لايستطيع أحد أن ينكر أن الإصرار الكبير الذي أبداه فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية خلال افتتاحه اعمال الدورة الاستثنائية للمؤتمر الشعبي العام على قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية يمثل قمة الديمقراطية والنضج السياسي لشخصية تاريخيه مثل فخامة الرئيس.. ذلك الإصرار من قبل الرئيس والخطوة الكبيرة التي لم يسبق لها مثيل في الساحة المحلية والعربية ولن تحدث مستقبلاً في اية دولة عربية. تلك الخطوة لاشك ان علي عبدالله صالح يدرك معانيها وخفاياها العظيمة وما ستسهم من ترسيخ للنهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة في اليمن. وبحكم ان علي عبدالله صالح هو رجل عظيم وصاحب نظرة ثاقبة وهو من وضع اللبنات الأولى للعملية الديمقراطية باليمن واستمر في رعايتها حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن وفي هذه المرحلة قال فخامة الأخ الرئيس: انه يريد ان يرتاح وهذا من حقه لكن هناك خفايا فعلي عبدالله صالح يريد ان يرى الثمار الطيبة الما زرعه في المجال الديمقراطي بعيداً عن مواقع القرار. وهنا نقول لفخامة الرئيس: إن انجازاتك الوطنية كثيرة جداً ولايستطيع احد نكرانها والشعب اليمني يلمسها في شتى المحافظات وعلى امتداد التراب الوطني. وكما تعلم يا فخامة الرئيس ان شعبك يعتبرك المعلم الأول ومازال ينتظر منك الكثير سواء على صعيد الاصلاحات المالية والإدارية ومحاربة الفساد أم فيما يتعلق بتحقيق تنمية مستدامة ورفاهية تامة لجميع اليمنيين. بالتأكيد من حقك ان ترتاح ولكن ليس على حساب راحة أكثر من «21» مليون مواطن خاصة وقد عرفناك دائماً تؤثر مصلحة وراحة الشعب على راحتك الشخصية.. ولسوء حظك يا فخامة الرئيس ان الشعب لم يصل بعد إلى درجة من النضج السياسي التي تؤهله لأن يرى اليمن بدون علي عبدالله صالح فالجميع يعلقون آمالاً عريضة على فخامتكم خاصة في هذه المرحلة الصعبة مرحلة البناء، بناء الإنسان بالدرجة الأولى. ليس من حقك ياسيادة الرئيس ان ترحل وتترك الشعب عالقاً يبحر في ظلمات وامواج عاتية طالما ودستور الجمهورية اليمنية يعطيك الحق في قيادة مسيرة الوطن لفترة أخرى. نحن نقدر لهفتك سيدي الرئيس لرؤية ثمار «28» عاماً من العمل المتواصل لرؤية الشعب وهو يقطف تلك الثمار. لكنم أقول والحق يقال: ان عدم عدولكم يافخامة الرئيس عن هذا القرار المجحف بحق شعبكم ينذر بكارثة آتية لا محالة. وعندها لن تستطيع ان ترتاح وأنت تشاهد تلك الانجازات تتهاوى واحدة تلو الأخرى فلا بديل عنك يا فخامة الرئيس او لتستمر لإكمال مسيرة النهضة وخوفاً على انجازاتكم من الضياع والدمار لأن عدم ترشيحكم يعني دماراً لتلك الانجازات ودمارها يعني ضياع الشعب اليمني، وضياع الشعب بالطبع لايرضيكم خاصة وانتم من داوى جروحه وخفف آلامه. فخامة الرئيس: ليس مثلك من يرضى لشعبه الضياع، ليس مثلك من يترك السفينة وسط المحيط بدون ربان.. ليس علي عبدالله صالح من يتجاهل أصوات الملايين ونداء المحتاجين، ليس علي عبدالله صالح من يقول لا لشعبه خاصة والشعب يدرك ان بقاءك قائداً ومربياً ومعلماً هو بقاء للشعب ورحيلك نهاية لآمال وطموحات وتطلعات الشعب.