يظل المغترب اليمني في الشقيقة السعودية أتعس أقرانه من اليمنيين المغتربون في كل اسقاع المعمورة؟ وذلك لسبب واحد الممارسات التي يتخذها السعوديون ضد العمالة الأجنبية في بلدهم. كل يوم نسمع قصة مأساة بطلها مغترب يمني قطع آلاف الأميال وباع ما لديه من أشجار وأبقار حتى يذهب إلى المملكة ويحظى بعيش كريم. لكن المصيبة الكبرى عندما ينصدم بواقع مرير في الأيام الأولى من وصوله إلى السعودية إن لم يكن في أول منفذ حدودي. معاملة كالعبيد. واستبداد كالكهنوت. لا قيمة ولا كرامة ما دامك أنت وافد إلى المملكة وخصوصا إذا كنت "أبو يمن". لمن لا يعرف أن نظام الإقامة والعمل في الشقيقة السعودية ما هو إلا نظام استبدادي بحت، الهدف منه إذلال الوافد وجباية جل ما يجمعه من كل يومه وخادم يقوم بتلبية رغبات سيده .. رسوم.. وعقوبات لم يمارسها أي نظام إقطاعي حتى العصور الوسطى. ولمن لا يعرف أيضا، أن فيزة اليمني يصل قيمتها إلى 35 ألف ريال سعودي أي ما يقارب المليون إلا ربع، ريال يمني. بينما بالمقابل فيزة العامل الشرق أسيوي لا يتعدى سعرها ال 200 ريال سعودي!! كذلك تصل إلى الكفيل فيعتبرك ام عبد اشتراك بفيزته ونسي أنك رفدت حسابه البنكي بمبلغ الكفالة يتوجه إلى بلدان المتعة و"الفلة" ليقضي أجازة مرحة تنسيه تعب استخراج فيزة عاملة. وأخذ يعتبرك مجرد صرافة آلية ويسحب منها وقت ما يشاء بدون مناقشة ولا تجد عنده على خيارين، الدفع وإما الترحيل. وبعد كل هذا تجد مهنتك "عامل تربية مواشي"..!! هل صار الإذلال والاستعباد مكتوبة باسم "ابو يمن"؟ مآسي ومعاناة كثيرة لا تنتهي. وآخر هذه المآسي ترحيل أكثر من 1000 مقيم يمني بالمملكة من العاملين في محلات الجوالات بدون سابق إنذار أو الإيضاح عن سبب إقدام السلطات السعودية بهذا العمل المجحف والغير إنساني؟؟!! في ظل معاملة بشعة داخل عنابر ترحيل الجوازات. هنا نسأل أين دور السلطات اليمنية في حماية حقوق مواطنيها المنتهكة في السعودية. أين دور وزارة شئون المغتربين في رعاية مغتربيها.؟ يجب الوقوف وبحزم ضد هذه الانتهاكات التي يتعرض لها المغترب اليمني في السعودية وكل دول العالم. يجب أن نعيد لليمن كرامته التي تسلب على مرأى ومسمع من السلطات الرسمية. ويجب أن يعلم أخواننا السعوديون أن المغترب اليمني كان وما زال أحد ركائز النهضة في بلدكم. وأعتقد أن حكامكم يعرفون ما فعله المغترب اليمني للملكة... لا بد أن تكرسوا معنا الإخوة والجوار وتردوا الجميل بالمثل. وإذا كانت هذه المبادئ والقيم قد انقرضت من قاموسكم عليكم أن تعاملوا أشقائكم بالتعامل الإنساني فقط. أتركوا الأخوة والجوار وعاملوهم بتعامل ديني وإنساني حتى لا تتحول نعمكم إلى نقمة. أكرر الدعوة للسلطات اليمنية أن تتحمل مسئوليتها في حماية حقوق مواطنيها في الخارج ، ما لم ، فسيكون المجرم أنتم لا غيركم. دعوة لمنظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدنية . وعلى إعلامنا بكل أصنافه أن يثير ويهتم بقضايا المغتر اليمني في الخارج ومساندته ودعمه حتى لا تتكرر المأساة ويصبح المهاجر اليمني ملطشة لكل من هب ودب. فاصل ونواصل.