اليوم .. يجب أن تتذكر، ويتذكر معنا كل الحكام العرب، والصهاينة والامريكان تنبؤ وتوقع الرئيس علي عبدالله صالح في بداية الحرب والعدوان الصهيوني على لبنان، حين توقع أن الصهاينة لن ينتصروا على المقاومة، وأن الصهاينة سوف يفشلون في تحقيق أهدافهم.. مؤكداً أن ما قام به حزب الله حق مشروع من حقوقه ما دام هناك جزء من جنوبلبنان محتلاً من قبل الصهاينة. في هذا الوقت معظم إن لم يكن كل الحكام العرب ومنذ قام حزب الله بأسر الجنديين ترحموا على حزب الله وآمنوا بأنها نهاية حزب الله وقيادته على يد العدو الصهيوني، بل إن الصهاينة والإدارة الامريكية وبلير أيضاً كانوا على ثقة أن العملية لن تكون سوى نزهة للجيش الصهيوني لن تزيد عن ثلاثة أيام لتدمير وسحق حزب الله. تصوروا الوحيد الذي خالف هذه الرؤيا هو الرئيس علي عبدالله صالح الذي أكد أن الكيان الصهيوني وجيشه سيتمرغ تحت أقدام المقاومة في جنوبلبنان، وأن غرور العدو وغطرسته سوف تتحطم على يد المقاومة.. فما هي أسس استقراء الرئيس «صالح» لهذه النتيجة المسبقة، مضيفاً إلى أن نهاية الكيان الصهيوني محتمة لو دخلت سوريا الحرب..؟ هذا الاستقراء دفع بالأخ الرئيس لعمل جهده لإشراك القادة العرب في الشرف الذي ستناله المقاومة وهي تنتصر على العدو الصهيوني، حيث دعا إلى قمة عربية هدفها الوقوف إلى جانب لبنان ومقاومته، واتخاذ مواقف إيجابية فاعلة من الحكام العرب مع المقاومة ولبنان وضد العدو الصهيوني ومن وراءه من الغربيين. لقد شاء الرئىس صالح للحكام العرب شرف الوقوف مع لبنان والمقاومة، لكنهم أرادوا لأنفسهم الخيبة والذلة، ففاز والله علي عبدالله صالح وخاب الحكام العرب حين تقاعسوا عن الدعوة إلى قمة عربية، مما اضطر الأخ الرئيس إلى سحب الدعوة للقمة العربية حرصاً على وحدة الصف العربي. لقد بنى الأخ الرئىس موقفه من عدة جوانب وعلى عدة أسس أهمها: 1 أنه يؤمن إيماناً كاملاً أن أية مقاومة عربية ضد العدو الصهيوني مشروعة، ويحق لها النضال ضد الصهاينة كونهم كياناً غاصباً محتلاً عنصرياً إرهابياً. 2 رأى أن تجربة المقاومة في لبنان مع الصهاينة قد أكسبت المقاومة معرفة ودراية بالعسكرية الصهيونية وطرق وأساليب حربها، وذلك خلال احتلال الصهاينة لجنوبلبنان حتى أجلتهم المقاومة من الجنوباللبناني عام 2000م. 3 أدرك الرئيس صالح اعتماد الكيان الصهيوني على تفوقه الجوي، والضربة الجوية المفاجئة والمباغتة للجيوش العربية، وخاصة سلاح طيرانها، ثم التقدم تحت مظلته الجوية وقصف مدفعيته للاحتلال والتموقع في كل الحروب العربية، فكل حروبه خاطفة مفاجئة لكن حزب الله بعمليته أفقده عنصر المفاجأة وكذا المباغتة. 4 أن حزب الله سيحارب بأسلوب حرب العصابات التي لا يقدر عليها الجيش الصهيوني، إضافة إلى استنتاجه من خطاب السيد حسن نصر الله وتصريحاته قبل الحرب واستعداده لمبادلة الأسرى مع تشديده أنه والمقاومة اللبنانية على استعداد للحرب إذا أرادتها العصابات الصهيونية. لقد وجد الرئيس صالح في ذلك هدوءاً واطمئناناً وثقة من قبل نصر الله فأدرك أن حزب الله قد أعد وأهل نفسه وتسلح جيداً وأعد الأرض لمعركته تماماً لينتصر وليس لينهزم. كل هذا غاب، ولم يخطر برأس حاكم عربي ولا صهيوني ولا غربي، فكان تنبؤ علي عبدالله صالح صادقاً لأنه بني على مقدمات منطقية، وهاهي نتائج الحرب تؤكد صدق توقع «الصالح».