أثبت حزب الله «المقاومة اللبنانية» بامتصاصه للهجمة أو الضربة الجوية الصهيونية، بدعم ومساندة وتلاحم وصبر وجلد الشعب اللبناني البطل، وبالقدرة والكفاءة لمقاتليه في مواجهة القوات الصهيونية التي تدخل الأراضي اللبنانية، وبقدرته على قصف العمق الصهيوني في فلسطينالمحتلة زيف المقولة التي تقول: إن الجيش الصهيوني لا يقهر.. وأسقط هذه المقولة وأثبت أن الكيان الصهيوني يعتمد على الحرب الخاطفة، والمفاجئة والمباغتة، والتدخل الأمريكي لوقف إطلاق النار.. بعد أن يحقق الصهاينة بعض الإنجازات على الأرض ليستخدمها أوراق ضغط في المفاوضات للحصول على مكاسب جديدة.. وهذا هو الذي جعل من الجيش الصهيوني أسطورة في نظر الأنظمة المواجهة، والاعتقاد أن الجيش الصهيوني لا يقهر، وعزز هذا الاعتقاد لدى الأنظمة العربية الإعلام الصهيوني الغربي، لكن هاهو حزب الله بجناحه العسكري يثبت بصموده هذه الفترة وتكبيده للجيش الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وقصف للعمق الصهيوني بالصواريخ بما لا يدع مجالاً للشك كذب المقولة «أن الجيش الصهيوني لا يقهر»، وحطم الأسطورة الصهيونية بضربات صواريخه، ومواجهاته الجوية للقوات الصهيونية التي دخلت الأراضي اللبنانية.. مرغت وجه الجيش الصهيوني في وحل الجنوب اللبناني. إن صمود وتصدي وقدرة المقاومة اللبنانية وحدت الشعب اللبناني، وأجهضت مراهنة الجيش الصهيوني وحكومته على الطائفية والمذهبية في لبنان، وإثارة الفتنة بين أبناء لبنان الذين كانوا أذكى من الكيان الصهيوني وتوحدت أمام وفي وجه العدوان. إن الحروب التي شنها الكيان الصهيوني على البلاد العربية، اعتمدت على المفاجأة والمباغتة والمبادرة بالعدوان، وأول ما يبدأ بالضربة الجوية بسلاحه الجوي المتفوق وذلك بضرب المطارات العربية والمواقع العسكرية ثم يبدأ الزحف البري بعد أن يكون قد أفقد العرب طيرانهم وقواعدهم الصاروخية والمدفعية.. فيزحف تحت غطاء جوي على جيش مكشوف على كل الجبهات للطائرات الصهيونية التي تؤمن الزحف الأمني لقواته البرية دون أي جهد أو قتال أو تضحيات وخسائر.. وفي اليوم الثالث أو الرابع أو الخامس تتدخل القوى الغربية بقيادة امريكا لوقف إطلاق النار وإدارة المفاوضات لصالح مكاسب جديدة للصهاينة. في حرب أكتوبر 1973م حين كانت المفاجأة والمباغتة والمبادرة من قبل الجيوش العربية، وذلك ببدء الهجوم الجوي والقصف المدفعي الكثيف للصهاينة.. ثم الزحف سقط الجيش الصهيوني أمام الجيش العربي المصري والسوري بكل تحصيناته التي كان يعتقد أنها مانعة إياه من أي هجوم عربي، وحقق الجيش السوري والمصري انتصاراً رائعاً.. كان يفترض عدم قبول وقف إطلاق النار إلا بعد التزام بعودة الصهاينة إلى حدود ما قبل حزيران 1967م ثم يبدأ التفاوض. حزب الله اليوم تجاوز هذه المرحلة وغير قابل لوقف إطلاق النار إلا بشروطه.. وهو يواجه الصهاينة بقوة بعد أن أفقدهم عنصر المفاجأة ودفعهم للحرب قبل الانتهاء من الإعداد لها.. في وقت كانت المقاومة مستعدة للحرب بعد عمليتها «الوعد الصادق» فتورط الصهاينة في حرب لا يدرون مداها، وبطرق لا علم لهم بها.