فلنكن منصفين عندما نتحدثُ عن (امر) يتعلق بنشوء وتطور واستفحال وانتشار ما يسمى ب (القاعدة) في اليمن! نعلمُ –نحنُ الاقربُ الى الاجهزة العسكرية والامنية في هذه البلاد- ان مصطلح (القاعدة) بما يحتويه من مفهوم ومعنى وفعل تدميري لكل ما هو جميل في الحياة ، انما استوردناه ، من خارج حدود الوطن الجريح.. لاسباب عديدة ومتعددة ومختلفة ، لعل ابرزها ، تضارب المصالح (الفئوية) الضيقة عند من رأوا ، ان (تأثيرهم ) السلطوي بات محكوما بقرارات دولية ومبادرات اقليمية! .. فتحجيم دورهم السياسي ، جعلهم يتخبطون -يمينا وشمالا- ويبحثون عن شيء ، يمرقون من خلاله، الى اهدافهم وغاياتهم المريضة ، فوجدوا في (القاعدة) ما يلبي تلك الرغبات الجهنمية ، ولو ادى ذلك الى سحق محافظات بكاملها ، بمن فيها ، ومن عليها! قد يقول (قائل) : لماذا نشطت (القاعدة) في بعض محافظات الجنوب ، دون غيرها ، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ طبعا هذا تساؤل مشروع ، تفرضه وقائع وحقائق ، على الارض! واجابة عليه اقول" نشطت (القاعدة) في الجنوب دون سواها من المحافظات اليمنية وفي هذا التوقيت الحرج والاستثنائي لاسباب عديدة ..دعوني افندها بالاتي: اولا – لارباك العملية السياسية التي تمخضت عن المبادرة الخليجية ثانيا- لوضع العالم كله ، امام حقيقة واحدة ، وهي اننا (موجودون) حتى وان تعثر سيرنا سابقا.. وسنعطل كل جهود (الخيرين) ما دامت تمس مصالحنا! ثالثا-لتحويل الجنوب الى بؤرة (ارهابية) ساخنة لتمرير تلك الاهداف والمرامي الخبيثة! رابعا- لضرب (الاحزاب) والاشخاص (العقائديين) المعارضين لنا –نحن الذين فقدنا مصالحنا في السلطة- بحيث كل يتهم الاخر بانه السبب في ادخال (القاعدة) الى الجنوب! خامسا –لتوتير الاوضاع في اليمن عموما انطلاقا من بوابة الجنوب سادسا-لفرض هيمنة (جهوية) او قبلية ، على بعض مناطق الجنوب سابعا-لحرف الانظار عن النجاح الذي يتحقق يوما بعد يوم على ايدي اصحاب القرار الذين اتت بهم انتخابات 21 فبراير /شباط الماضي! وهناك اسبابٌ كثيرة ، لا يتسع المجال لتعدادها ، قد نأتي على ذكرها ، في اطلالة قادمة ، بإذن الله تعالى فكونوا معنا