ان الجهود الامريكية في اليمن وصلت الى طريق مسدود او "ركود" كما قال الجنرال جيمس ماتيس للكونغرس، وذلك نتيجة لجهود صالح طوال العام الماضي في التمسك بالحكم. لم ترغب الولاياتالمتحدة في الظهور كدولة تساند حاكم قمعي، كما انه اصبح هناك خطرا على حياة الامريكيين العاملين في البلاد. و منذ رحيل صالح عن السلطة، تضاعف بشكل كبير استخدام الطائرات من دون طيار لمهاجمة المسلحين. و قتلت غارة جوية ثلاثة من المسلحين في مدينة جعار في 11 مارس، و بعدها بثلاثة ايام اصاب صاروخ امريكي سيارة في البيضاء، مما ادى الى مقتل اربعة من المسلحين. يقول مسؤولون امريكيون ان كلا الهجومين نفذا من قبل قيادة العمليات الخاصة المشتركة في الجيش الامريكي، او وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه)، و كلاهما يقوم بشن غارات جوية بطائرات من دون طيار داخل الاجواء اليمنية. تمت مهاجمة المسلحين ليس لانهم كانوا يخططون لشن هجمات على الولاياتالمتحدة، لكن لان المعلومات الاستخباراتية المتوفرة اشارت الى انهم يخططون لمهاجمة دبلوماسيين امريكان او اهداف اخرى في اليمن، وفقا لما قاله المسؤولون الامريكيون. و بدات وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) منذ عام بارسال طائرات من دون طيار الى الاجواء اليمنية, منظمة بذلك الى برنامج عسكري سري كان قد بدا تنفيذه. بعض تلك الطائرات العسكرية تنطلق من قاعدة في جيبوتي، اما بالنسبة للطائرات من دون طيار التي تديرها وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه)، فانها تنطلق من مكان غير معلوم في شبه الجزيرة العربية. و يرفض المسؤولون الامريكيون الاعلان عن عدد الغارات التي نفذت في اليمن، و من الصعب احيانا التمييز بين الغارات التي يشنها الطيران اليمني من تلك التي تنفذها طائرات امريكية. موقع لونج وور جورنال الذي يراقب عن كثب نشاطات الولاياتالمتحدة الخاصة بمكافحة الارهاب، قدر عدد الغارات الامريكية ب 23 غارة جوية نفذت في اليمن منذ شهر يناير 2009، و هو اقل بكثير من 245 غارة التي نفذت في باكستان في الفترة الزمنية ذاتها. و بحسب الموقع فانه منذ 2002 ، فان الغارات الامريكية بطائرات من دون طيار في اليمن ادت الى مقتل 160 مسلحا و 47 مدنيا. و يشكل هذا الرقم معدل اكبر من حيث الضحايا المدنيين، و بحسب تقديرات الخبراء المستقلين فان ذلك المعدل يفوق بشكل كبير اعداد ضحايا الغارات الامريكية بطائرات من دون طيار في باكستان. يقول عدد من المسئولين ان هناك حديث على مستوى القيادة في واشنطن حول ايجاد طرق لتوسيع الدور الامريكي. لقد تفاجا المسؤولون الامريكيون و اليمنيون على حد سواء و استاءوا من السرعة التي تمكن بها مسلحوا القاعدة من اسقاط و السيطرة بسهولة على بعض المناطق في اليمن، و يصر المسؤولون على تحويل تلك المكاسب في الاتجاه المعاكس الى خسائر وفقا لما صرحوا به. ان المسلحين في اليمن "يتعرضون للضغوطات، لكن حقيقة ان هناك مساحات بامكانهم الان العمل فيها متمتعين ببعض الحصانة، فان ذلك امر مقلق للغاية" وفقا لما قاله المسؤولون الامريكيون. لقد اثبت الرئيس اليمني الجديد، عبدربه منصور هادي، انه مستعد اكثر من سلفه للموافقة على شن الغارات الامريكية، و يعد ذلك احد اسباب الارتفاع الحاد في عدد الغارات الامريكية مؤخرا وفقا لما قاله مسؤولون امريكيون و يمنيون.