إن ما يجرى اليوم في لبنانوفلسطين يؤكد بشكل قاطع أن الحق لا يمكن أن يهزم ما دام أهله يطلبونه ويقاتلون من أجله مستميتين في الدفاع عنه. لغاية اللحظة عجزت القوات الصهيونية الغازية للبنان قاطبة أن تحقق ما تريد كما تدعي رغم الدمار والخراب الشامل الذي عم هذا البلد الجميل، ومما لا شك فيه أن ما يحدث لا يعتبر حرباً بالمعنى الحقيقي من قبل الكيان الصهيوني، لأن كل همه ضرب وقصف وتدمير وتحطيم المباني والموانئ والجسور والمطارات والمواطنين المدنيين، فأين قوة هذا الجيش الذي لا يقهر في مواجهة المعارك الحقيقية التي يخوضها فعلاً حزب الله ومقاومة الجبابرة ضد هذا العدو، التي تجلت في بعض المعارك البرية، حيث كبدت العدو خسائر يعتبرها فادحة بالنسبة له سواء على الصعيد البشري «الجنود» أو على الصعيد المادي «دبابات»، ناهيك عن قصف عمق العدو الحصين المحصن بصواريخ لا أول لها ولا آخر. وبالتأكيد إن الصواريخ قد أصابت مقتلاً حقيقياً في جسد هذا العدو بدليل منعه وسائل الإعلام من الاضطلاع على ما يجرى إلا من خلال إذاعته هو فقط، فأين ديمقراطية الإعلام التي يدعيها العدو..؟ إن توالي الأيام واحتدام شدة الصراع ليؤكد بالملموس أن حزب الله لديه القدرة على الصمود والمواجهة والاستمرار في القتال رغم الحصار وقلة المساندة، وأنه قادر على إلحاق وكسر نفس وهمة هذا الجيش الذي لا يقهر، وهذا ما يدفع العدو إلى محاربة الأبنية والجسور كما أسلفت آنفاً. إن الرعب والخوف الذي بثه حزب الله في نفسية الجندي الصهيوني لا مثيل له، ومن هنا نرى الخوف من المواجهة البرية من قبل هذا العدو من معظم المحللين الإسرائيليين وغيرهم. متى يفهم العدو الصهيوني بأن الحق لا بد أن ينتصر ولا يمكن أن ينتهي بتقادمه مع الزمن سواء في فلسطين أو لبنان، وأن تدمير المنازل والمطارات والجسور ليست حرباً. - نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين