كشف تقرير قدّم امس في فعّاليات اللقاء السنوي الخامس عشر لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بصنعاء الذي يستمر ثلاثة أيام، كشف عن أن العام 2010 قد شهد تراجعاً ملحوظاً لشركات التعدين ولم يتم منح أي شركة تعدين تراخيص جديدة خلال هذا العام. وقال تقرير للهيئة حول نشاط التقييم والترويج خلال العام 2010- إنه فيما يتعلّق بأنشطة الشركات الأجنبية والمحلية العاملة في مجال المعادن الفلزية فقد شهد العام 2010 نشاطاً ملحوظاً حيث نفّذت إدارة متابعة الشركات مشروع متابعة أنشطة عدد من شركات التعدين التي كان لديها نشاط ملحوظ وخصوصاً ما يتعلّق بشركة جبل صلب "اليمن" المحدودة التي حقّقت نتائج جيّدة، حيث وصلت نسبة تنفيذ الأعمال الإنشائية في المنجم إلى أكثر من 75%. كما تم النزول الحقلي لمتابعة أعمال كل من شركة جبل صلب البريطانية- اليمنية في منطقة نهم بصنعاء وشركة كانتكس الكندية وشركة فال البرازيلية في منطقة سوار "عمران" ومنطقة الحارقة "حجة" وشركة ثاني دبي مايننج الإماراتية في منطقتي وادي مدن "حضرموت" ووادي شرس "حجة" وتم رفع تقارير عن أنشطتها الحقلية والمكتبية والصعوبات والمشاكل التي تواجه بعض الشركات. وأظهر التقرير أنه خلال العام الماضي تم إصدار عدداً من إجازات البحث وعقود الاستغلال وتراخيص إخراج العيّنات لأغراض التحليل والمشاركة في المعارض والبيع في مجال الصخور والمعادن الصناعية، بالإضافة إلى تجديد عدد من عقود الاستغلال وفقاً لقانون المناجم والمحاجر رقم 22 لسنة 2010، حيث وصل عدد إجازات البحث الممنوحة إلى 25 إجازة بحث ووصل عدد عقود الاستغلال إلى 16 عقد، كما تم تجديد 40 عقد استغلال وإجازة بحث، بالإضافة إلى إصدار 110 تراخيص إخراج عيّنات، البعض منها بهدف التحليل في مختبرات عالمية، وبالعض الآخر بهدف الترويج للبحث عن أسواق دولية، إلى جانب تصاريح لغرض البيع في بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية وكندا وسوريا والولايات المتّحدة الأمريكية وجمهورية الصين. وقال التقرير إنه من خلال تنفيذ مشروع الحصر في العام 2010 تبيّن أن إجمالي عدد المحاجر العاملة في 20 محافظة التي نفّذ فيها المسح الميداني بلغ حوالي 2741 محجراً تعمل على استغلال خامات الجبس والملح والبيوميس والاسكوريا والطين والحجر الجيري والجرانيت والرخام والتف والإجنمبرايت والبازلت والحجر الرملي والركام الصخري والركام الودياني، منها 542 محجر مستغل بطريقة تجارية و2035 محجر مستغل بطريقة حرفية و145 محجر تعمل بشكل محدود جداً، كما أن عدد العمالة في تلك المحاجر قد وصلت إلى حوالي 10712 عامل، وبلغ الإنتاج من تلك المحاجر حوالي 35.6 مليون طن من مختلف الخامات المعدنية. وقال التقرير إنه في إطار اهتمام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بالصناعات الاستخراجية والتحويلية التي تعتبر من الصناعات الأساسية لتنمية الاقتصاد الوطني وتحتل مكانة متميّزة في قطاع الصناعة وتشكّل نسبة لا يمكن تجاهلها في رفد الناتج المحلي، وتسهم إسهاماً كبيراً في تشغيل نسبة كبيرة من العمالة المحلية وتوفّر سيولة جيّدة في التعاملات اليومية. واستطرد التقرير "غير أن هذا الدور غير ملموس لدى الكثير، وعليه كان لزاماً على الهيئة من خلال مشروع المسح الصناعي التعديني إبراز الدور الذي تلعبه الصناعات المرتبطة بقطاع التعدين في رفد السوق المحلي بالمواد الخام اللازمة لكافة مشاريع البنى التحتية. وخلال العام 2010 تم التركيز على صناعة الإسمنت، وصناعة الزجاج التي تمثّل أحد أهم الصناعات الإستراتيجية بالإضافة إلى صناعة الطلاء". وقد أظهرت نتائج المسح أن صناعة الإسمنت في اليمن ازدادت منذ بداية 2007 زيادة ملحوظة وانخفضت عملية الاستيراد. أما صناعة الطلاء فهي من الصناعات الهامة في اليمن، حيث يوجد في اليمن عدد من المصانع في عدد من المحافظات، وقد تم تنفيذ النزول الميداني لثلاثة مصانع للتعرّف على المواد الخام الأولية المتعلّقة بالمعادن والصخور الصناعية حيث تبيّن أن المواد الخام الأساسية هي كربونات الكالسيوم والتيتانيوم والكاولين ومواد تلوين والمجفّفات ويتم استيرادها بنسبة 100% من الخارج على الرغم من وجودها وانتشارها بشكل كبير في اليمن. وذكر التقرير أنه تم زيارة موقع مشروع مصنع الزجاج في منطقة ثومة نهم بمحافظة صنعاء، بهدف تحديد المواد الخام الداخلة في صناعة الزجاج، حيث أن هذه الصناعة تحتاج لعدد من المواد الخام الأولية مثل رمال السليكا النقية وصخور الحجر الجيري والدولوميت والفلدسبار، والتي تتوفّر في اليمن بكميات كبيرة، إضافة إلى ذلك تستخدم عدد من الخامات المستوردة مثل رماد الصودا، والمشروع هو أوّل مصنع للزجاج في اليمن والذي يتبع الشركة العربية لصناعة وإنتاج الزجاج المحدودة وهي شركة وطنية، حيث تبيّن أن المواد الأوّلية لصناعة الزجاج وتمثّل 85% يتم إنتاجها من الخامات اليمنية، بينما تمثّل المواد المستوردة فقط 15%.