الطيبون عندما يترجلون عن الدنيا إلى دار الخلد يتركون أحزانا عميقة تحز في نفوس الناس الذين عايشوهم .. كان يوم ال 13 من ديسمبر 2013 م الماضي يوما كئيبا لم اعتاد على أمثاله في الوقت القريب كان الوقت عند نحو الثالثة عصر كانت مشاعري مخلوجة بالحزن على فراق مفاجئ لصديق حميما لي هو الشيخ / احمد سالم شمح وكيل محافظة شبوة احد أعيان قبيلة النسين لكن لم يلبث الوقت طويلا حتى فوجئت بصدمة أخرى رغم إيماني العميق بقضاء الله وقدرته .. وهي الصدمة التي قضت على ما تبقى في نفسي وقلبي من عزيمة وصبر، كانت وسيلتها هاتفي الخلوي ومصدرها صديقي وأخي العزيز / رجل الأعمال علي مساعد يبيب الذي كنت أهاتفه لموضوع ما فاخبرني عن وفاة المهندس / صالح احمد مجور مدير عام مكتب النفط والمعادن .. نبأ كاد ان يكون بالنسبة لي كالصاعقة .. خبر لم أتحمل تفاصيله من هول ما سمعت لحظات شعرت بالرجفة والاهتزاز وساعات عصيبة مررت .. كيف لا انا اسمع عن فراق ابدي لإنسان عزيزا على قلبي تعديت معه مرحلة الصداقة إلى مرتبة الإخاء له محبه وتقدير واحترام ؟! ورب الكعبه انني قد أحسست بالمصيبة التي حلت بنا وحجم الخسارة التي منيت بها محافظة شبوة ساعات وأيام وليالي مرره وما تزال أحزان الفراق تسيطر على مشاعري في الحين والأخر تلازم خيالي صورة وحديث وتعامل الفقيد صالح مجور وهي الصورة التي ترتسم عليها معاني الطيب والبرأه والحديث الذي يحمل كلمات الصدق والنقاء والنزاهة والتعامل الخلاق الذي يحمل كل معاني صفة الإنسان المؤمن المتقي الزاهد ..سمات وسجايا قلما وجدت في هذا الزمن ! عرفته منذ سنوات عندما كان يتولى منصب مدير عام مكتب مياه الريف بمحافظة شبوة تقربت منه بعدما لاحظت فيه صفة الشخص المميز والنادر في مناقشاته وأطروحاته التي لا تتعدى الصراحة والشفافية . لا كثر من عقد من الزمن على معرفتي به تبين لي خلالها ان شخصيته تجسدت فيها المسئول الشجاع والإداري المحنك والموظف المخلص والمتفان والنزيه والإنسان الودود .كان الوداع الأخير قبل ثلاثة أيام على رحيله في مكتب النفط والمعادن ترجل عنا الصديق والأخ الغالي صالح احمد مجور الى دار الآخرة تارك لنا أحزان فرق رحيله مورث لنا سجاياه الخلاقة ومأثرة وبصماته في كل مشروع