في كل الحروب العربية الصهيونية كان الصهاينة يفاجئون العرب بالحرب..ماعدا حرب أكتوبر (رمضان) عام 1973م حيث كان العرب (مصر وسوريا) المفاجئون للعصابات الصهيونية بشن حرب العبور والتحرير، وفقا للخطة (جرانيت) التي كان الرئيس جمال عبد الناصر قد وافق عليها، ووقع عليها ..إلا أن الموت استبق قيام الحرب وخطف (عبدالناصر) لترحّل الحرب، وساعة صفرها إلى 10 رمضان،ال 6من أكتوبر عام 1973م من القرن الماضي أثناء قيادة الرئيس السادات لمصر .جرى التنسيق بين مصر وسوريا في غاية السرية..بحيث كان بدء مصر وسوريا بشن الحرب على العدو الصهيوني في (الثانية ظهراً) في ذلك اليوم والعام ..ولأول مرة يفاجأ الصهاينة بالحرب وينهزمون فيها. عموماً الصهاينة لا يقدمون على حرب إلا في إذا كانوا على ثقة كبيرة أنهم سيبدؤونها وينهونها بأنفسهم، وأنهم سوف يخرجون منها منتصرين ..وإن الحرب لن تطول أكثر أو لن تتجاوز الموعد الذي حددوه مسبقاً لإنهائها وأن تفوقهم في سلاح الجو سيحسم الحرب لصالحهم بالاعتماد على المعلومات الاستخبارية التي تمدهم بها شبكات التجسس المجندة للعمل في المنطقة المستهدفة من حربهم. هذه الاستراتيجية العسكرية للصهاينة سقطت تماماً في حرب تموز 2006م حين هاجمت لبنان في جنوبه لتفاجأ بمقاومة لبنانية ومن ورائها شعب لبنان لم تكن تتوقعها على البر..فحاولت الاعتماد على سلاح الجو والبحر أكثر..إلا أن صواريخ المقاومة أسقطت هذا الرهان..وبدلاً من أن يتحكم الجيش الصهيوني بالحرب صارت المقاومة هي تتحكم بالحرب وأول قرار للمقاومة هو جر الصهاينة إلى حرب طويلة لا يقوى عليها الجيش الصهيوني الذي تعود على حرب خاطفة يحسمها سلاح الجو ..وبعدها يتقدم الجيش الصهيوني في أمن وأمان ..ولذا سقطت نظرية الأمن الصهيوني وفشل الصهاينة وسقطوا تحت ضربات المقاومة..وهذه المرة الثانية التي تسقط فيها أسطورة الجيش الصهيوني بعد حرب أكتوبر. السقوط الثالث لأسطورة الجيش الذي لا يقهر كانت خلال إعلان الحرب على غزة..رغم عدم التكافؤ بين جيش الصهاينة ومقاومة غزة، ورغم الوحشية الصهيونية ضد عزة..تجربتان مريرتان للجيش الصهيوني ..وهو حتى اليوم لم يتعاف منهما.. ولن يتعافى حتى بقية عامنا الحالي..وصار قرار حرب صهيونية صعباً جداً على الصهاينة.