الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    في بيان للقوات المسلحة اليمنية.. لا يمكن السكوت على أي هجوم وعدوان أمريكي مساند للعدو الإسرائيلي ضد إيران    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (1)    في خطابه التعبوي المهم .. قائد الثورة : المعركة واحدة من قطاع غزة إلى إيران    ترامب "صانع السلام" يدخل الحرب على إيران رسمياً    الكاراز يعادل رقم نادال على الملاعب العشبية    دول المنطقة.. وثقافة الغطرسة..!!    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    رسائل ميدانية من جبهات البقع ونجران و الأجاشر .. المقاتلون يؤكدون: نجدد العهد والولاء لقيادتنا الثورية والعسكرية ولشعبنا اليمني الصامد    الخارجية اليمنية: نقف مع سوريا في مواجهة الإرهاب    تفكيك أكثر من 1200 لغم وذخيرة حوثية خلال أسبوع    اعلام اسرائيلي يتحدث عن الحاجة لوقف اطلاق النار والطاقة الذرية تحذر وأكثر من 20 ألف طلب مغادرة للاسرائيلين    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    كأس العالم للأندية: ريال مدريد المنقوص يتفوق على باتشوكا المكسيكي بثلاثية    المنتخب الوطني تحت 23 عامًا يجري حصصه التدريبية في مأرب استعدادًا لتصفيات آسيا    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    إيران تنتصر    قطاع الأمن والشرطة بوزارة الداخلية يُحيي ذكرى يوم الولاية    مرض الفشل الكلوي (9)    منظمات أممية تحذر من مجاعة في مناطق سيطرة الاحتلال    "وثيقة".. مشرفون بحماية اطقم ومدرعة يبسطون على اراضي القضاة غرب العاصمة صنعاء    - رئيس الجمارك يطبق توجيهات وزارة الاقتصاد والمالية عل. تحسين التعرفة الجمركية احباط محاولةتهريب( ربع طن)ثوم خارجي لضرب الثوم البلدي اليمني    مناقشة مسودة التطوير الإداري والمؤسسي لمعهد للعلوم الإداري    انتشال جثة شاب مات غرقا بسد التشليل في ذمار    - ظاهرة غير مسبوقة: حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*    - وزير خارجية صنعاء يلتقي بمسؤول أممي ويطالبه بالاعتراف بحكومة صنعاء \r\n*الأوراق* تنشر عددًا من الأسباب التي    ذمار.. المداني والبخيتي يدشّنان حصاد القمح في مزرعة الأسرة    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الدكتور الأفندي بوفاة شقيقه    "عدن التي أحببتُها" بلا نازحين.!    ريال أوفييدو يعود إلى «لاليغا» بعد 24 عاماً    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    كشف أثري جديد بمصر    الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفيرة بريطانيا ومسؤولي البنك الدولي آخر المستجدات السياسية وأزمة الكهرباء    الفريق السامعي: إرادة الشعوب لا تُقصف بالطائرات والحرية لا تُقهر بالقنابل ومن قاوم لعقود سيسقط مشاريع الغطرسة    إشهار الإطار المرجعي والمهام الإعلامية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    51 شهيدا في غزة بينهم 7 من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    فئة من الأشخاص عليها تجنب الفراولة    الحديدة و سحرة فرعون    الدولار في عدن 3000    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الى من يريد وطن
نشر في الاتجاه يوم 25 - 10 - 2012

عند ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي عام 2007م كنت في لندن للعلاج ، و فور عودتي مباشره و قبل ان تلتئم العمليه التقيت بكل الرموز القياديه المتواجده بعدن في مقر صحيفة الايام و اقترحت لهم بان نقوم في البدايه بتشكيل قيادات ميدانيه للمحافظات و ان تعمل كل محافظه حسب ظروفها و لا ترتبط بعمل المحافظات الاخرى او تشاركها جماهيريا في فعالياتها ، و بحيث يكون العمل الميداني في المرحله الاولى على شكل جزر منفصله عن بعضها حتى لا نعطي حجه للسلطه في قمعها ، و حتى تصبح امرا واقعا امام السلطه و تترسخ مشروعيتها ، و من ثم يتم الانتقال الى تشكيل القياده الوطنيه الميدانيه على مستوى الجنوب ككل . و لكنهم للاسف لم يستحسنوا ذلك و حصل ما حصل من خسائر في الحراك ، ثم انني وجدتهم اربع مجموعات متنافره و رافضه للقيادات السابقه . و بعد ذلك التقيت كل مجموعه على حده و لم يجمعوا الاَّ على شعار القضيه الجنوبيه . و بالتالي ذهبت الى صنعاء و عممت رساله على الجميع بما في ذلك القيادات في الخارج ، أكدت فيها على رفضي للتشرذ م و عدم انحيازي مع اي طرف ضد الأخر ، لانه يجب بان نفكر في كيفية الصراع مع خصوم القضيه و ليس بكيفية الصراع مع بعضنا ان كنا بالفعل نريد وطن . فمن يربط قضاياه الخاصه او مظالمه او قضاياه الحزبيه بقضية الوطن هو يضر بها و لا يخدمها ، و من يخالفني هذه الحقيقه عليه ان يدحضها .
ان من يريد وطن عليه ان يتجاوز قضاياه الخاص او الحزبيه ، و ان يسعى الى توحيد قوى هذا الوطن و يخلق اداة الوطن السياسيه الموحده ، لان الاطارات السياسيه المتعدده هي تمزيق لقوى الوطن و ضياع لقضيته . فمسألة الاطارات السياسيه المتعدده او الحزبيه هي مشروعه في قضايا السلطه ، و لكنها محرّمه و غير مشروعه في قضايا الوطن ، و من يخالفني هذه الحقيقه عليه ان يدحضها . كما ان الخوف من تشظي الجنوب اذا ما اعطيت له حريته هو خوف مبالغ فيه ، لان الجنوب توحد بعد خروج الانجليز و هو مشظى ، فكيف سيتشظى و هو موحد ؟؟؟ . و حتى لو افترضنا ذلك فمن أين ستأتي شرعية هذا التشظي بعد اعتراف المجتمع الدولي بالوحده السياسيه لكل الجنوب ؟؟؟ . و الاكثر من ذلك ان المستقبل في الجنوب للرأسمال الحضرمي الذي لم و لن ينافسه اي رأسمال جنوبي اخر . و لهذا فأنني اتمنى على الجميع بان يفكروا في الصراع مع خصوم القضيه و لا يفكروا في الصراع مع بعضهم ان كانوا يريدون وطن .
ان ثورة الشباب في الشمال قد عملت على مسخ الحراك بتوحيد الشعار ، و لكنها فشلت في مسخ القضيه و أعلن قادتها بانهم سيضحون بالثوره في سبيل بقاء الجنوب في قبضة الشمال ، و حاليا مجمعين على جعل قضية الجنوب قضية سلطه و شرعنت تقاسمها عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل و اعتبار ذلك هو الحل . و هناك بعض الجنوبيين لديهم نفس الاعتقاد و يرغبون بالمشاركه في الحوار حتى يكونوا هم الممثلين للجنوب في السلطه . و لكنهم جميعهم لم يفكروا بان وجود جنوبيين مع السلطه و مع المعارضه منذ حرب 1994م لم يحل القضيه ، و لم يفكروا بانه لو كانت القضيه هي قضية السلطه لكان الوجود الحالي لرئيس الدوله و رئيس الحكومه و وزير الدفاع و غيرهم قد حلها . فهي قضية ارض و ثروه تم نهبهما و قضية هويه و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال ، و هي لذلك قضية وطن و هويه بامتياز ، و هذه القضيه لا يمكن فهمها و فهم حلها الاّ باعتراف الشماليين بشماليتهم و الجنوبيين بجنوبيتهم ، و من يخالفني هذه الحقيقه عليه ان يدحضها .
ان قضية شعب الجنوب هي قضيه بين طرفين و ليست بين اكثر من طرفين هما : الشمال و الجنوب ، و بالتالي فان مشاركة الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يضم اطرافا متعدده هو دفن لها . و الاكثر من ذلك ان مرجعية هذا الحوار هي المبادره الخليجيه حصرا و الخاصه بنقل السلطه حصرا . ثم انه مجرد مشاركة الجنوبيين في هذا الحوار يكونوا قد تخلوا عن قراري مجلس الامن الدولي الصادرين في حرب 1994م حتى وان اعلنوا انسحابهم منه . و هذا ما يهدف اليه الشماليون و انصارهم الدوليون . فبدون المفاوضات النديه بين الشمال و الجنوب و بدون ان تكون مرجعية المفاوضات قراري مجلس الامن الدولي اثناء حرب 1994م و بدون استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره ، لا يمكن بأن تحل القضيه . كما ان اي حل خارج ذلك لا يمكن مطلقا بان يكون شرعيا حتى و ان كان عادلاً ، لانه بدون ذلك تطمس الهويه الجنوبيه و تصبح قضية الجنوب قضيه داخليه مثل قضية الحوثيين او الجعاشنه . و هذا ما قد يؤدي بشكل حتمي الى ثوره مسلحه او سقوط الجنوب بيد تنظيم القاعده ، و من يخالفني هذه الحقيقه عليه ان يدحضها .
ان الحل لقضية شعب الجنوب يتطلب اصدار مبادره جديده تأكد على المفاوضات النديه بين الشمال و الجنوب ، و تأكد بان مرجعية هذه المفاوضات هي قراري مجلس الامن الدولي اثناء حرب 1994م . و لابد ان يكون المدخل لهذه المفاوضات اطلاق سراح المعتقلين ، و معرفة مصير المفقودين منذ حرب 1994م حتى الان و على رأسهم البطل المناضل صالح منصر السييلي ، و لابد من الغاء الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و اباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و ان يعاد ما نهب تحت هذه الفتوى او تحت غيرها من ممتلكات خاصه و عامه ، و ان تعاد المؤسسات العسكريه و الامنيه و كافة المؤسسات المدنيه الى ما كانت عليه قبل الحرب باعتبار ان حلها من اثار الحرب . هذه هي الطريقه الصحيحه لحل القضيه و ما عداه سراب . و لهذا فانه من العيب الذهاب الى المفاوضات بدون ذلك .
اننا لابد و ان نعترف بان الشماليين اكثر حنكه سياسيا من الجنوبيين . فقد استطاعوا في السابق ان يقنعونا بشعارات نافيه لهوية الجنوب و قاتله لمستقبله ، و استطاعوا ان يستخدموا جنوبيين في وسائل الاعلام اثناء ثورة الشباب في الشمال ، و ان يستخدموا جنوبيين في كل فعالياتهم السياسيه و هم يدركون جيدا بان هؤلاء الجنوبيين ليسوا اكثر كفائه منهم ، و انما يستخدمونهم لاعتبارات جنوبيه تتعلق بدفن القضيه ، و حاليا استطاعوا ان يخرجوا من الكوارث التي صنعوها و ان يورطوا جنوبيين فيها . فقد خلقوا قضية الجنوب و جعلوا جنوبيين مسئولين شكليا عن حلها و هم يتفرجون ، و خلقوا مشكلة الحوثيين و جعلوا جنوبيين مسئولين شكليا عن حلها و هم يتفرجون ، و خلقوا تنظيم القاعده و انصار الشريعه في الجنوب و جعلوا جنوبيين مسئولين عن مواجهتهم و هم يتفرجون ....الخ ، و هؤلاء الجنوبيين لم يدركوا بانها لا توجد مشكله بين حكام صنعاء و تنظيم القاعده الا فيما يخص الجنوب . فقد قتلوا ابو الحسن المحضار و الحارثي ليس لانهما ارهابيين ، و انما لانهما جنوبيين . و الان نلاحظهم متحمسين لمؤتمر الحوار الوطني الشامل و هم باطنيا ضده ، و بالذات حزبي المؤتمر و الاصلاح . فحزب الاصلاح لديه مشروع دوله دينيه و هو يعرف بان مؤتمر الحوار الوطني سيخرج بدوله مدنيه ، و لكنه سيضحي مؤقتا بمشروع دولته الدينيه على الورق في سبيل دفن القضيه الجنوبيه . و حزب المؤتمر الشعبي العام يعرف ان عجزه عن بناء الدوله المدنيه خلال 33 عام من حكمه سيكشفه مؤتمر الحوار الوطني ، و لكنه سيتقبل ذلك في سبيل دفن القضيه الجنوبيه . و بالتالي ما هي مصلحة الحزبين الحاكمين في مؤتمر الحوار الوطني اذا لم يكن ذلك لدفن القضيه الجنوبيه ؟؟؟ ، و اتمنى على مهندس دفن القضيه ان يتذكر بان هندسته للحرب ادت الى اسقاط الوحده .
انه مجرد التوقيع على المبادره الخليجيه من قبل حزبي المؤتمر و الاصلاح الحاكمين حاليا يعني اعتراف كل منهما بشرعية الاخر و عدم اقصاءه ، و يعني ان اقصاء أيا منهما هو خرق للمبادره . و هذا يعني بانها لا توجد وظيفه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل غير دفن قضية الجنوب ؟؟؟ . فمن حيث المبدأ ، كل قضيه هي التي تظهر طرفيها ، و طرفي قضية الجنوب هما : الشمال و الجنوب ، و بالتالي ما علاقة قضية الجنوب بمؤتمر الحوار الوطني الشامل و ما علاقته بها اذا لم يكن لدفنها ؟؟؟ . ثم ان المفاوضات حول القضيه الجنوبيه تتطلب الكفاءه السياسيه و العلميه و ليس التركيبه الاجتماعيه كما يطرح الداعون للحوار اذا لم يكن المؤتمر ذاته مصمم لدفنها ؟؟؟ . فبدون التسليم بالمفاوضات النديه بين الشمال و الجنوب ، و بدون استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره ، يستحيل ايجاد حل للقضيه ، و اذا ما وجد اي حل لها فانه سيظل حلاً غير مشروع حتى و ان كان عادلاً ، و من يخالفني هذه الحقيقه عليه ان يدحضها .
لقد قلنا للسفراء في صنعاء بان اصرارهم على مشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل يعني اصرارهم على ضم الجنوب الى الشمال في دولة القبيله و اجبارنا على العيش في مرحلة ما قبل الدوله ، لان الشمال مجتمع قبلي يعيش في مرحلة ما قبل الدوله و لا يستطيع ان يبني دوله على المدى المنظور . و هذا الفراغ بالنسبه للجنوب سيمليه تنظيم القاعده و ليس القبيله كما هو حال الشمال . و بالتالي فانه يقع على المجتمع الدولي اخلاقيا بان يسمح لشعب الجنوب باستعادة دولته المدنيه ، و قد طالبناهم بان يجيبوا على أسئلتنا قبل ان يطلبوا منا المشاركه في الحوار ، و اول هذه الاسئله ، هي : كيف ينظروا الى قضية الجنوب و هل يرونها داخليه مثل قضية الحوثيين ام يرونها قضية وحده سياسيه بين دولتين اسقطتها الحرب ؟؟؟ . و ثانيها : ما هي آليّة الحوار في هذه القضيه هل عبر كل الاطراف ام عبر طرفيها اللذان هما : الشمال و الجنوب ؟؟؟ . و ثالثها : ما هي مرجعية الحوار لهذه القضيه هل هي المبادره الخليجيه ام قراري مجلس الامن الدولي اثناء حرب 1994م ؟؟؟ . و رابعها : اين مكان الحوار هل في اليمن ام خارجه ؟؟؟ . و خامسها : من هو الضامن لمخرجاته ؟؟؟ . و لكنهم لم يجبوا على هذه الاسئله ، و انما قالوا وحدوا صفوفكم و سنكون مع مطالبكم ، و لديهم الحق في ذلك . فليس امامنا بعد الان غير توحيد صفوفنا لحل قضيتنا مع الشمال او الاعتراف بان الجنوب شعب بلا قياده ، و بالتالي فان خير ما نقدمه حاليا لشعب الجنوب هو ان لا نعطي شرعيه للباطل ، و انما نعتبره احتلالا بموجب اعتراف الرجل الثاني في نظام علي عبدالله صالح اللواء علي محسن الاحمر ، و نترك ازالته للاجيال القادمه كما فعل اجدادنا و تركوا الاحتلال البريطاني لنا و قمنا بازالته .
اننا لا نريد ان نخلق شرعيه جديده و انما نريد استعادتها ، و هذه الاستعاده لا تتطلب التشدد الزائد و لا المرونه الزائده و انما تتطلب الجمع بينهما . حيث ان التشدد الزائد يؤدي الى المبالغه في الاستراتيجيه على حساب التاكتيك و يضر بالقضيه ، لانه يخلق انطباع لدى المجتمع الدولي باستحالة التفاهم مع اصحابه . كما ان المرونه الزائده تؤدي الى المبالغه في التاكتيك على حساب الاستراتيجيه و تضر بالقضيه ايضا ، لانها تجعل الشماليين يفكرون في الشطاره السياسيه لدفنها بدلا عن التفكير في حلها . و لهذا فقد حاولت قبل رمضان بان اجمع بين قيادات التشدد و قيادات المرونه و لم افلح ، و عندما لمست عدم الرغبه في ذلك قلت في وسائل الاعلام بان هذه هي محاولتي الاخيره و بعدها الوداع لكل هذه القيادات و ليس للقضيه . فقد كانت مهمتي الوطنيه منذ البدايه و مازالت بالنسبه للقضيه هي خلق وعي سياسي و اجتماعي لها و ايجاد ثقافه لهذه القضيه حتى تبقى هذه الثقافه للاجيال القادمه اذا ما عجزنا عن حلها ، و لولا ثقافة القضيه لما ظهرت القضيه اصلا ، و من يعتقد بان ما كتبته مجرد مقالات صحفيه ، هو لم يفهم منها غير نطقها ، و لكنها ستفهمها الاجيال القادمه . اما اللذين استفادوا من الجنوب سابقا و لم يحنقوا عليه ، و اللذين يستفيدون حاليا من قضيته او يتاجرون بها فحكمهم للتاريخ .
ان رؤيتي للقضيه و حلها ليست رؤيه ذاتيه ستموت اذا لم افرضها على من يرفضها ، و انما هي رؤيه موضوعيه يستحيل موتها ، و يستحيل الحل الشرعي للقضيه بغيرها مهما طال الزمن ، و بالتالي فان من يعارضها لم يفعل سوى ضياع الوقت . فعلى سبيل المثال عندما رفضت قيادة الحزب الاشتراكي فكرة ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، و قال امينها العام في صحيفة الخليج الاماراتيه ان هذه الفكره هي مفرده سياسيه او منتج سياسي على اصحابه ان يفسروه ، لم ادخل معهم في صراع لقبولها رغم انهم حاربوني و منعوا صحيفة الثوري من نشر اي موضوعات لي بسبب ذلك ، و انما تركتهم يتصارعوا مع الواقع حتى هزمهم و سلموا بها بعد فوات الاوان . و لهذا اقول لكل اطراف الحراك ، ان كنتم بالفعل تريدون وطن فهناك النقاط الاربع التي اجمعنا عليها اثناء تواجدي في عدن قبل رمضان ، و هي :
أولا : الاتفاق على ان وحدة الهدف هي الشرط الموضوعي لوحدة القياده و ان وحدة القياده هي الشرط الذاتي لتحقيق الهدف ، لانه يستحيل وحدة القياده بدون وحدة الهدف و يستحيل تحقيق الهدف بدون وحدة القياده .
ثانيا : الاتفاق على ان الهدف هو استعادة دولتنا المدنيه كحق مشروع طالما و الشمال استعاد دولته القبليه بحرب 1994م ، و بحيث ينعكس هذا الهدف في ميثاق وطني يلتزم به الجميع و اعتبار كل الحلول المطروحه من قبل بعض الجنوبيين هي عباره عن طرق و اساليب لتحقيق هذا الهدف .
ثالثا : الاتفاق على ان طرق و اساليب الوصول الى الهدف هي وظيفة القياده السياسيه الموحده و خطابها السياسي اليومي بما في ذلك الموقف من مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تدعي اليه الامم المتحده .
رابعا : الاتفاق على ان القياده السياسيه الموحده التي نسعى الى ايجادها هي قياده توافقيه مؤقته يتمثل فيها الجميع دون استثناء ، و على ان تحمل اسم مجلس التنسيق الاعلى لمكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، و ان ينبثق عن هذا المجلس لجنه تنفيذيه و لجان عامله يتمثل فيها الجميع و تكون رئاستها دوريه . و لابد ان يكون المجلس مفتوحا لمن يريد الانضمام اليه وفقا لادبياته.
ان هذه النقاط الاربع هي ما اتفقنا عليها قبل رمضان مع كل الاطراف ، و اقترحت عليهم بان نلتقي بعد رمضان لصياغتها في ورقه و التوقيع عليها و من ثم القيام بالعمل على اساسها . و لكن المستجدات التي حصلت اثناء و بعد رمضان من قبل بعض الاخوان قد جاءت بغير ذلك و ادت الى المزيد من التعقيد . فهل بالامكان العوده الى هذه النقاط الاربع باعتبارها القاسم المشترك بين الجميع و ايجاد مجلس تنسيق وطني أعلى يتمثل فيه جميع مكونات الحراك و بشكل متساوي على غرار اللقاء المشترك و فروعه في المحافظات و المديريات ، و هذه المكونات هي :
1- المجلس الاعلى بشقيه .
2- مؤتمر القاهره بشقيه .
3- التكتل الوطني الديمقراطي .
4- حركة النهضه الاسلاميه .
5- الهيئه الوطنيه العليا .
6- الحركات الشبابيه .
7- اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء .
8- تيار المثقفين من اجل جنوب جديد .
9- جبهة التحرير التي فكت الارتباط بالمركز و انضمت الى الحراك .
هذا و في الختام أود القول بانه ليس هناك من مخرج لايجاد قياده سياسيه موحده غير ذلك ، أو ان يتمسك البيض بشرعيته التي دخل بها صنعاء او بشرعيته التي أعلن بها فك الارتباط اثناء الحرب ، او ان يشكل قياده جديده برئاسته و يقبل بالنصيحه و نحن معه . أما بدون ذلك سوف نترك الجميع يتصارعون مع الواقع مثل قيادة الحزب الاشتراكي حتى يهزموا جميعهم و يعودوا الى الصواب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.