معطيات الحدث وسياسة الأمر الواقع في خضم معطيات المرحلة الجديدة التي تشهدها حالياً الساحة اليمنية والتي لفتت الانظار وصارت حدوثة العالم ووسائله الإعلامية بالاضافة إلى الصحف المحلية الرسمية منها والحزبية، هذه الاحداث التي تصبح بها الساحة اليمنية وأصبحت مصدر قلق للجميع تتمثل في الاصرار التام لفخامة الزعيم الوحدوي علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وذلك في رفضه القطعي والجازم في التراجع عن قراره والمتمثل في عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة مبرراً هذا الرفض بالعديد من الأسباب والدوافع والتي جعلته يصر على ذلك ولكن بالرغم من تصاعد الضغوطات الحزبية والشعبية والتي خرجت بمسيرات حاشدة في الكثير من محافظات الجمهورية والكثير من الاعتصامات تطالبه بالعدول عن قراره والنزول عند مستوى المطلب الشعبي ورغم الضغوطات القوية لقيادات المؤمر وأعضائه إلا انه مازال حتى الأمس يرفض ذلك. فخامة الرئيس علل أسباباً كثيرة جعلته يعلن قراره في عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة ومازال يصر على ذلك ونذكر من تلك الأسباب على سبيل المثال لا الحصر ارساء الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة وقد اشار فخامة الرئيس في كلماته إلى انه يريد ان يسجل اسمه في التاريخ ويخلد ذكراه في سجل العظماء وانه ليس بتاكسي اجرة لحزب المؤتمر أو للأحزاب الأخرى وأضاف بالقول: ان السفينة مازالت تبحر في عرض البحر ولكن : اريد ان أذكر فخامة الرئيس انه فعلاً من حقه ان يسجل اسمه في سجل عظماء التاريخ وللتاريخ حق في ان يخلده وذلك لما حققه من منجزات عظيمة ترتقي بعضها إلى مستوى المعجزات وكلنا نعرف ذلك ولكن اعتقد انه ليس من حقه ان يرفض إرادة شعب أصبح هو ملكاً له. أريد ان أذكره بإنه فعلاً رسخ الديمقراطية والحرية وهو يريد حالياً ارساء مبدأ التداول السلمي للسلطة ولكنني أؤكد جازماً بأنه لاتوجد بتاتاً عقلية سياسية حكيمة بحجم عقلية المواطن/علي عبدالله صالح.. فهو الذي خبر البلاد «28» عاماً وهو الذي وضع اللبنة الأولى للدولة اليمنية الحديثة بعد ان عاشت عمراً طويلاً في حمى الصراعات الداخلية والذي كان لها الاثر السلبي على الحياة السياسية والاقتصادية لليمن فلقد أوجد دولة المؤسسات وسور البلاد وجعل لليمن مكانتها وأهميتها بين دول العالم وهذا كله لا يأتي إلا عن قوه شكيمة وبٌعد نظر وعقلية سياسية راسخة وحكيمة. اريد أن اذكره بأن السفينة مازالت في عرض البحر تمخر عبابه وهي بحاجة إلى ربان ماهر يقودها نحو الشاطئ نحو بر الامان فكيف له ان يتركها لغيره لمن مازال في حالة طيشان لمن لايعرف أين الوجهة وأين المرسى وأين المصير فقد تغرق السفينة ويغرق من فيها وتأتي الكارثة بمالا يحمد عقباه فتنوح الثكالى وتتحول الفرحة إلى أحزان والحياة إلى خراب وسيلعننا الزمن حتى نهاية المطاف لكنني أقولها بكل صراحة :عليك يا فخامة الرئيس اكمال المشوار الذي بدأته وايصال السفينة إلى بر الأمان وبهذا سيتحقق الحلم الذي انتظرناه ردحاً من الزمن ولابديل عنك مهما كثرت الاسباب والذرائع. إذاً : كيف للسفينة ان تمخر عباب البحر وتجتازه إلى الشاطئ بسلام إذا لم يكن القائد والربان المحنك والسياسي الماهر فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ربانها فقد تغدر بها امواج البحر المتلاطمة فتحولها إلى ركام في اعماقه ويتحول من بداخلها إلى لقمة سائغة تقتاتها اسماك القرش. فلا بد ان تأخذ الحقيقة مجراها ويحتكم فخامة الرئيس إلى إرادة الشعب ويراجع ضميره قبل ان تغرق السفينة فيندم الجميع في وقت لاينفع معه الندم. وفي الأخير.. يا فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح عهدناك رجلاً شجاعاً وصاحب سياسة وحكمة واقتدار وقائداً مغواراً فلن نرضى ولن نرضى بغيرك قائداً وزعيماً وكيف تريدنا ان نكرهك بعد ان صرت في قلوبنا محبوباً، فالمرحلة القادمة تقتضي وجودك أكثر من أي وقت مضى وسنفديك بأرواحنا مادمت لهذا الوطن زعيماً وقائداً.