حوار الطرشان يطلق على كل حوار يكون الطرفان فيه على طرفي نقيض مهما أتى الأول من براهين فالثاني لا يسمعه والعكس صحيح وذاك ينطبق على ما يحدث من لقاءات في ألمانيا وما يحدث خلف الكواليس بين الأحزاب للتحضير للمؤتمر اليمني القادم للحوار وما يحدث من محاولات لإقناع بعض المشايخ بعدم دعم الإرهابيين والمتقطعين والمفجرين لأنابيب البترول وخطوط الكهرباء ومن يسمون أنفسهم بالثوار المحتلين للشوارع العامة وهذا ما أتوقعه في الحوار المزمع عقده بين الأحزاب ومع الحوثيون والحراكيون والانقلابيون وغيرهم الكثير بحسب الآلية الموقعة في الرياض والمبادرة الخليجية الفاشلة التي لم تغني ولم تسمن من جوع فلازالت مصائب اليمن كما هي لم يتغير شي لازلنا نعاني من تقطع الطرق وإقلاق الناس في بيوتهم وانطفاء الكهرباء وغلاء الأسعار وسعر البنزين في أعلى مستوياته على الإطلاق حتى انه يباع للمواطنين في اليمن أغلى من سعره عالميا والخليجيون يصرون على تعليق المساعدات ينتظرون أن تنزل عصا سحريه من السماء فتحل كل مشاكل اليمن متجاهلين أنهم من بادروا إلى حلحلة الموضوع مشكورين لكنهم أيضا أول من تخلى عن اليمن عند تنفيذ المبادرة واكتفوا بإطلاق التصريحات المهنئة وكأن مشاكل اليمن كلها احتلت برحيل الرئيس صالح وتعيين حكومة وفاق لكن يجب أن يعلم المجتمع الدولي والإقليمي أنها حكومة مشلولة غير قادرة على حل أي قضية مهما صغرت بدون دعم المجتمع الدولي والإقليمي وكانت الحكومة تأمل كما وعدو بأن يقدم المجتمع الدولي والإقليمي المساعدة والوقوف بجانبهم لحلحلة مشاكل اليمن العصيبة من فقر وجهل ومرض وغيرها ولكن الحكومة فوجئت بالبرود الرهيب الذي تعاملت به منهم وهذا سيجعل المجتمع الإقليمي والدولي يندمون يوم لا ينفع الندم لأنهم يتناسون أن تداعيات ما يحدث في اليمن سيكون له انعكاسا خطيرا على أمنهم وأمن المنطقة بل والعالم وتناسوا أن ما سيقدمونه ليس فضل منهم ولا منه بل هو حق وواجب عليهم فرضته قواعد العلاقات الدولية والجوار الجغرافي والقضايا المشتركة والتعاون المطلوب من اليمن فيها وعلى المحاور الدبلوماسي اليمني ان يفهم ذلك. وعموما فأنني أدعو أن نجعل مبادرة الخليج واليتها التنفيذية جانبا ونبدأ بحل مشاكلنا بأنفسنا من خلال إعادة تفعيل الدستور والقانون وتطبيق بنوده بحذافيرها وان يستخدم الرئيس التوافقي صلاحياته الدستورية والقانونية لتفعيل القضاء والنظام والقانون والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن وأمان المواطنين ومن استحل المال العام وتقطع وسرق ونهب والقضاء على بؤر الإرهاب القاعدية التي تسمي نفسها جهادية وهي تقتل المسلمين من أبناء جلدتهم وبؤر الفساد التي تغلغلت في مؤسساتنا ووزاراتنا وبؤر الخيانة التي وُجدت عند بعض القادة والضباط في الجيش وبؤر التعنت والجهل والغوغائية والعمالة للخارج كل هذه المصائب وأعظم منها لن نتمكن من حلها إلا مع وجود رئيس قوي وحكومة قويه أما ما يحدث ألان فما هو إلا حوار الطرشان فأن أردنا أن ننقذ اليمن مما هي فيه ألان فعلينا أن نبدأ من اليوم أسلوب جديد في الحياة لا يعتمد على الحوار التافه والمهادنة والاتفاقات التي لاتسمن ولا تغني من جوع أن تقوم ثورة تصحيح حقيقية يبدءاها رئيس الجمهورية هادي ورئيس الحكومة باسندوه ومعهم كل المخلصين لهذا الوطن وهم كثير من ذوي الكفاءات والخبرة والوطنيون المخلصون من أبناء اليمن يكون أساسها النظام والقانون والتقاضي وتفعيل المحاكم وفرض ذلك بكل السبل ثم بعد ذلك تقوم انتخابات حقيقية تختار نواب يمثلون الشعب ورئيساً في دوله ذات نظام برلماني بأسلوب ديمقراطي بعيدا عن التعصب والجهل فالله أسأل أن يوفقنا لما فيه مصلحة الوطن والله المعين وهو على كل شئ قدير. احمد احمد الصباغ [email protected]