إشكالية العلاقة بين الدولة وجماعة الحوثيين ما تزال تطرح نفسها بقوة في اليمن، في ظل تطورات المشهد أمنيا وسياسيا، وخاصة تهديدات الحوثيين بالسيطرة على تعز، المدينة الإستراتيجية التي تعد الأكثر سكانا في اليمن. وفي قراءته للمشهد، اعتبر المتحدث باسم الحكومة اليمينة راجح بادي أن تهديدات الحوثيين تخالف بنود اتفاق السلم والشراكة، وقال إن الاقتراب من تعز سيكون بوابة لفتح الفتنة الطائفية، وحذّر من أن الأمر سيكون بمثابة اللعب بالنار، كون المدينة لها خصوصية وعمق ثقافي ليس لليمن وحده، بل لشبه الجزيرة العربية. ووصف بادي الوضع في البلاد بالمتأزم جدا، وقال إن اليمن يقف على مفترقين: إما تنفيذ اتفاق السلم والشراكة أو الذهاب إلى السيناريو الليبي الذي لجأت فيه القوى السياسية إلى تكوين مليشيات مسلحة. من جهته، حذّر الصحفي وليد البكس -الذي حلّ ضيفا على حلقة (28/12/2014) من برنامج "ما وراء الخبر"- من الاقتراب من تعز، وأشار إلى أن وجهاء المحافظة أعلنوا رفضهم الزج بتعز في أتون ما أسماها المهاترات. وبخلاف الموقفين السابقين، أوضح قيادي في جماعة "أنصار الله" محمد سراجي أن التهديدات لا تأتي من جماعته، وإنما ممن قال إنهم يستخدمون المفخخات ويقتلون الناس، وقال إن الناس في تعز يتقبلون الثورة وانخرطوا وتفاعلوا معها، واتهم في المقابل الإعلام بالترويج المناوئ للحوثيين. يذكر أن القيادي الحوثي صادق أبو شوارب موجود بتعز على رأس مسلحين معظمهم من محافظة صعدة. تعيينات وبشأن التعيينات الجديدة التي شملت الحوثيين، اعتبر سراجي أنها تدخل في إطار ما أسماه تصحيح مسار التعيينات والقضاء على المحسوبية والمذهبية التي قال إنها دمرت البلد في السنوات الماضية. وشدّد على أن تعيين العقيد الركن زكريا يحيى الشامي نائبا لرئيس الأركان مع ترقيته إلى رتبة لواء، يعد أمرا طبيعيا كون الشامي مواطنا يمنيا، وقال إن هناك قوى تسعى لتشويه أي قرار وطني. في حين رأى الصحفي أن التعيينات جاءت ترضية لأطراف وجهات معينة لم يسمها. وخلص المتحدث باسم الحكومة إلى أن أي تعيينات أو إصلاحات تحت أي مسمى هي "تأجيل للحظات الانفجار للأسف"، ودعا إلى ضرورة بناء جيش وطني، وأن تلتزم جميع المكونات ببنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية. وتعليقا على تصريح لقيادي حوثي جاء فيه "إن تعز لن تكون موطئ قدم "لثورة مضادة" تمولها السعودية، أكد بادي أن اليمن حريص على بناء علاقات متميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومع السعودية على وجه الخصوص، والتي قال إنها أكدت وقوفها إلى جانب اليمن. وعيَّن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأحد ضابطا من جماعة الحوثيين نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة تنفيذا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية. وجاء ذلك ترجمة لتصريحات هادي يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي اعتبر فيها الحوثيين شركاء المرحلة، وبعد أن تم دمج المسلحين الحوثيين في القوات النظامية بقرار من وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي.