مكاتب الإصلاح بالمحافظات تعزي رئيس الكتلة البرلمانية في وفاة والده    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أقرب صورة للرئيس الإيراني ''إبراهيم رئيسي'' بعد مقتله .. وثقتها الكاميرات أثناء انتشال جثمانه    كواليس اجتماع تشافي ولابورتا في مونتجويك    شباب اليمن يبدأ الاستعداد لبطولة غرب آسيا    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    الثالث خلال أشهر.. وفاة مختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    ماذا يحدث في إيران بعد وفاة الرئيس ''إبراهيم رئيسي''؟    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص خطاب الزعيم السيد عبدالملك الحوثي
نشر في الاتجاه يوم 21 - 01 - 2015


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
السلام على شعبنا اليمني الثائر، يمن العزة والإباء، يمن الكرامة والحرية، يمن الشموخ والثبات، يمن الإيمان ويمن الحكمة.

السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله تعالى وبركاته
وتحيةً خاصةً محفوفة بالإعزاز والتقدير والتبجيل للجان الشعبية، الصامدة الثابتة، الباسلة المتفانية، في رضى الله وخدمة الشعب.

وتحية خاصة محفوفة بالإكبار والإحترام والإعزاز لجيشنا اليمني العظيم، الجيش الذي أثبت مرة أخرى وطنيته وحريته ووعيه ووفاءه لبلده، وأثبت أنه يقف جنباً إلى جنب إلى مصالح هذا الشعب، وإلى جانب هذا البلد، وأنه يعي ويدرك مسؤوليته في حماية بلده، وألا يكون أبداً بأي حال من الأحوال أداةً بيد أي طرف يتآمر على هذا البلد.

أيها الإخوة الأعزاء ،، بادئ ذي بدءٍ ونحن نتحدث إليكم في هذه الليلة، ونمر بمرحلة مهمة واستثنائية، بادئ ذي بدءٍ إننا نندد بشدة بالإساءات الموجهة إلى رسول الله وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، تلك الإساءات المتكررة والتي كان آخرها ما نشر في فرنسا في بعض الصحف هناك.

إن طبيعة هذه الإساءات التي نسمع عنها بين الحين والآخر، وبعد كل آونة وأخرى، هي تدل على أن هناك لا مبالاة ولا احترام لقداسة المسلمين، ولأمة الإسلام، ولمقدسات هذه الأمة، إن النظرة التي يتعاطى بها الغرب تجاه الإسلام والمسلمين هي في مجملها نظرة عدائية قائمة على العداء وعلى الإستخفاف وعلى الإستهداف، وعلى توجيه الإهانات وعلى اللامبالاة نهائياً، هذا ما يجب أن تعيه أمتنا، وهي تمر بمرحلة مهمة تمر وتعصف بها، حالة وموجة من الإستهداف الكبير الشامل على كل المستويات.
ولقد لوحظ ضمن ما حدث في الأحداث الأخيرة في فرنسا، أن هناك أيضاً نوع من التآمر الموجه خصيصاً أيضاً إلى بلدنا اليمن، وعلى شعبنا اليمني العزيز، حيث في ظل المؤامرة التي تتحرك بها قوى الإستكبار التي تستهدف منطقتنا ككل، وبلدنا أيضاً على وجه الخصوص، نلحظ أن هناك ضمن المشروع التآمري المعبر عنه بالقاعدة، أن هناك محاولة للربط بين ما حصل في فرنسا، وبين ما يحصل في هذا البلد.

هذا هو جانب واحد فقط، من مؤامرات كثيرة تصب على بلدنا، وتستهدف شعبنا، وتستهدفنا في استقلالنا وكرامتنا وسيادتنا وأمننا، ولذلك يجب أن نكون واعين ومدركين لطبيعة ظروف المرحلة التي نمر بها، وأن نعي أيضاً مسؤوليتنا تجاه ذلك كله.

لا شك أن بلدنا الذي تعصف به الكثير من المؤامرات الخارجية يعاني على المستوى الداخلي معاناة كبيرة، فكثير من القوى الداخلية على مستوى القوى السياسية وعلى مستوى بعض المكونات لا تتعاطى مع الظروف القائمة والأخطار و التحديات الملحوظة كما ينبغي ، بمسؤولية وبوعي وبترفع عن كل الأغراض والأطماع والأهواء والرغبات والمشاريع الجزئية، أو ذات الخصوصية على المستوى الطائفي أو على المستوى المذهبي أو على المستوى المناطقي، أو غير ذلك.

إننا في هذا الظرف الذي يمر فيه بلدنا بحالة استثنائية ومرحلة حساسة ساعد على حساسيتها وتعقيدها هذا التعاطي اللاإيجابي والذي ليس بمستوى المسؤولية من البعض، وخصوصاً ممن هم في موطن القرار، في مقام المسؤولية، وفي المقدمة السلطة، التي هي المسؤول الأول عن هذا البلد وعن هذا الشعب، وعلى رأسها رئيس الجمهورية.

لقد مر بلدنا في السابق ولا يزال إلى حد الآن، لقد مر بكثير من المخاطر، وإلى جانب تلك المخاطر هناك بالتأكيد فرص حقيقية مهمة يمكن من خلال استغلالها تجاوز كل تلك المخاطر، والتخلص من حالة الإستبداد والفساد والإنعتاق من آثار ومخلفات الماضي بكل أثقاله وأوزاره وسلبياته.
ولقد حقق التصعيد الثوري في مراحله الماضية مكتسبات مهمة، ذات أهمية كثيرة، وفي مقدمتها وثيقة الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة.

لقد كانت مخرجات الحوار الوطني تمثل عقداً سياسياً شاملاً ذو أهمية كبيرة، يمكن أن يبنى عليه، لتأسيس واقع جديد، وبناء يمن جديد، وتخليص البلد والشعب مما يعانيه، وحل المشاكل المعقدة والكبيرة التي يئن منها شعبنا وتتأثر بها أوضاعه بكلها.

ولكن منذ اكتمال مؤتمر الحوار الوطني، شهدنا جميعاً كيمنيين وعرفنا كيف تم التعاطي مع تلك المخرجات، كيف عمدت القوى المسؤولة التي هي في مقام المسؤولية، التي هي رأس القرار السياسي في مقام السلطة، في موقع الحكم، إلى أن تتآمر على تلك المخرجات، إلى أن تجعلها حبيسة الأدراج! لا ترى النور! ولا تلامس الواقع! ولا تخرج إلى الواقع فعلاً وعملاً حتى يلمس شعبنا اليمني أنه فعلاً يتحرك باتجاه واقع جديد ومرحلة جديدة بناءه.

لقد كان من أهم ما تضمنته وثيقة الحوار الوطني كل ما يتعلق ببناء الدولة، بناء الدولة المنشودة، التي يتطلع إليها أبناء شعبنا اليمني العظيم بكل أطيافهم.

ولكن ما حصل كان مؤسفاً، ويثبت أن القوى السياسية التي كانت في موقع الحكم والسلطة، كان يهمها فقط وفقط وفقط أن تكسب المزيد من المكاسب، تحقق المزيد من المكاسب لها فقط، وليس للشعب، في مستوى أحزابها ومستوى مصالحها المحدودة والحصرية، بعيداً عن الشعب اليمني بكل ما يعانيه.
لماذا لم يتجهوا فعلياً بجد وصدق واهتمام إلى تنفيذ تلك المخرجات؟ لو كانوا آنذاك اتجهوا فعلياً بإرادة صادقة، وتوجه جاد، لكان شعبنا اليمني قد قطع شوطاً منذ تلك الفترة، منذ تلك اللحظة وإلى الآن.
ولكنهم لم يكونوا يريدون أبداً !

وكانوا يتوقعون مسألة الحوار الوطني مسألة ديكور وغطاء يمررون من خلاله البعض من الأشياء، ويقفزون إلى البعض، ويحاولون احتواء بعض المكونات الناهضة من أبناء هذا الشعب.
كان هذا هو توجههم ! علامة استفهام كبيرة جداً!؟

لماذا وهم في موضع القرار، ولديهم تأييد ودعم إقليمي ودولي معلن، من خلال المبادرة الخليجية ومن خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة،، كل قوى العالم تعلن أنها إلى جانبهم، لكن الذي حصل مؤسفاً.
الذي حصل هو أنهم غرقوا أكثر وأكثر في الفساد والاستبداد، وبدأ البلد يتجه إلى وضع مأساوي، إلى انهيار واضح وملموس، ساءت الأحوال في كل الإتجاهات على المستوى السياسي، على المستوى الإقتصادي، على المستوى الأمني، وبشكل كبير.
إلى أن تحرك شعبنا اليمني العظيم من جديد في تصعيد ثوري هائل وكبير، تحرك به شعبنا اليمني العظيم من كل أطيافه، من كل أطيافه.
تحركاً يمثل كل تيارات هذا الشعب اليمني، وكل أطياف هذا الشعب اليمني، ويتبنى مطالب مشروعة، هي مطلب لكل يمني ولكل يمنية، التصعيد الثوري الذي حقق إنجازه الكبير في الحادي والعشرين من سبتمبر، ومن جديد صنع فرصة أخرى، وفرصة أكثر من الفرصة السابقة، لأنه أزاح من الطريق، أزاح عقبة كبيرة من القوى النافذة التي كانت تمثل مطباً كبيراً، وحاجزاً سيئاً أمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
هذه الفرصة الأخرى التي صنعها إنجاز الحادي والعشرين من سبتمبر فرصة كبيرة مهدت الطريق وعبدت الطريق للولوج نحو تنفيذ استحقاقات وما تضمنته مخرجات الحوار الوطني.

مثّل اتفاق السلم والشراكة عقداً سياسياً يمنياً مهماً منصفاً عادلاً، لا غبن فيه لأي من القوى السياسية، ولا لأي فئة أو مكون من مكونات هذا الشعب اليمني.

أسس لشراكة جامعة فاعلة، وتضمن مضامين ذات أهمية كبيرة، على المستوى السياسي، منصوص عليها ببنود واضحة ومتسلسلة، وكذلك على المستوى الإقتصادي، وهو مهم جداً فيما يعانيه شعبنا اليمني من بؤس وفقر وحرمان ومعاناة.

وتضمنت المصفوفة الإقتصادية التي تخص الشأن الإقتصادي إجراءات ذات أهمية كبيرة جداً للحد من الفساد، ولمراعاة الفئات المتضررة من رفع مستوى الأجور، وكذلك معالجات لصالح كل الفئات المتضررة والمعانية من أبناء شعبنا اليمني، وفي المقدمة الفقراء، ولصالح أيضاً النشاط التجاري والزراعي، وغير ذلك.

هي مصفوفة واضحة ونصوص محددة تضمنتها اتفاقية السلم والشراكة، يمكن للناس أن يقرؤوها ويتأملوها نصاً نصاً.

على المستوى الأمني تضمنت الإتفاقية بملحقها الأمني والعسكري نصوصاً واضحة محددة مهمة ومفيدة.
بعد هذا الاتفاق الذي وقعته القوى السياسية والمكونات الكبيرة في البلد وقعته برضى واختيار وأصبح عقداًسياسياً ملزما بكل ماتعنيه الكلمة واعترف به العالم أجمع، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وكذلك مجلس التعاون الخليجي وأشقاؤنا في الجوار المملكة العربية السعودية، الكل اعترفوا بهذا الاتفاق وباركوه وطالبوا بتنفيذه وبهذا أصبح اتفاق يمثل عقدا سياسيا بكل ما تعنيه الكلمة وملزماً ولامبررأبداً للتنصل منه أو محاولة تضييعه أو التهرب من تنفيذ مضامينه ولكن نفاجئ من جديد أن تلك القوى تعود الى سيرتها الأولى وإلى طريقتها السابقة، مماحكات سياسية وشغل بنفس الطريقة السابقة بعيداً عن مصالح هذا الشعب وبعيدا عما يخدم هذا البلد وكذلك اتجاه في مسار آخر، الشيء الصحيح والسليم والتصرف اللائق والمسؤول والحكيم هو أن تتجه الجهود وتصب كل الجهود في سبيل تنفيذ ذلك الاتفاق مع مراعات ماهو مزمن في الاتفاق نفسه فيما نص عليه الاتفاق وفق زمن محدد وكان الشيئ الصحيح أن يتم تنفيذ ماتضمنته وثيقة الاتفاق على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الأمني، لو تحقق ذلك ولوتحركت القوى السياسية في هذا الاتجاه ولو تعاطى الرئيس بجدية كبيرة ومسؤولية عالية في هذا الاتجاه لكنا خلال الأربعة الأشهر الماضية قد لمسنا كشعب يمني وكمواطنيين يمنيين تغيراً كبيراًعلى مستوى الاستقرار والأمن متحسن الوضع الاقتصادي والواقع المعيشي والاستقرار السياسي لكان الوضع متحسنا نحو الأفضل ولشهدنا واقعا ايجابيا بشكل ملموس ولكن للأسف الشديد اتجهوا في مسار آخر بدلا من إنجاز تلك الاستحقاقات بدء من تصحيح وضع الهيئة الوطنية بدءا من تفعيل مبدأ الشراكة وإلى ما هناك من إجراءات تخص الشأن الاقتصادي والشأن الأمني والعسكري، اتجهوا هم في مسار آخر وفتحوا لهم طريقا أخرى يتحركون فيها بعيدا عن هذا كله، فماذا كان مسارهم للأسف الشديد يمكننا أن نقول أن المسار الذي اتجهوا فيه وتحركوا فيه هو مسار مضاد لكل تلك المضامين والاستحقاقات المهمة التي تضمنها اتفاق السلم والشراكة ونصت عليها وثيقة الحوار الوطني لو نأتي الى أبرز تلك الأسس والمضامين المهمة وفي مقدمتها الشراكة ، الشراكة هي ضرورة وطنية وهي استحقاق وهي شيء أساسي للتخلص من الاستبداد السياسي لا يمكن أبدا التخلص من الاستبداد السياسي إلا بالشراكة، إذا بقي الحال على ما كان عليه في السابق، قوى معينة كانت طوال المرحلة الماضية ولاتزال الى الآن تسيطر على كل مفاصل السلطة وتتحكم في القرار السياسي وتراعي دائما في موقعها في السلطة وفي مفاصل السلطة دائما تراعي مصالحها الخاصة وما تدخل فيه من مؤامرات مع قوى خارجية كيف يمكننا مع هذا الحال أن نبني دولة حقيقية ؟ الدولة المنشودة التي نصت عليها مخرجات الحوار الوطني إذا كان التوجه لتلك القوى أن تعزز من سيطرتها وأن تقوي من قبضتها على السلطة وأن لا تشرك بقية المكونات وبتمثيل عادل كما نصت عليه وثيقة السلم والشراكة كيف يمكننا بناء دولة جديدة كيف يمكننا أن نتخلص من موروث الماضي بكل معاناته؟
كيف يمكننا الوصول الى الدولة المدنية التي ننادي بها كمكونات سياسية؟ مكونات مجتمعية كيف يمكننا الوصول الى ذلك ليستمر المرض المشكلة هي ذاتها البلاء هو ذاته المعاناة هي ذاتها الشراكة التي يمكن أن تكون هي فعلا مساعداً وعاملا مهما في التوازن السياسي في البلد بحيث تراعى مصلحة كل الأطياف والمكونات لأنهم للأسف الشديد المكونات المسيطرة على مقاليد الأمور هي لا تحسب حساب بقية أطياف الشعب هي تحسب حساب ما يخصها هي أو يخص جمهورها وما شابه ذلك وتبقى فئة كبيرة من أبنا الشعب اليمني متضررة ومعانية لا أحد يبالى بها ولايفكر بها ولا يحسب حسابها لأنه للأسف الشديد طغت طغيانا شديدا الهوية الحزبية الهوية المذهبية المناطقية طغت على الهوية الجامعة، الهوية الوطنية الوطن الواحد والدين الواحد والأمة الواحدة، أصبح الكثير لايبالي بهذه ويحمل هذا الاحساس إن على مستوى الوطني تجاه كل أبنا وطنه أو على المستوى الديني تجاه كل أبناء بلده وهو الشعب اليمني المسلم أو على المستوى الإنساني وهم هناك رابطة الانسانية أو على كل المستويات البعض لا يفكر دائما الى في محيطه الصغير فحسب كل مشاريعة كل اهتماماته كل توجهاته في محيطه الصغير، ولذلك يضيق ذرعا بالآخرين ولايريد أن يقبل بالآخرين، ولذلك لم يكونوا أن يريدون أن يتقبلوا الشراكة أبدا ووقفوا موقف سلبياص جدا في مسألة الشراكة سواء تجاه مكون أنصار الله أو تجاه بقية المكونات من الأخوة الجنوبيين، أخوتنا في الجنوب هم مكونات متعددة وليس فقط مكون واحد أو تيار واحد حتى يحسب حسابه فقط ، أو بقية المكونات الناشئة والتي برزت وبرز موقفها الإيجابي في إطار التصعيد الثوري في الحادي والعشرين من سبتمبر وماقبله الشراكة التي هي استحقاق ومبدا متفق عليه وموقع عليه تلك القوى التي وقعت بنفسها بدأت تعارض وتمانع وتعترض وتتنصل وتحاول أن تضيع هذا الاستحقاق وأن تطيح بهذا الاستحقاق، مكونات في الداخل وقوى خارجية من هناك من بعيد من الخارج ترسل بإشاراتها السلبية الى تلك القوى أن لاتقبل بالشراكة سيطروا على الأمور وحدكم تحكموا كما يحلوا لكم، فلذلك فعلاً كل هذه الفترة التي مضت وهم يحاولون الوقوف في وجه مبدأ الشراكة ،الشراكة هي شيء أساسي لضمان إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية يفترض أن أهم ما في المرحلة الانتقالية استحقاقات والتزامات وواجبات ومسؤوليات متعددة لايمكن إنجازها إلا بالشراكة وإلا فستتعاطى القوى المستبدة وفق ما يحلوا لها في حدود مصالحها وفي حدود ماهو لها ولن تقبل بما هو عليها أو بما هو لمصلحة الآخرين أيضاً من أهم ما تضمنته وثيقة اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني وله أهمية كبرى تلامس واقع هذا الشعب ما يعانيه أبناء هذا البلد هو محاربة الفساد .
لأنه أضر باقتصاد هذا البلد بل دمر اقتصاد هذا البلد وأوصل هذا البلد إلى ما وصل إليه من بؤس ومعاناة وفقر كل تلك الاجراءات التي يمكن أن يستفاد منها بشكل مهم وكبير في محاربة الفساد جمدت ويتم تضييعها والإطاحة بها، وفي سياق آخر أتجهت تلك القوى وعلى رأسها الرئيس نفسه بحماية الفساد بدلاً من محاربة الفساد، حماية الفساد وامتنعوا بشدة من الشراكة في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والأجهزة ذات الطابع الرقابي ، امتنعوا بشدة من الشراكة فيها لتفعيلها لأنها كانت موجودة في كل المرحلة الماضية وموجود معها الفساد جهاز موجود والفساد موجود لم يعالج شيئاً ولم يحل مشكلة فكلما سعينا وبذلنا الجهد لإقناعهم بضرورة الشراكة في هذه الأجهزة لتفعيلها لديها إمكاناتها لديها برنامجها لديها شرعيتها في السلطة ، وهكذا لديها امكاناتها ولديها وسائلها ولديها الملفات لديها المعلومات المطلوب هو عملية تفعيل.
هذه العملية كانت يمكن أن تتحقق من خلال الشراكة فامتنعوا وحاولوا أن تبقى تلك الأجهزة بعيدة عن الشراكة ، وحاولوا أن يبدوا حساسية كبيرة جداً من أي دور بسيط ، لا يمكن حتى أن يفي بالغرض تقوم به اللجان الثورية ، اللجان الثورية مهما قامت وبذلت من جهد لكن لا يمكن أن يكون دورها فاعلاً إلا إذا تدخلت بشكل كبير كبير، وهم يضجون ويصيحون ، يصيحون منها وينادون ضدها ليلاً ونهاراً، ويصرخون بلا توقف ، إذا هم سعوا إلى حماية الفساد ولاحظوا في هذا السياق ، أستمرت عملية النهب حتى من ابن الرئيس بالمليارات ، استمرت أيضاً عملية الفساد ضمن الميزانيات التي تعتمد.
لاحظوا طالبنا ولا زلنا نصر على هذا أن تخضع موازنة 2015م ، هذه الموازنة لمراجعة من اللجنة الاقتصادية لمعالجة الاختلالات التي داخلها ،لأنها عادة تغطي الميزانية، تغطي الفساد وتكون بالشكل الذي فصل تفصيلاً، كما يفصل الثوب والقميص على كل حالات الفساد القائمة ، ولذلك أكدنا وطالبنا على ضرورة أن تخضع لمراجعة اللجنة الاقتصادية وافقوا بالبداية وقامت اللجنة الاقتصادية بالمراجعة فإذا بمجلس الوزراء يصوت على الميزانية من دون الأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات التي قدمتها اللجنة الاقتصادية ، يعني ماذا.. يعني إصرار على الفساد وعلى السرقة وعلى اللصوصية ,,وهكذا يبرمون المزيد من العقود النفطية وغيرها وعقود قائمة على أساس من الفساد فهم يتجهون بكل المسارات اتجاه معاكساً واتجاهاً مضاداً لما تم الاتفاق عليه.
لتلك العقود المهمة والأساسية اتفاق السلم والشراكة وغيره ، التلكؤ من كل الاجراءات المنصوص عليها في وثيقة اتفاق السلم والشراكة ، اجراءات مهمة يحاولون التنصل عنها والتهرب منها ، من ضمن ما يتجهون فيه ويعتمدون عليه في هذه المرحلة هو محاولة إضاعة الوقت، يعملون على إضاعة الوقت ، وهذا أمر مؤسف جداً لأنهم يعتمدون المماطلة كاستراتيجية واضحة ، المماطلة يعملون على تمرير الوقت من دون إنجاز تلك الاستحقاقات ، إتجهوا أيضاً إلى فتح جبهات جديدة وخلق أزمات مستجدة كما هو أسلوبهم في الماضي ، الذي يعتمد بالدرجة الأولى على إدارة البلد بالأزمات .
يعتمدون على هذا الأسلوب اتجهوا من جديد إلى نفس هذا الأسلوب تواطئ واضح مع القاعدة ، توفير للامكانات لها دعم لها ، حتى تكون هي رأس حربة في مواجهة الثورة الشعبية ، والتصدي للثورة الشعبية وإغراق البلد في الفوضى مكنوها من الانتشار إلى محافظات ورفض الرئيس أن يعلن قرار الحرب وأن يحرك الجيش بالاتجاه الصحيح ، للتصدي لها ، أكثر من ذلك دخلوا في مسرحيات هزلية معها لتمكينها من البنوك بنوك كثيرة نهبت بكل ما فيها من الأموال يصنعون مسرحية هزلية يمكنون من خلالها القاعدة أن تستولي على بنوك حصل هذا في إب في العدين حصل هذا في محافظات كثيرة ، بنوك بكل ما فيها يسلموها للقاعدة ، إضف إلى ذلك السلاح يهربون لها السلاح ويمكنون لها من سلاح الجيش وما حصل في مأرب شاهد واضح ، عندما قدموا كتيبة بكامل عتادها الحربي بطريقة اتضح خلال التحقيق الجاد فيها والتأمل لمجرياتها أنهم فعلوا ذلك عمداً بقصد إيصال عدد كبير من الاسلحة إلى القاعدة وحلفائها من حزب الاصلاح في مأرب ، إلى الآن في هذه الأيام يمارسون الضغوط على معسكرات في مأرب بهدف أقناعها بأن تسلم المزيد من العتاد الحربي للقاعدة وحلفائها من حزب الإصلاح إذا هم اتجهوا في مسار أخر ، فتح جبهات جديدة تحريك القاعدة وتحريك اتجاهات متعددة أولاً ضد الثورة الشعبية ، هم يستهدفون الثورة الشعبية ، وهم يستهدفون تلك الاستحقاقات المهمة ، يستهدفون اتفاقية السلم والشراكة ، يستهدفون وثيقة الحوار الوطني ، يستهدفون الأمن والاستقرار .
تركيزهم على إثارة مشاكل في مأرب هو بهدف إلحاق أكبر ضرر بهذا البلد هي من جانب عملية إبتزاز سياسي ضد هذا الشعب وضد الثورة الشعبية ومن جانب آخر عملية الحاق الضرر بالشعب اليمني وبالتالي هم يتحركون في اتجاهات كثيرة وبشكل مؤسف، وسلبي ، ويوفرون الغطاء السياسي والغطاء الإعلامي اتجهوا إيضاً إلى استهداف المكونات ، أهم المكونات الشعبية اتجهوا إلى استهدافها الوثيقة الآخيرة التي عثر عليها وكشفتها قناة المسيرة وهي بعنوان الاستراتيجية الأمنية تكشف هذه الحقيقة أنهم اتجهوا بجدية إلى استهداف مكونات شعبية ذات أهمية كبيرة .
عملوا أيضاً خلال كل هذه الفترة إلى تعقيد القضية الجنوبية بدلا من العناية بحل هذه القضية بدلاً من اتخاذ اجراءات تخفف من حجم المعاناة تساعد على حل القضية وبوسعهم وبامكانهم وبمقدورهم أن يتخذوا كثيراً من الاجراءات التي تخفف من الاحتقان وتمهد لحل القضية الجنوبية وترمم حالة الثقة التي فقدت في أوساط أخوتنا في الجنوب ..كان بالامكان أن يتخذوا الكثير من الاجراءات على المستوى السياسي وعلى المستوى الحقوقي ، وكانت ستسهم إلى حد كبير لصالح الحل ولكن بدلاً من ذلك ساهموا في تعقيد المشكلة من المعروف أن الرئيس نفسه وأن ابنه كذلك اتجه في هذا الاتجاه السلبي تغذية المشكلة تعقيد المشكلة بدلاً من الاتجاه لحل المشكلة ، عموماً اتجهوا بالوضع العام نحو الفوضى والاضطراب وكل جهدهم صب في عملية التفاف عملية التفاف على إتفاق السلم والشراكة ، عملية الالتفاف على كل تلك الاستحقاقات التي تلبي مصلحة الشعب ومطالب الشعب ، هذا كل ما اتجهوا إليه ، وتوجوا كل هذا بمؤامرة كبيرة وخطيرة جداً أرادوا من خلالها الإطاحة الكاملة بمشروع اتفاق السلم والشراكة ووثيقة الحوار الوطني ، في الآونة الأخيرة قاموا بصياغة مسودة الدستور الذي يفترض بصياغة مسودة الدستور أن تكون عملية قولبة للنصوص التي هي دستورية في وثيقة الحوار الوطني بصيغة دستورية كل النصوص التي هي ذات طابع دستوري ويفترض أن يتضمنها الدستور في وثيقة الحوار الوطني مهمة اللجنة أن تقولبها بصياغة ..صياغة فنية كدستور، وفق المتعارف عليه في صياغة الدساتير ، فما الذي حدث ، قاموا بجناية كبيرة
أولاً : عمدوا إلى تضمين مسودة الدستور مضامين تلامس أشياء ذات أهمية خطيرة وكثيرة ، تخالف وثيقة الحوار الوطنية وتخالف اتفاق السلم والشراكة وعمدوا إلى تجاهل أشياء مهمة لم يضيفوها إلى مسودة الدستور وماذا كان هدفهم ، كل الأشياء التي يرونها مهمة بالنسبة لهم أكبر مهمة أكبر مسألة مهمة بالنسبة لهم هي مشروع الستة الأقاليم وفق التقسيمات التي رسموها ، والتقسيمات تلك التي رسموها لعملية الأقاليم هي من خارج البلاد بالتأكيد ، هي لا تراعي مصلحة اليمنيين هي ذات طابع تآمري يستهدف تمزيق البلد بكل وضوح ومعاييرها سياسية فقط .
ولذلك كان الشيء الأهم بالنسبة لهم هو تمرير تلك التقسيمات التي يجنون من خلالها على البلد جناية خطيرة وكبيرة ، والمهم أيضاً أن يطيحوا بمبدأ الشراكة ، هذه أهم مسألة بالنسبة لهم .
1 الاطاحة بمبدأ الشراكة .
2 العمل على تمزيق البلد على تمرير ذلك المخطط المشؤوم والسيء الذي يستهدف بلدنا لتمزيقه .
فكان من أسوأ ما ضمنوه في مسودة الدستور أن أدخلوا ضمنها تلك التقسيمات ، تقسيمات الستة الأقاليم وفق ما قد رسم لهم ، أضف إلى ذلك حذفوا من أحكام المرحلة الانتقالية كل ما يتعلق بالشراكة وحذفوا أيضاً في مواد من الدستور نصوص وأضافوا أشياء أخرى قدمت عنها ملاحظات كتب عنها إعلاميون كتب عنها بعض المشاركين في الصياغة ، ممن لم يسمع لقولهم وقدمت عنها انتقادات نشرت بعضها في الصحف ، على كلِ ، الهدف من هذه المسودة أن تمرر من جانبهم ومن خلال الهيئة الوطنية قبل إصلاح وضع الهيئة الوطنية مع أن من ضمن النصوص الواردة في اتفاق السلم والشراكة تصحيح وضع الهيئة الوطنية ، بعد خمسة عشر يوماً من توقيع الاتفاق كان هذا المفترض، لو كان هناك أمانة وجدية ، واهتمام لتنفيذ هذا الاتفاق لماذا أجلوا من ذلك اليوم وإلى الآن تصحيح وضع الهيئة الوطنية لأنهم أرادوها أن تبقى كما هندسوها هم لتمرير ما يشاؤون وعلى عجل من أمرهم يريدون تمرير مسودة الدستور ، من خلال الهيئة الوطنية قبل اصلاح وضعها ومن ثم انزالها للاستفتاء وبعد ذلك يجعلون منها مرجعية بديلة عن اتفاق السلم والشراكة وبديلةً عن وثيقة الحوار الوطني ومن ثم يحتجون بها ويستندون إليها ويتحركون على ضوئها ، وهناك يصبح لديهم ما يمكنهم أن يستفيدوا منه لشرعنة انقلابهم على كل تلك المسائل المهمة ، إذا كانت عملية مسودة الدستور بما شابها من تحرير وإضافات وحذف ونقص وزيادة لما تضمنته وثيقة الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة كانت استهدافاً فعلياً لاتفاقية السلم والشراكة وأهم ما حرصوا عليه من خلالها كما قلت مسألتان : كل همهم يصب في هذا الاتجاه .
الاطاحة بالشراكة وتمرير تقسيمات الأقاليم ، لماذا حساسيتنا الكبيرة تجاه تقسيمات الأقاليم الستة .
هل كما يصورون هم في المناطق الأخرى مثلاً يحاولون أن يقولوا للسكان في مأرب أنهم لا يريدون أن يكون البترول لكم ، هم يريدون البترول لأنفسهم أو يحاولون إخافة مناطق من مناطق، هذا أولاً أسلوب غير أخلاق ولا وطني ولا لائق بكل الاعتبارات والمقاييس ، النغمة المناطقية التي يتحدثون بها وهم بالسابق كانوا يتغنون دائما أنها ضد المناطقية وضد المذهبية وضد النعرات الطائفية وما شابة ذلك كم كانوا يقولون ، الآن إذا بهم هم يغذون النغمة المناطقية، لمصلحة من تغذية النغمة المناطقية حساسيتنا من الأقاليم وتلك التقسيمات التي هي بمعايير سياسية تساعد على التفكك والتمزيق هو لهذا الاعتبار لأنها معايير تساعد على تمزيق هذا البلد على تجزئة هذا البلد على أن يفقد هذا البلد مناعته واستقلاله ، خطورتها تكمن هنا نحن لا نمانع بأي حال من الأحوال أن يكون لإخوتنا من سكان مأرب حصة من البترول وأن يعطوا اهتمام كبير وأولوية في العمل في الحقول النفطية هناك أو سكان شبوة أو سكان حضرموت ..نحن نقف إلى جانبهم نحن نريد أن يكون مأرب لكل اليمن وأن يكون كل اليمن لمأرب ، أن تكون حضرموت لكل اليمن وأن يكون كل اليمن لحضرموت ، أن تكون عدن لكل اليمن وأن يكون كل اليمن لعدن .
نحن نريد أن يكون مأرب لكل اليمن وأن يكون كل اليمن لمأرب ، أن تكون حضرموت لكل اليمن وأن يكون كل اليمن لحضرموت ، أن تكون عدن لكل اليمن وأن يكون كل اليمن لعدن ، نحن نريد أن نحافظ على بلدنا حتى لا يتمزق ، ليس هناك منطقة من مناطق هذا البلد يمكن أن تستغني عن بقية الشعب ، لا ، عملية التجزئة والتفتيت هي عملية خطيرة وأضرارها كبيرة وتخدم الخارج قبل الداخل ، وليس هناك من إيجابية لها نهائيا حتى على المستوى الاقتصادي ، يمكن على المستوى الاقتصادي كما قلت أن أي محافظة تكتشف فيها ثروة معينة أن تكون لسكان تلك المحافظة نسبة معنية ، أن يكون لهم أولوية في العمل ، أن تراعى ضروفهم ومعاناتهم ، ونحن نتألم في معاناة أي منطقة في بلدنا ، ونريد الخير لكل سكان هذا البلد ، لكن مثلا من يحاول أن يقنع سكان منطقة معينة أن لديكم ما يكفيكم ويمكن أن تكونوا لوحدكم ، لا ليس بإمكان أي محافظة أن تستغني عن بقية البلد.
عندما تقدم قضية الأقاليم بكل هذه الحساسية المناطقية والمذهبية ، كيف لا نقلق على بلدنا ! وكيف لا نتحسس من هذا الأسلوب المقزز ؟ كيف تتحدث قيادات حزب الإصلاح ومن معها عن هذه المسألة في الكثير من المحافظات في الجوف في مأرب ، أو في محافظات أخرى ، نغمة مناطقية ونغمة مذهبية ، نغمة تفكيكية ، هذه جريمة بحق هذا البلد ، جريمة بحق هذا البلد ، نحن الآن نقول : كل ما كنا نسمعه عن الوطنية والوطن ، لماذا يضيع كل هذا ؟ يضيع ، الآن التوجه هو توجه مختلف ، النغمة المناطقية هي التي تغذى من أحزاب وقوى سياسية وتغذى من الخارج ، ويمكن للجميع أن يعرف سوء وخطورة ما يحصل من خلال ما نلمس من اهتمام خارجي بفرض هذه التقسيمات ، لماذا يحرص الخارج على فرض هذه التقسيمات؟ ما الذي يريده ؟ لأنه مستفيد ، لأنه مستفيد ، البعض لهم آمال وطموحات أن يحصلوا على مناطق من البلد هنا أو هناك ، إذن في مقابل هذه الرغبة الخارجية وما يصاحب طرح مسألة الأقاليم من تعزيز للنغمة المناطقية والعداوات وإثارة حالة التفكك والتمزيق للنسيج الاجتماعي ، المسألة حساسة وخطرة تستهدف هذا البلد ، تتحول من بعد إداري إلى مؤامرة تفكيكية وتجزيئية لهذا البلد ، وهنا يمكن للجميع أن يقلق ، أي اعتبارات أخرى ذات صلة بالجانب الإداري ، ذات صلة بمواجهة المركزية ، ذات صلة بالانتعاش الاقتصادي يمكن أن نتفق عليها ، أما مشاريع تمزيقية وتجزيئية وعبثية فهي غير مقبولة ،وهي المسألة الأهم بالنسبة لهم ، اثنين الإطاحة بالشراكة ، أرادوا فورا الانتقال من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الأخرى ، مرحلة ليس حتى البلد جاهزا لها ، حتى مسألة الحكم المركب والدولة الإتحادية ، الانتقال إليها هكذا بهذا الأسلوب هي قفزة غير منطقية ، هي قفزة على حفة الهاوية قفزة إلى المجهول ، قفزة إلى واقع لم يستعد له البلد بعد ، قفزة إلى واقع يمكن أن يستغل بكل ما تعنيه الكلمة ، وبدا واضحا أنه يستغل من الآن لتمزيق هذا البلد ، فإذن كان لديهم مؤامرة واضحة تستهدف إتفاق السلم والشراكة ، تحرص على حماية الاستبداد والتمسك به ، وحماية الفساد واستمراريته ، وإضافة إلى ذلك الانتقال من المرحلة الانتقالية قبل استكمال استحقاقاتها إلى مرحلة أخرى يكونون هم المتحكمون فيها ويعيدون الإنتاج من جديد لهيمنتهم ونفوذهم ، كان هذا هو ما يتجهون فيه ، بعيدا عن كل آثاره على البلد بكل ما يترتب عليه فيما يضر بهذا البلد ، والكل سيتضرر ، صدقوني الكل سيتضرر ، ليس هناك لا على المستوى المناطقي مناطق ستسلم من ضرر مؤامراتهم هذه ولا على المستوى السياسي أو الاجتماعي مكونات سياسية أو اجتماعية ستسلم من تداعيات وأضرار هذا المسار الأعوج الذي يتحركون فيه ، لا الجميع سيتضرر ، البلد بكله سيتضرر ، هذا ما سيحصل وكل مواطن يمني سيعاني من ذلك بالتأكيد ، هذا هو ما سيحصل ، إذن نحن أمام واقع أرادوا فيه التخلص من التفاق السلم والشراكة والانقلاب الكلي عليه ، التخلص عن كل ما في مخرجات الحوار الوطني في كل ما لا يخدم مصالحهم ، فرض عملية التجزئة والتقسيم والبعثرة لهذا البلد ، إثارة الفوضى العارمة التي تشمل هذا البلد ، وفي خواتم هذه المشروع التآمري على هذا البلد كان هناك مخطط أن يترافق ويتزامن مع إثارة الفوضى في مأرب إثارة الفوضى في صنعاء ، في هذا التحديد في تلك اللحظة من المؤامرة جاء توجيه الجيش بهدف الانتشار والاحتكاك باللجان الشعبية في صنعاء ،وأرادوا مع ذلك إثارة الفوضى في مأرب فيما قد عملوه هناك من تحشيدات للقاعدة حتى من خارج البلد وتحشيدات لمقاتلين من حزب الاصلاح ، وبالتالي كان توجههم يرمي إلى أن تكون هذه العملية الفوضوية مدخلا لإغراق البلد في حالة من الفوضى وولوجا إلى المرحلة التي خططون لها ، هكذا يديرون البلد بعقلية تآمرية ، لا تراعي مصلحة هذا البلد ولا أمنه ولا استقراره ، أمام كل هذا لم يكن هناك من خيار إلا أن يتحرك شعبنا اليمني العظيم ويقف بوجه هذه المؤامرات وحق له أن يقف ضدها ، لأنها تستهدفه في أمنه واستقراره واقتصاده وكذلك تستهدفه في استقلاله وسيادة بلده ، تستهدفه في مستقبله تستهدفه في كل شيء ، لم يكن أمام شعبنا اليمني إلا أن يتحرك بوقف هذه المؤامرات وأن يفرض العودة إلى تلك الاتفاقات التي هي ملزمة ووقعوا عليها وليس لهم مبرر حتى يتنصلوا عنها ، وهنا فعلا كان هناك موقف متميز أولا من الجيش ،وهنا نشيد بجيشنا اليمني العظيم الذي وقف إلى جانب الشعب ووقف إلى جانب تلك الاتفاقيات ، إلى جانب اتفاقية السلم والشراكة ووقف إلى جانب اتفاقية الحوار الوطني ،وقف إلى جانب مصلحة وطنه ، ونشيد أيضا للدور البناء والفاعل والمهم للجان الشعبية ، وكذلك بالتحرك الجماهيري الذي بدا في مسيرات مشرفة وحاشدة وضخمة خرجت في صعدة وفي حجة وفي ذمار وستستمر في محافظات كثيرة وصولا إلى صنعاء ، شعبنا اليمني ليس أمامه إلا خيار من خيارين : إما أن يتحرك وهو قد تحرك ضد تلك المؤامرات وإما أن يذعن ويستسلم ويترك لتلك القوى المتسلطة المجال لتفعل ما تشاء وما يحلو لها وما تريد ، وهي تريد أن تغرق هذا البلد في الفوضى ، هي تريد أن تفقد هذا البلد أمنه واستقراره ، هي تريد بعثرة وتجزئة وتمزيق هذا البلد زيادة على ما هو عليه من جروح ومعاناة وبؤس ، لم يكفهم كل ذلك ، فهنا كان هذا التحرك ، طبعا نحن ندرك أن هناك حساسية لهذا التحرك الشعبي وهناك انزعاج كبير جدا منه لدى بعض القوى الداخلية ولدى بعض القوى في الخارج ، لكني أقول كلمة أنا واثق منها ومتأكد منها ، والكثير الكثير من أبناء شعبنا يعيها جيدا : أن ما يمكن أن يحدث نتيجة هذا التحرك ليس أبدا أبدا أبدا بخطورة ما كان سيحدث لو لم يتحرك شعبنا اليمني العظيم ، كل ما يمكن أن يحصل نتيجة هذا التحرك الواعي والمسؤول والذي هو بدافع الضمير وبدافع المسؤولية وبوعي ولمصلحة البلد بكله ولمصلحة الشعب بأجمعه ولمصلحة وفائدة كل المكونات بكلها ، كل ما يمكن أن يحدث نتيجة هذا التحرك لا يساوي شيئا أمام الكارثة الكبيرة التي كان يمكن أن يقع فيها البلد لو لم يتحرك الثوار ويتحرك أبناء شعبنا اليمني العظيم ، ما يمكن أن نلمسه من مخاوف لدى البعض ، البعض منها مخاوف مفتعلة يعني دائما هناك حالة من التخويف هناك لعب ، لعب على هذه الوتيرة وعلى هذه الورقة ، إثارة المخاوف وتأجيج المخاوف لدى الآخرين ، يحاولون أن يثيروا المخاوف على مستوى المناطق ، أن يخيفوا مثلا إخوتنا في مأرب أو إخوتنا في الجنوب أو إخوتنا في أي محافظة أخرى وكأن هناك خطر داهم عليهم ويستهدفهم ، أو يحاولون على المستوى السياسي ، إن هذا التحرك الثوري الشعبي ليس الهدف منه اجتثاث أي مكون سياسي ولا تصفية حسابات مع أي طرف أو مكون ، وليس الهدف منه استهداف أي منطقة نهائيا ، هذا تحرك واع بهدف خدمة الشعب كل الشعب لمصلحة البلد كل البلد ، ليس استهدافيا لأي جهة ، لكنه يستهدف المؤامرة التي يريدون أن يضربوا بها البلد ، أي مخاوف تهال من خلال الضخ الهائل على المستوى الإعلامي أو على أي مستوى ، أي مخاوف هي مخاوف لا تستند إلى حقائق ، هذا التحرك بهدف فرض تنفيذ اتفاقية موقع عليها من القوى السياسية في البلد ويعترف بها كل العالم فهو تحرك مسؤول ، ويهدف إلى تنفيذ اتفاق معترف به وموقع عليه ، عقد سياسي ملزم به كل الأطراف ، ولذلك لا مبرر إطلاقا لهذه المخاوف ، أنا أقول للجميع : لا تقلقوا ، هذا التحرك لا يستهدفكم ، لا هو يستهدف منطقة ولا يستهدف مكون ولا يستهدف أي طرف من أبناء هذا الشعب ، أيضا على المستوى الخارجي هذا التحرك لا يستهدف الخارج ، هو يستهدف مؤامرة لضرب هذا البلد ، مؤامرة تهدف إلى تمزيق هذا البلد ، مؤامرة تهدف إلى الانقلاب على تلك الاتفاقيات التي هي ذات أهمية كبيرة يبنى عليها مستقبل هذا البلد ، والمفارقة العجيبة العجيبة العجيبة والغريبة أنهم يثيرون المخاوف لكنا نقول أننا من يفترض بنا أن نخاف أن نقلق على بلدنا وعلى مستقبل بلدنا منهم هم ، من بعض القوى الإقليمية ومن بعض القوى الداخلية ، نحن نقلق على بلدنا لأنهم يريدون تمزيقه وهم يشتغلون بمشروع واضح ، نحن لا ندعي عليهم ادعاءات ، نحن لا نحكي عن تخمينات أو ظنون أو أوهام ، نحن لا نستند إلى مجرد مقالات صحفية أو تغريدات على الفيسبوك وما شابه ، نحن نستند إلى حقائق ، هناك مشاريع تتحرك على الأرض لتمزيق هذا البلد ، هناك مشاريع واضحة للتآمر على اتفاقية السلم والشراكة ، هناك خطوات عملية انحرافية عن مسار اتفاق السلم والشراكة وعن وثيقة اتفاق الحوار الوطني ، يعني نحن من ينبغي أن نخاف ونقلق على بلدنا على أمننا ، هناك مؤامراة ملموسة وواضحة وعدائية بشكل كبير جدا تستهدف هذا البلد وتستهدف استقلاله وستستهدف أمنه واستقراره ، هنا القلق ، من المفترض به أن يقلق أن يئن أن يتوجع أن يستنهض لمواجهة هذه المخاوف والأخطار الحقيقية التي ليست وهمية ، هنا يجب أن يكون الأمر واضحا ولذلك نحن نتحرك في مسار واع ، نحن ندرك أنه ما من خيار إلا نجاح اتفاق السلم والشراكة ووثيقة الحوار الوطني أو سقوط البلد في حالة الهاوية والانهيار على كل المستويات ، ولذلك فإن هذا التحرك جاد ، نحن مصرون وعازمون ولن نتردد أبدا على أن نفرض أي إجراءات ضرورية لتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة ، أنا أقول لكم : هذا التحرك جاد ومصيري وحتمي ، هدفه مشروع وإجراءاته مفتوحه وسقفه عال ، وسقفه عال ، فعلا أي إجراء ضروري في سبيل إسقاط المؤامرة وفرض تنفيذ اتفاق السلم والشراكة سيتخذه شعبنا بدون تردد ، شعبنا اليمني جاهز لأي إجراء مهما كان سقفه ، لا أحد في أي موقع سواء الرئيس أو أي مسؤول يمكن أن يكون فوق أي إجراء حينما يقف هو لينفذ مؤامرة بهذا السوء وبهذه الخطورة على هذا البلد .

نحن في هذه الأيام وخلال هذه الأيام متجهون عمليا في خطوات لفرض تنفيذ اتفاق السلم والشراكة ، خطوات مصحوبة بإجراءات وسقفها مفتوح ولكن ليست عدائية هي لتنفيذ اتفاق موقع له شرعية ومعترف به في كل العالم ، وعلى كل هذا التحرك لا يمثل خطورة على أي فئة من فئات شعبنا اليمني بل يخدم كل هذا الشعب ولمصلحة كل هذا الشعب ، وأنا أقول لكم : مهما بلغ حجم الإجراءات لن نتجاهل أبدا الشراكة ، لن نتجاهل هذا الاتفاق المهم ، مهما كان حجم الإجراءات التي قد نضطر إلى اتخاذها إذا لم تقم بعض القوى أو لم يتجاوب الرئيس ، إذا كانت الإجراءات كبيرة هذا على حسب الضرورة ، لأنه كلما استجاب الرئيس والقوى السياسية المعنية لتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة كلما تجاوبوا أكثر كلما كان سقف الإجراءات منخفضا ، ولكما ماطلوا وتعنتوا وحاولوا أن ينقلبوا وأن يتعاملوا بالأسلوب التآمري سيتحرك شعبنا اليمني بكل حزم وبكل الإجراءات الضرورية وكل الخيارات مفتوحة وبدون استثناء والسقف عال جدا جدا ، ولذا أنا هنا أنصح ، أنصح الرئيس نصيحة صادقة وجادة ألا يخضع لا للحسابات الخارجية وألا يخضع أيضا للمؤامرات من بعض القوى في الداخل ، نفذ هذا الاتفاق ، هذا لمصلحتك ومصلحة شعبك ، أترك هذه
المماطلة وكف عن هذا لتعنت غير المشرف وغير المبرر ، وإنما يساعد في صنع المزيد من الأزمات والمشاكل ، الذي يشرفك أمام الله وأمام شعبك أن تنفذ هذا الاتفاق وأن تكون إلى جانب شعبك ، لا أن تخضع لصالح قوى خارجية ، هو مثلا بالأمس أضاع ليله وهو يتصل بالخارج ، يتصل بالأمريكيين يتصل بالأمم المتحدة ، يتصل بمجلس الأمن ، بقوى هنا بقوى هناك ، يستنهضهم ضد من ؟ ضد شعبه ، أنا أقول لكم : في هذه المرحلة الاستثنائية والتاريخية والفاصلة والمهمة والتي بلغت فيها المؤامرات على هذا البلد ذروتها والخطورة الكبيرة لها على هذا البلد لن نقلق من أي شيء ولن يردنا أي شيء أبدا عن الضغط على تنفيذ اتفاقية السلم والشراكة ، من يريد أن يرهبنا من الخارج لن نرهب من الخارج ، المسألة مصيرية هل يمكن نتيجة الخوف من مجلس الأمن أو الخوف من أي دولة أو من أي جهة أن نترك بلدنا يذهب للتمزيق ،هل يمكن أن نخاف من أي طرف في هذا العالم ونخضع ونسكت لمزيق هذا البلد ليبعثر هذا البلد ليسقط هذا البلد في الفوضى ، لتلغى تلك الاتفاقات التي تلبي آمال وتطلعات شعبنا ليكون شعبنا اليمني بلا مستقبل ، كيف يمكن أن نسكت كيف يمكن أن نتغاضى ؟ إذا كان لنا أن نخاف من شيء فإن من نخاف منه هو الله وما نقلق منه هو لو سكتنا لو خضعنا ، لو تركنا المجال مفتوحا لتمرير مثل تلك المؤامرات ، هناك يجب أن نقلق ، ولذلك أنا أنصح مجلس الأمن وأقول لألئك كلهم الذين في مجلس الأمن : أي إجراءات تريدون أن تتخذوها لإخضاع هذا البلد وإسكاتنا لصالح تمرير تلك المؤامرات لن تفيدكم نهائيا ، ونحن مستعدون لمواجهة أي تداعيات مهما كانت ، هذه مسألة مصير ومستقبل شعب وكرامة أمة ، الشعب اليمني أعز أشمخ أكرم أعلى أعظم أهم من أن نسكت على مؤامرة تستهدفه في كرامته وفي استقلاله وفي كينونته وفي نسيجه الاجتماعي وفي مستقبله ، الشعب اليماني أكبر أهمية من أن نتفرج وهو يستهدف في كل شيء ، ولا مبرر لكم للقلق إذا كان هناك لديكم مخاوف من هذا التحرك الشعب فلا تتخوفوا ، إذا كان خوفكم نابع على مصالحكم في هذا البلد ، أي مصالح مشروعه لن يستهدفها هذا التحرك الشعبي لكن أي مؤامرات من حقنا أن نقف ضدها ، هناك فرق بين مصلحة مشروعة وبين مؤامرة تستهدفنا كشعب يمني ، المؤامرات سنقف ضدها ، المصالح المشروعة المتبادلة لن نقف ضدها ، هذا البلد يرغب أن يكون له أحسن العلاقات مع كل محيطه العربي والاسلامي ، وهذا التحرك الشعبي الواسع القوي هو تحرك واع وله مسؤولية وله هدف مشروع ، لا يستهدف أحدا هنا ولا أحدا هناك ، نحن نرغب أن يكون لنا كيمنيين علاقة طيبة مع كل الدول العربية والإسلامية ومع محيطنا ومع جيراننا بالتأكيد ، وكذلك نرغب أن يكون لبلدنا علاقات دولية متميزة وإيجابية ، ولكن لا يعني ذلك أن نخضع لكل المؤامرات ، لا يعني ذلك أن نستهدف في أمننا فنسكت وأن نستهدف في مستقبلنا فنسكت وأن نستهدف في اقتصادنا فنسكت ، وأن نستهدف في مستقبلنا بكله فنسكت ، لا ، ليس من الضرورة ذلك ، ولذلك نحن في هذه المرحلة نقول للكل ، كل القوى التي تبدي انزعاجا في الداخل والخارج : أي انزعاج زائد على المسائل المشروعة فهو غير مبرر ،هو وهم ، هو خيال ، أما إذا كان الانزعاج هو أن هناك شعبا يأبى التآمر عليه فهذا إليكم انزعجوا بقدر ما تشاءون ، بقدر ما تشاءون وتريدون ، وأقول هنا أننا في هذا السياق لدينا أربع نقاط أساسية يهدف هذا التحرك الذي قلت أنه سقفه عال وأن إجراءاته مفتوحة ، لدينا أربع نقاط أساسية :
أولا : سرعة بكل ما تفيده عبارة سرعة ، سرعة تصحيح وضع الهيئة الوطنية قبل أن تقوم بأي عمل ، هم سلموا إليها مسودة الدستور ولكن قبل تصحيح وضعها وآلية اتخاذ القرار فيها ، فأولا سرعة تصحيح وضع الهيئة الوطنية وهذا أمر تم الاتفاق عليه ووقع بأقلام قادة القوى السياسية واعترف به العالم في اتفاق السلم والشراكة ، لماذا لا تبادرون إلى تصحيح وضع الهيئة ؟ لماذا عمدتم إلى تقديم مسودة الدستور إليها قبل تصحيح وضعها ، هذا هو عين التآمر.

ثانيا : سرعة تهذيب مسودة الدستور وحذف كل المخالفات وإضافة النواقص ومن ثم تقديمها للهيئة الوطنية في حال تكون قد صححت وضعيتها.

ثالثا : سرعة التنفيذ للشراكة ، لا مناص من الشراكة نهائيا أراد الخارج أن ينزعج أو أراد الداخل أن ينزعج ، أرادت المكونات السياسية أن ترضى أو أرادات أن تنقلب على ما وقعته واعترفت به والتزمت به كعقد سياسي ملزم ، لا مناص من تنفيذ الشراكة ، ولهذا لا بد من الدخول الفوري في الشراكة وبشكل فعلي وحقيقي ومن دون حرج ، من أي شيء تبدون الحرج وتصيحون من ذلك؟ وفق ما نص عليه اتفاق السلم والشراكة ووفق ما نصت عليه اتفاقية الحوار الوطني.

رابعا : الدخول الفوري في معالجة الوضع الأمني والمخاطر التي تهدد البلاد وسرعة معالجة الوضع في مأرب ، هذه مسائل أساسية لا بد منها وفيما يتعلق بالشراكة ، من الضروري أن يؤخذ بعين الاعتبار المكونات المحرومة وفي مقدمتها أيضا المكونات الجنوبية المحرومة ، إضافة إلى المكونات الثورية ، هذه الأشياء ضرورية لأنها تسقط المؤامرة التي أرادوا أن يضربوا بها هذا البلد وأن ينقلبوا من خلالها على اتفاقية السلم والشراكة ، وأتوجه إلى شعبنا اليمني العظيم أن يواكب التحرك الذي تقوم به اللجان الشعبية بتحرك مجتمعي واسع في إطار المظاهرات والمسيرات والتجمعات القبلية ، كل ذلك ليسمع الخارج والداخل صوت هذا الشعب ، الشعب الذي يتآمر عليه الكثير والذي يستهدف بكثير من المؤامرات ، الشعب اليمني الكريم المظلوم المعاني الذي يعيش البؤس والحرمان

والذي لا يريد الأخرون أن يتركوه ثم يريدون أن يصيحوا منه وأكرر التأكيد مجدداً لكل قوى الخارج
أنه لا داعي للقلق هذا البلد لا يستهدفكم ولكن لا تستهدفوه أنتم ، هذا البلد يمد إليكم يد السلام ولكن لا تمدوا عليه يد العدوان فهو شعب أصيل ولديه تاريخ وحضارة ويستند إلى قيم ومبادئى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.