على غير ما توقعه المراقبون من تصعيد في كلمة زعيم "أنصار الله" إلى حدّ التكهنات بإعلانه الانقلاب على الرئيس، جاءت كلمة السيد هادئة، تميل إلى النقاش وإثبات حسن النوايا إزاء الداخل والخارج، مع إضهار موقف قوي ممن يقف معرقلاً لاتفاق السلم والشراكة.. واتهم الحوثي القوى السياسية التي كانت في موقع الحكم باهتمامها بتحقيق مزيد من المكاسب الحصرية لها دون أن تتجه إلى تنفيذ المخرجات، ومن أنهم بالإضافة إلى الرئاسة، اعتبروا مسألة الحوار الوطني مجرد ديكور وغطاء، وهو ما أدى إلى ما حصل حين غرقوا في الفساد والاستبداد، وساءت الأحوال على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.. وفيما له علاقة بعرقلة تنفيذ وثيقة السلم والشراكة، الذي اعتبره في كلمته يوم أمس، بمثابة عقد اجتماعي عادل، ومصفوفة مهمة لمعالجات الفساد والاختلالات الأمنية لكل الفئات الشعبية المتضررة، قال إن المسار الذي اتجهت فيه القوى كان ضد كل ما نصّت عليه الوثيقة، ومن أهمها الشراكة التي رفضتها. وإذ أشار إلى نجل الرئيس جلال باعتباره ما زال مستمرًا بعملية النهب ضمن قوى أخرى تحاول الاستمرار فيه، فقد دلل على ذلك برفض الحكومة لمراجعة اللجنة الاقتصادية للميزانية، بحسب ما نص عليه الاتفاق، بل إنها رفضت التعاطي مع ملاحظاتها، وتم إقرار الميزانية كما هي، في الوقت الذي ما زال التوقيع على العقود النفطية قائمًا. السيد أوضح حجم التآمر على الاتفاق من خلال عمل الرئيس والقوى الأخرى على إضاعة الوقت في تنفيذ بنوده، وفتحهم أزمات جديدة من خلال دعم القاعدة لتكون رأس حربة في مواجهة الثورة.. مشيرًا إلى رفض الرئيس توجيه الجيش للتصدي لها، بل ودخلوا معها في مسرحيات لكي تستولي على البنوك كي يمكنوها وحلفاءها من حزب الإصلاح من السلاح، مستشهدًا بما حدث في مأرب.. معتبرًا أن التركيز على مأرب ابتزاز سياسي وإلحاق الضرر بالشعب اليمني. وزاد: في ما له علاقة بالتآمر حين تم تعقيد القضية الجنوبية بدلا من حلها بترميم فقدان الثقة التي حصلت.. متهمًا الرئيس ونجله بتعقيد المشكلة وتغذيتها، وبذل كل جهودهم، عملية للالتفاف على مطالب الشعب عبر مؤامرة كبيرة للإطاحة بوثيقة السلم والشراكة والحوار. وفيما شرح فصول المؤامرة المتمثلة بمحاولة تمرير الأقاليم والدستور بغية الهروب من المرحلة الانتقالية لإعادة نفوذهم.. أوضح الحوثي عن محاولة تغذية النغمة المناطقية واستغلالها في عدد من الأقاليم كذبًا، وأعلن عن تفهمه لمن يدعو إلى عدم المركزية.. معتبرًا أن الحديث عن النظام المركب الاتحادي يُعد قفزًا إلى الهاوية؛ كون البلد غير جاهزة له. وكشف عن مخطط لإثارة الفوضى في مأرب بالتوازي مع صنعاء من خلال الاحتكاك بالجيش بغرض إدخال البلد في الفوضى.. وخلص إلى أنه لم يكن من خيار سوى أن يقف الشعب ويتحرك ضد هذه المؤامرة، وأن يفرض العودة إلى الاتفاقات.. مؤكدًا أن التحرك لم يكن بخطورة وكارثة ما كان سيحدث في حال عدم التحرك. وفيما أشاد بالجيش اليمني العظيم الذي وقف إلى جانب الشعب والشراكة، وباللجان الشعبية والمسيرات الشعبية، التي قال: إنها ستستمر وصولاً إلى صنعاء، فقد طمأن المكونات السياسية بعدم وجود أية نوايا لاستهدافهم، كما طمأن دول الخارج والمحيط من أن هذا التحرك لا يستهدف مصالحهم ما دامت مشروعة، وإنما سيستهدف من يتآمر لتمزيق هذا البلد. مجددًا الإصرار والعزم بدون تردد على فرض أي إجراءات ضرورية، وبسقفٍ عالٍ جدًّا ومفتوح؛ لفرض اتفاق الشراكة، ومن أنها لن تستثني الرئيس نفسه في حال لم يستجب لها هو والقوى الأخرى. ونصح السيد الرئيس بأن لا يخضع للخارج.. موضحًا أنه أضاع ليلة للاستنجاد بالخارج في الحادثة الأخيرة، ودعاه للكف عن المماطلة والتسويف، وتنفيذ الاتفاق بدلا من إرهابهم بالخارج. ونصح مجلس الأمن من أن أي إجراءات يريدون اتخاذها لإخضاع هذا البلد لن تمر.. مؤكدًا: ونحن جاهزون لأية مواجهات، والشعب اليمني أهم وأعظم من أن نتخلى عنه. يشار إلى أن اللجنة الثورية دعت لمسيرة جماهيرية في العاصمة الجمعة القادمة؛ رفضًا للانقلاب على اتفاق السلم والشراكة، وتأييدًا للخطوات التصعيدية الثورية الحالية والقادمة.