرافقة لهذه الثورة الشعبية حتى نستطيع ان ننقل بلدنا الى بر الأمان بخسائر اقل وتغييرات تمكن الشعب اليمني من الانتقال نحو المستقبل بصورة مشرفة، هذا الوضع انا اعتقد اليوم يصبح من الاهمية بمكان ان يفكر فيه حماة هذا النظام السياسي بشكل جاد بعيداً عن الغرور والمكابرة، وبعيداً ايضاً عن التعالي على ما يدور في الشارع، على الجميع ان يحمي عملية التغيير والانتقال بصورة تقدم هذه العملية الثورية بطابعها الراقي والنبيل.
اطلب منك ان تحدد لي بشكل مباشر نصيحتك للنظام السياسي وعلى رأسه الرئيس الآن؟ من اجل الخروج من هذه الازمة؟
نصيحتي ان يستمع بجدية لما يطلبه الشارع ولست مع الذين يتحدثون عن قلة وكثرة، الحاكم العاقل اذا خرج حتى مائة من بين عشرين مليوناً او ثلاثين مليوناً يتحدثون بصوت عالٍ ويطلبون نهاية حكمه عليه ان يستمع إليه بجدية لأن هؤلاء هم الصادقون.. والمثل الدرزي يقول: عش ما دامت الحياة تليق بك.
(مقاطعاً) طيب والتخريجة؟
- يا سيدي وانا اعتقد ان العقل اليمني لن يفقد التخريجة.. والعقل اليمني المنقسم الان كما يبدو لي ما بين التشوه بين العملية السياسية والحالة الثورية عليه ان يستعيد توازنه وعليه ان يستعيد مكانته في هذه العملية
عليه ان يفكر، يخرج من التماهي مع التجارب التي سبقتنا، اقول هذا الكلام ونبحث عما يمكن ان نعتبره نحن كيمنيين في ظل هذا الواقع الذي نعيشه مخرجاً حقيقياً يوصلنا الى ما يريده الشعب.
سألتك ولم تجبني.. هل ستؤدي هذه الاحتجاجات الى سقوط نظام الرئيس صالح؟
- انت مصر على استخدام الفاظ من نوع ما، وأنا اتحدث عن الوصول الى النتيجة التي يستطيع فيها ان يمسك الشعب اليمني مفاصل الانتقال بيده، سمها سقوطاً سمها تغييراً سمها ما شئت، المشكلة اننا نتحجر امام بعض الالفاظ ونريد ان نصبح اسيرين لها، لماذا نتحجر امام الالفاظ.
هذه هي اللغة الصحفية يا دكتور..
- أنا لا انتقد استخدامك للفظ فقط ملاحظتي ان المهم هو اكل العنب وليس قتل الناطور حسب المثل اللبناني.
لن اقول هل لديكم ضمانات.. ولكن هل تشعرون ان هناك ضمانات حقيقية في عدم حرف مسارات هذه الثورة باتجاهات معينة اذا ما نجحت؟
افضل الحديث عن هذا الموضوع من زاوية اخرى، من زاوية الحاجة للتغيير، وانا اعتقد ان هذه الحاجة لم يعد يواجهها اليوم اي بديل اخر واي بديل سيصطدم بهذه الحاجة للتغيير واذا عرقل ربما يعرقل لفترة مؤقتة ولكن الحاجة للتغيير التي تمت وتجسدت الان في هذا المطلب الشعبي الكبير، اعتقد ان الضمانة الرئيسية لها هو انها اصبحت بيد الشعب واكبر ضمانة لها هي هؤلاء الضحايا الذين سقطوا من أجل التغيير.
قصدت ضماناً لعدم انحراف مسارها. ولم اقصد ضماناً لنجاحها؟
- ماذا تعني بالمسار؟
سأكون واضحاً اكثر.. هناك شائعات تقول بان الثورة اذا نجحت فانها ستؤدي بحميد الاحمر رئيساً، وان الحديث عن رئيس جنوبي هو لن يكون أكثر من محلل، وانه.. كما يتداول شعبياً- خرجنا من احمر الى احمر؟
- يحاول اعلام السلطة ان يخرج من مأزق مواجهة الشعب بتصوير المشكلة على هذا النحو.. وانا حقيقة لم اجد اي تفسير لحديثك عن الاخ حميد الاحمر الآن، وكانه هو الطرف الاخر في المعادلة السياسية إلا بأن الاشاعات هي استجابة لمحاولات اعلام السلطة، حميد الاحمر سياسي نشط ويتطلع لبناء دولة النظام والقانون وهو عضو في التجمع اليمني للاصلاح، والاصلاح عضو في المشترك وهذا المشترك كله طرف في المعادلة السياسية وليس الاطراف كلها، ولذلك الانتقال بالعملية الى مثل هذا التفسير ليس له سوى معنى واحد وهو
التشوه العميق للحياة السياسية كما قلت والتي تجد فيها السلطة ضالتها لبث ما تريد من اشاعات.
(مقاطعاً) هذه شائعات متداولة على نطاق واسع كما قلت لك..
- ولذلك اقول انه عندما تتشوه العملية السياسية تبرز الشائعات في الوسط وفيما يخص الانحراف بمسار العملية الثورية انا لا انظر اليها من هذه الزاوية، بل انظر اليها من زاوية اخرى. وأسأل ما هي فائدة التغيير، هل من اجل ان نأتي بفلان بدلاً من فلان، هذا للأسف تسطيح لنضالات الناس وتضحياتهم ، ولا بد ان نغادر هذا الفخ الذي تضعنا فيه اشاعات السلطة، إذا كانت القصة بهذا الشكل فانا شخصياً لست مع التغيير، اذا لم يشمل التغيير تغييراً سياسياً وبناء دولة لا مركزية، واؤكد وأقول دولة اتحادية فيدرالية تضم كل اليمنيين وتعالج مشاكل هذا البلد وتخرج بهذا البلد من مأزق المركزية الجامدة، مأزق هذا المركز الذي دمرنا وأخل بالمعادلة الوطنية، فلا أجد فائدة من الحديث عن التغيير في هذه الحالة.
الى اين وصلت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وماذا بشأن ما تردد حولها من انتقادات خلال الفترة الماضيةهل تمت معالجتها؟
- لجنة الحوار ادت مهمة وطنية ولا زالت تؤدي المهمة على صعيد كل القوى السياسية، وستظل هذه العملية مستمرة، على الرغم من اني اعتقد ان اليمن في الوقت الحاضر بحاجة الى كتلة وطنية للتغيير والبناء وتشمل اللجنة التحضيرية والمشترك والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات.. الخ، لان قواعد العمل السياسي في اللحظة الراهنة تغيرت الى حد ما عما كان عليه الوضع خلال الفترة الماضية، وبالتالي آلية عمل الاحزاب واللجنة التحضيرية وآلية عمل المشترك وحتى منظمات المجتمع المدني اصبحت من وجهة نظري متخلفة عن الحاجة السياسية والوطنية في اللحظة الراهنة، هذا الموضوع الذي أطرقه هو رأي شخصي وربما يكون خلال الأيام القادمة موضع حوار ونقاش داخل اللجنة التحضيرية وداخل ايضاً اللقاء المشترك.
هل هناك مقترحات لتغيير هذه الآلية؟
- هذا الذي قلته، قلت اننا إذا لم نرتق بعملنا ونخرج قليلاً من الآلية التي كانت محكومة بطبيعة العمل السياسي قبل انتقال الناس إلى الشارع وتشكل هذه الحالة سنجد انفسنا في الأخير متخلفين عنها، ولذلك لابد من تشكيل كتلة وطنية للتغيير والبناء، هذه الكتلة الوطنية للتغيير والبناء أنا اعتقد أن بإمكانها أن تستوعب داخلها جزءا من الحالة الثورية التي يعيشها الشارع، وهذا على فكرة رأي شخصي.
بالنسبة للأحداث الأخيرة من قتل وقمع للاحتجاجات في عدن وبعض محافظات الجنوب، كمشترك ما موقفكم تجاه هذه الأحداث وأسألك عن الموقف العملي في وقف هذا القمع تحديداً في الجنوب؟
- نحن ادنا ولا زلنا ندين أعمال القمع ووقفنا ضدها ودعونا أنصار المشترك إلى الانخراط في يوم الاحتجاجات طبعاً هذا على صعيد العمل السياسي الذي نعمله الآن، وفي كل لقاءاتنا مع الشركاء الدوليين، مع القوى الدولية مع الأحزاب، طبعاً نعمل على إدارة مثل هذا العمل، ولا شك كما قلت، أن اصرارانا على اخراج العملية السياسية من التشوه الذي وضعت فيه من قبل النظام وحماية المعتصمين والمتظاهرين وسيكون هذا جزءا رئيسياً من عملنا خلال المرحلة القادمة.
مابين قيام الثورة إذا جاز التعبير في عموم البلد في اليمن ككل، وما بين قمعها الأعنف في الجنوب، كيف تقيمون وضع الوحدة اليمنية، مابين الحالة الثورية التي يرى أنها عمقت الوحدة والقمع الموجه جنوباً والذي يعتقد أنه تسبب بتراجعها؟
- جميل.. عندما كان الحراك في الجنوب، وكانت هناك حالة سكون في الشمال كانت هناك فجوة كبيرة، لم يستطع العمل السياسي أن يردم هذه الفجوة، ومع ممارسات النظام في الجنوب وإنتاج الوضع الذي انتجته خلال الفترة الماضية منذ حرب 1994 وبروز دعوات فك الارتباط وغيره كتعبير عن رفض الحالة
السياسية التي كانت قائمة، طبعاً كان كثيراً ما يتحدث الأخوة في الجنوب أنه لماذا الشمال يعيش حالة من الركود في الوقت الذي لو تحرك ايضا الشمال سياسيا وتحولت الحالة السياسية إلى حالة ديناميكية يمكن أن يردم الفجوة ويرد على الاتهامات التي تقول إن الشمال مرتاح والجنوب غير مرتاح، لأن
الصمت الذي حاصل في الشمال كان يفسره البعض يومها انه ناشئ على أن الشمال مرتاحون والجنوب غير مرتاحين، طبعاً هذا الجو الذي كان سائداً وخلق نوعاً من الإرباك في العملية السياسية، عندما تحرك اليمن الآن بشكل عام شماله وجنوبه، اتجه الجميع نحو التغيير وكان هذا واحدا من العوامل التي جعلت صوت الانفصال او فك الارتباط يتراجع ويبرز إلى الأمام حالة الوحدة الوطنية التي كنا نفتقد اليها في الفترة الماضية، كان شيئاً جميلاً، ايش الذي عملت له السلطة في هذا؟ أول شيء راحت نسبت الحركة التي نشأت بالذات في عدن واعتبرتها جزءاً من الحراك الانفصالي على حد تعبيرها، وقامت بقمعها بقوة ثم اعتقلت مجموعة من قادة الحراك لكي تصبغ على هذا العمل الذي بدأ في عدن في إطاره الوطني على أنه حراك انفصالي „بتعبيرها وتعطي لنفسها الحق بأن تقمعه بتلك القوة البشعة التي لجأت إليه، لماذا؟ اقول لأن السلطة كانت تعيش حالة استرخاء، عندما كان الجنوب يتحرك لوحده وكان الشمال يتحرك لوحده كان الجنوب يطالب بالانفصال، وكانت صعدة وشمال الشمال لوحده، وكان الشعور عندها بالارتياح لأن الجميع خارج المشروع الوطني الواحد الذي يطالب بالتغيير، عندما بدأ الجميع يلتقي حول مشروع التغيير بدأت تشعر بالخطر، ولذلك أرادت أن تعيد الجنوب إلى مساره السابق بالصورة التي كانت تفكر فيها، للأسف فضحت نفسها فضيحة كبرى باستخدام العنف بتلك الصورة في الجنوب وبمحاولة إقحام المطالبات القديمة باعتبارها هي السبب
الذي جعلها تعتقل مجموعة من قادة الحراك، وتنسب أو تدعي أنها قمعت الجنوب منطلقة من حمايتها للوحدة، بينما في الحقيقة هي لم تكن تحمي الوحدة، وإنما كانت تريد أن تبقي الوضع على ما كان عليه باعتبار انه كان مريحاً له.
على ذكر الرئيس في حديث الرئيس بكلية الطب بصنعاء قبل ايام قال إن الاحتجاجات القائمة في عموم الجمهورية تدار من تل ابيب وبإشراف امريكي وفي اليوم التالي قال مسؤول في البيت الأبيض الأمريكي أن الرئيس اتصل ليبدي أسفه حول هذا الموضوع ماذا ترون في ذلك؟
- والله انا اعتقد ان الحالتين تفسر بعضها البعض وهي تعكس حالة الارتباك الذي يعيشه هذا النظام.. إن استمرار الوضع بهذا الشكل أصبح يشكل فعلاً خطراً على هذا البلد لأن الاستمرار على هذا النحو سيجعل كلفة التغيير باهظة، النظام الذي تتخلى عنه فعالياته في اللحظات الحرجة وتتركه يتخبط هكذا لا يحتاج إلى دليل إضافي على فشله.
كيف تنظرون إلى بيان العلماء الصادر يوم أمس الخميس الثالث من مارس؟
- مسرحية رديئة بكل معنى الكلمة وهي دليل آخر على تخبط النظام، فهو يدعو العلماء ويطلب من جزء منهم اللقاء بالقوى السياسية، وعندما لا ترضيه نتائج اللقاء يطلب من الجزء الآخر إدانة القوى السياسية، نحن نطلب من العلماء والمشائخ الذين التقوا معنا أن يردوا على اولئك الذين وقعوا البيان المشبوه الذي يراد له أن يكون على غطاء لفتنة يحضر لها النظام. إن الذين وقعوا على هذا البيان سيصبحون جزءاً من الفتنة التي يحضر لها النظام هذا إن لم يكونوا بذلك هم الفتنة كلها إذا لم يتراجعوا عن الخطأ الذي ساقهم إليه النظام، إننا نسألهم أن يتقوا الله في الأمانة التي حملهم إياها العلم، (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
6 سنوات تقريباً في قيادة الحزب الاشتراكي.. إلى أين وصل الدكتور ياسين سعيد نعمان وإلى أين لم يصل مع الحزب؟
- إلى أين وصل الحزب الاشتراكي، وليس الدكتور ياسين سعيد نعمان، حقيقة السنوات التي مررنا فيها سنوات صعبة، بصعوبة الحياة السياسية بشكل عام، واجهنا كثيراً من التحديات، واجه حزبنا خطر التصفية، واجه خطر التقسيم، واجه خطر الانشقاقات، ولكن الحمد لله استطيع أن اقول أننا تجاوزنا كل هذه
المخاطر، ولم أكن أنا طبعاً السبب الرئيس في تجاوز المخاطر، ولكن كان هناك الدور الأبرز لمناضلي الحزب الذين حملوا تاريخه بمسؤولية وحملوا رسالته باقتدار رغم الزوابع الضخمة وكذا قيادة الحزب التي تتعامل بمرونة مع كل الظروف الصعبة التي مررنا بها، ونستطيع ان نقول نحن اليوم على مشارف إنجاز الدورة الانتخابية الكاملة بعد ان نجحنا في عقد مؤتمر محافظة حضرموت ومحافظة تعز، واليوم انهينا مؤتمر شبوة، والى نهاية هذا الشهر ننجز اكثر من ثمان عشرة منظمة حزبية، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد لدينا
صعوبات، الصعوبات جزء منها ذاتي وجزء منها موضوعي، الأخطر من الذاتي هو الجانب الموضوعي بسبب تشوه العملية السياسية كما قلت.. عندما لا يكون هناك في الحياة السياسية افق لتداول سلمي للسلطة،لتغييرات حقيقة تبدأ الحياة الحزبية بشكل عام تنكمش، ويبدأ الضيق داخل الأحزاب فعلا يشكل
مشكلة حقيقية لكن كلما انفرجت الحياة السياسية وقدم الخيار الديمقراطي خياره الحقيقي فيما يخص الانتقال السلمي للسلطة والتغيير المستمر تنتعش الاحزاب وتنتعش ايضا الحياة السياسية، الاحزاب اليوم ليست ايدلوجية بالشكل الذي كانت عليه بالامس، اليوم أنا لا اعبئ الحزب الاشتراكي تعبئة ايديولوجية حتى احافظ على تماسكه، الحياة السياسية الآن مفتوحة على قاعدة التغيرات السياسية التي تنشأ داخل الحياة، ولذلك انا اعتقد أن حزبنا هو الآن في المحك مع جملة الأحزاب الأخرى واستطيع أن اقول ايضاً ان تجربة اللقاء المشترك ايضاً صنعت شيئا جديداً في الحياة السياسية، واستفاد منها الحزب الاشتراكي وايضاً هي استفادت من تجربة الحزب الاشتراكي السابقة أما ما يخص الدكتور فجيلنا لابد ان يترك قيادة العمل السياسي لجيل الشباب وعلينا ان لا نثقل هذا الجيل بإحباطاتنا الكثيرة وانكساراتنا المتعددة. الطبقة السياسية اليوم بألوانها المختلفة خسرت الرهان وعليها أن لا تقذف بالحلم المهشم في وجه هذا الجيل.
نعود للجانب السياسي الشخصي، هناك حديث وشائعات- وانا هنا صحفي انقلها لا أكثر – عن خلافات تحدث بين الدكتور ياسين سعيد نعمان والأستاذ عبد الوهاب الآنسي حول بعض القضايا وبعض التصرفات والأفكار، هل هذا صحيح.. بصدق يعني؟
- أنا اولا أكن للأستاذ عبدالوهاب الآنسي كل تقدير، وعبدالوهاب الآنسي سياسي محنك ومجرب، ولديه آراؤه الجريئة التي احترمها، وبكل اعتزاز اقول إن العمل معه خلال الفترة الماضية أكسبني أنا شخصياً تجربة، قد نختلف في اطار اللقاء المشترك حول بعض النقاط هنا وهناك، ولكننا في المسار العام وفي المحطات الرئيسية كما هو الآن، نحن متفقون وإذا برزت بعض الرؤى والتباينات – وهذا شيء طبيعي- بين الحين والآخر، لكننا نحسمها على قاعدة ان هذه الكتلة الوطنية التي نشأت خلال الفترة الماضية واستطاعت أن تتصدى
للحياة السياسية لابد ان تستمر وتتعزز، وتنتقل تجربتها إن شاء الله للأجيال القادمة، نحن أحزاب عشنا صراعات خلال الفترة الماضية، وكوننا ننتقل من العمل الايديولوجي الدوغمائي إلى العمل السياسي وبالصيغة التي عليها الوضع الآن، أنا اعتقد أننا حققنا ولله الحمد نجاحاً طيباً.
البعض يقول إن لغة الدكتور ياسين سعيد نعمان في الطرح السياسي شديدة الدبلوماسية والنخبوية، وهي ما تحميه أن يكون على رأس الحربة في المواجهة مع النظام.. كيف ترى هذا الكلام؟
- أنا أعتز بمواقفي ومستعد لأن اتحمل من أجلها كل المسؤولية، ولذلك هناك لربما عند البعض لغة – دعني اقول- صدامية، أو فجة أو كذا.. كل إنسان ينام على الجنب اللي يريحه كما يقولون، لكن أهم شيء هو الموقف وأنا أعتز بهذه المواقف واشعر بأنني حقيقة انسجم مع نفسي فيها.
أخيراً ما الذي يتمناه ياسين سعيد نعمان؟
- أنا اتمنى أن يصمد الشباب الذي تصدوا لمرحلة التغيير الحاسمة في حياة هذه البلد، وأن يواصلوا هذه الرسالة التاريخية الهامة التي اعادت الأمل حتى لجيلنا الذي كان قد فقد الأمل، وأن يكون هذا التصدي والصبر محكوماً ايضاً بمزيد من الحوار الداخلي فيما بينهم ومع غيرهم، وعدم تكرار تجربة شطب الآخر بالصورة التي شهدناها في تجربتنا السياسية السابقة، عملية الشطب التي قد تنشأ في حالة أو في مرحلة أو محطة من محطات العمل السياسي سواء كانت حالة الغضب او حالة الحنق او غيرها هي واحدة من العيوب التي قد تعيق الثورة وتصيبها بمقتل، عليهم أن يقبلوا بالجميع وان يقبلوا بالرؤى المختلفة وفي نفس الوقت أن يتجنبوا الفراغ في العمل السياسي، بمعنى أن أي حركة ثورية شعبية لا يمكن اطلاقا أن يكتب لها النجاح اذا لم ترتبط بعملية سياسية ترشدها بشكل مستمر وعندما اقول عملية سياسية هنا، لا اعني عبر الأحزاب القائمة فقط ولكن عبر استنباط اشكال مناسبة للتعبير السياسي يخلقه الشباب من واقع الحالة الثورية التي يعيشونها، المهم في اللحظة الراهنة ان تدار هذه الاعتصامات بلجان تنظيمية تستطيع ان تضبط ايقاعها وفقاً لحركة سياسية منظمة لا تعتمد فقط على الشعار وانما تعتمد على قراءة دقيقة لحركة الواقع من حواليهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.